بعد ان فرض النظام قبل ثلاثة اسابيع حصارا على الاحياء الشرقية، تمكنت بعض المجموعات والميليشيات المعارضة وبينها -مجموعات اسلامية متطرفة -من فك الحصار عن بعض المدن وقطع طريق امدادات رئيسية للجيش السوري في الاحياء الغربية في حلب.
وتتحدث انباء عن محاولات يقوم بها الطرفان من اجل استقدام قوات جديدة للقتال للسيطرة الكاملة على المدينة.اذ ذكرت مصادر اعلامية ان هناك مقاتلين وصلوا تباعا يوم الاحد من سوريا ولبنان والعراق للقتال الى جانب الجيش السوري قادمين من وسط سوريا». فبعد ان احكم الجيش السوري قبضته على مدينة حلب ، فوجئ اول امس بتمكن فصائل المعارضة من فتح طرق جديدة وكسر الحصار في احدى اشد المواجهات واشرسها. وتجدر الاشارة الى ان الفصائل المقاتلة في حلب تتكون من تحالف «جيش الفتح» الذي يضم جبهة فتح الشام وفصائل اسلامية اخرى.
كر وفر
يرى استاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي رامي خليفة العلى لـ«المغرب» ان المعركة لا تزال في ذروتها وبالتالي يصعب إعطاء تقييم دقيق لمجمل التطورات العسكرية ويتابع قائلا:» إستنادا إلى التطورات الأخيرة خلال اليومين الماضيين نستطيع القول إن المعارضة استطاعت أن تكسر حالة التراجع العسكري الذي عاشته خلال الفترة الماضية، وكذلك استطاعت أن تفاجئ النظام وروسيا والميليشيات المتحالفة معهما . فبينما كان الجميع يتوقع أن يكون هناك هجوم على طريق الكاستيللو جاء الهجوم من الجنوب على تلة الراموسة ومدرسة المدفعية، وهذا سوف يكون له تأثير على مستويين، ميدانيا يعطي الفصائل المعارضة فرصة المبادرة والحفاظ على الأقل على ما حققته خلال السنوات الماضية وتحقيق تقدم على حساب النظام، وسياسيا يعطي وفد التفاوض التابع للمعارضة أوراقا ليطرحها على الطاولة في أي تسوية سياسية».
موازين القوى بين المعارضة والنظام
ويضيف محدثتنا ان الفصائل المقاتلة عاشت خلال السنة الماضية أسوأ فتراتها منذ اندلاع الاحداث السورية، ولكن معركة حلب تشير بشكل واضح الى أن الموازين بدأت تتغير لصالحها. فما أشار إليه بعض القادة العسكريين التابعين لها بأن القوى المحشودة لهذه المعركة هو ضعف ما كانت تمتلكه أثناء معركة إدلب، هذا يشير إلى دعم إقليمي كبير تلقته خلال الأسابيع القليلة الماضية، . واوضح محدثنا ان قوة الفصائل المقاتلة في معركة حلب هي حصيلة تفاهم وتعاون بين المملكة العربية السعودية وتركيا. واشار الى ان إعلان جبهة النصرة انفصالها عن تنظيم القاعدة كان شرطا أساسيا لتلقي الدعم الإقليمي.
التحالف ضد الارهاب
وفي ما يتعلق بمجريات الحرب على الارهاب في سوريا اضاف الباحث السوري :«من الناحية العسكرية استطاع التحالف الدولي تحقيق تقدم مهم سواء في سوريا أو في العراق، بالاعتماد على قوات وميليشيات متحالفة معه، القوات العراقية والحشد الشعبي في العراق تقدم على محور الفلوجة وكذلك قوات البشمركة في شمال العراق، في سوريا تقدمت الميليشيات الكردية على أكثر من محور منها منبج والشمال السوري عامة».
وعما إذا كان وجود داعش الارهابي في سوريا والعراق سينحسر امام ما نشهده من تراجع له في بعض الميادين؟ اضاف :«إلى الآن لا نزال بعيدين عن القضاء على تنظيم داعش الارهابي، لأن القوى التي تحاربه مشتتة بالرغم من محاولات التحالف الدولي التنسيق فيما بينها، أضف إلى ذلك أن بعض القوى الدولية وحتى الإقليمية تستغل الحرب ضد التنظيم لتحقيق أهداف سياسية، أما النقطة الثالثة والأهم هي أن التنظيم ولد ونما وتفاقمت قوته نتيجة لوضع سياسي وحالة من السيولة في سوريا والعراق وبالتالي فإن القضاء المبرم على التنظيم الارهابي لن يتم دون معالجة الأزمة السياسية في العراق وإيجاد حل نهائي للأزمة السورية وعملية انتقال سياسي في سوريا.»
الدور التركي
وعن الازمة بين اردوغان وواشنطن قال :«بالرغم من الضجيج الذي نسمعه حول توتر العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا إلا أنني أعتقد أن العلاقات بين الدولتين متشعبة وتأخذ طابعا استراتيجيا، على الرغم من ذلك أعتقد أن تركيا بصدد تغييرات جوهرية في سياستها الإقليمية والدولية واللقاء القادم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعني أن روسيا لن تعتمد بعد اليوم على تحالفها مع الغرب وإنما سوف تسعى إلى مراوحة من العلاقات الدولية، وهذا سوف يحرر تركيا إلى حد بعيد من الالتزام بالقيود الأمريكية خصوصا في ما يتعلق بالأزمة السورية، وربما النتيجة الأولى لهذا التحرر هو ما نشهده في معركة حلب» على حد قوله.