• ما تقييم منظمة أطباء بلا حدود للوضع الإنسانيّ في ليبيا منذ سنة 2011؟
يعتبر النظام الصحي في حالة حرجة في الوقت الراهن، بسبب الحاجة إلى الطاقم التمريضي المتمكّن ، والنقص في الأدوية والمعدات الطبية. تواجه الحكومات أزمةً ماليةً متأتية من الأزمة السياسية والعقوبات الدولية، وبالتالي، تعاني البنية الصحية من نقص الموارد المالية الضرورية لتأمين اللوازم الطبية والأدوية. علماً بأنّ أغلب العاملين في الطاقم التمريضي كانوا من الأجانب، وقد غادروا البلاد من جرّاء النزاع وعواقبه المالية. ونتيجة ذلك، أُجبِرت المستشفيات العامة إمّا على العمل بما في وسعها أو الإقفال. ففي بنغازي مثلاً، اضطرّ مستشفى الطبّ النفسيّ وقسم الولادة الذي كان مزوّداً بمائتي سرير، بالإضافة إلى مستشفيين آخرين، إلى إيقاف عملها وإقفال أبوابها.
إضافةً إلى ذلك، لم يعد بمقدور الفقراء وحتى أفراد الطبقة الوسطى تحمّل نفقات القطاع الصحي الخاص الذي كان ملجأهم الوحيد، في حين تعاني المصارف من فقدان السيولة، ويُرفَض استعمال الشيكات. وتعاني البلاد بشرقها وغربها من المشاكل نفسها، فتُرجِم ذلك الوضع بصعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية وانحدار نوعيّتها.
• هل عالج المجتمع الدولي، برأيكم، الجانب الإنساني من الأزمة الليبية ؟
تعتبر إجراءات وكالات الأمم المتحدة محدودة في ميدان الأزمة الإنسانية، حيث تصبّ تركيزها على الوضع السياسي، على أنّ الاستجابة للأزمة الإنسانية مشروطة بتسوية الأزمة السياسية. لكنّ نظام الرعاية الطبية الليبية في أمسّ الحاجة إلى المزيد من الدعم الطبيّ القادم من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية.
• ما هو نوع المساعدات التي تؤمنها منظمة «أطباء بلا حدود» في ليبيا؟
تعدّ منظمة «أطباء بلا حدود» واحدة من المنظمات غير الحكومية الدولية القليلة جداً التي تمارس نشاطاتها من خلال الطواقم الدولية الموجودة في شرقي وغربي ليبيا. فعلى سبيل المثال، وتحديداً في مصراتة، تعدّ منظّمة أطبّاء بلا حدود واحدة من أهمّ المنظّمات التي توفّر الأدوية لمستشفى مصراتة الذي عالج خلال شهرٍ واحد، مئات الجرحى القادمين من سرت. وفي المرج، تدعم جناح الولادة عبر....