داعش الارهابي يتبنى عملية طعن مسافرين بقطار في ألمانيا: مرحلة جديدة من العمليات الإرهابية غير التقليدية

• باحثون مغاربة: نحو حتمية تبني استراتيجية موحدة لمكافحة الإرهاب


اقل من اسبوع مرّ على عملية نيس التي راح ضحيتها 84 قتيلا .. يواصل تنظيم داعش الارهابي تفننه في القتل والترهيب عبر ابتداع وسائل جديدة ..فكانت عملية دهس المئات من المدنيين من جنسيات مختلفة بشاحنة ليلة الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي (14 جويلية )، وتمكن مساء اول امس التنظيم الارهابي من تنفيذ عملية طعن ذهب ضحيتها مسافرون بقطار في المانيا .

ما يجمع بين الجريمتين هو تنفيذها بواسطة وسائل هي من السهولة بمكان بحيث يستطيع اي معتوه او مختل عقليا امتلاكها ، وينتمي مرتكبوها ايضا الى فئة المهاجرين في المجتمع الاوروبي (فمنفذ عملية نيس هو مهاجر تونسي في حين ان عملية المانيا منفذها لاجئ افغاني).

ولئن كان الشباب هم أداة وحطب هذا التنظيم الارهابي وهم الهدف الاساسي لغرف تجنيده المظلمة، فان المفارقة ان مرتكب عملية القطار هو لاجئ يبلغ عمره 17 عاما استخدم الفأس والسكين لتنفيذ مخططه .. وقال داعش الارهابي ان هذه العمليات جاءت استجابة لنداءات استهداف دول التحالف التي تقاتل» التنظيم «.

اذن نحن اليوم ازاء مرحلة جديدة من العمليات الارهابية غير التقليدية قد يصعب على الاجهزة الامنية احباطها لانها لا تتعلق باستخدام اسلحة ومتفجرات تقليدية بل بأسلحة بيضاء متوفرة لدى جميع الشرائح.

فبحسب ما ذكر وزير الداخلية الالماني فان «المهاجم أفغاني يبلغ من العمر 17 عاما» وصل وحيدا من دون عائلته إلى ألمانيا. وأوضح أنه يقيم في منطقة أوكسنفورت، المجاورة للمكان الذي وقع فيه الاعتداء قرب فورتسبورغ، وكان متحصنا بعائلة باعتباره قاصرا.

وتجدر الاشارة الى انها ثاني عملية طعن يرتكبها ارهابي فقد سبق ان طعنت فتاة تركية تبلغ من العمر 15 عاما، في فيفري الماضي شرطيا في محطة هانوفر للقطارات.

اية تداعيات ؟
تحمل العمليات الجديدة عدة دلائل لعل اهمها ان لجوء داعش الارهابي الى الاسلحة البيضاء لتنفيذ جرائمه واستهداف الابرياء والمدنيين جاء بسبب تصاعد الحملات الامنية التي تستهدفه عبر العالم، ما جعل من الصعوبة بمكان على عناصره تهريب الاسلحة والمتفجرات وتمريرها عبر الحدود هذا اضافة الى التضييق على وسائل حصوله على الدعم المادي بعد ضرب معاقله في سوريا والعراق وتجفيف المنابع التي تمده ايضا بالمال مثل تهريب النفط والاتجار بالبشر وغيرهما ..

ان اول المستهدفين في اوروبا من هذه العمليات سيكون مجتمع المهاجرين ، فقد وصل الى المانيا أكثر من مليون لاجئ العام الماضي، معظمهم من السوريين الفارين من الحرب والاضطهاد. وتذكر الارقام ان الأفغان يشكلون نسبة مهمة أيضا من الوافدين الجدد. لذلك فان التطورات الاخيرة ستفرض على اوروبا القيام بمراجعات كبيرة في ما يتعلق باستراتيجيتها تجاه المهاجرين ووسائل الحصول على الاقامة والعمل في بلدانهم ..من هنا نجد ايضا تصاعد زخم اليمين المتطرف ونجاحه في اكثر من مكان في العالم بحصد اصوات الناخبين الباحثين عن الامن والسلام في بلدانهم في مجتمع يطمح الى ان يكون خاليا من المهاجرين ، فنجد صعود ترامب المذهل في السباق الانتخابي الامريكي ، علاوة على نجاح الحملة التي قادها في بريطانيا وادت الى انسلاخ لندن عن الاتحاد الاوروبي.

اية استراتيجيات؟
صحيح ان الارهاب هو ظاهرة مركبة ومعضلة عابرة للأوطان والحدود وتتطلب محاربتها وضع استراتيجيات متكاملة، الا ان انتماء اغلب الارهابيين والتكفيريين الى مجتمع المهاجرين المغاربة والعرب ، كل ذلك يحتم على الباحثين المعنيين الانكباب على وضع الدراسات للبحث عن حلول جذرية امنية وتربوية وثقافية لمواجهة ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115