معلوم أن رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم لدى ليبيا وفريق عمله أنهى زيارته للقاهرة بعد إجراء سلسلة من اللقاءات مع أطراف ليبية معارضة للتسوية السياسية بشكلها الحالي، سيما حول تركيبة المجلس الرئاسي ومصير القائد العام للجيش الوطني التابع لرئاسة أركان طبرق الجنرال خليفة بلقاسم حفتر. ووفق بعض التسريبات فإن المبعوث الدولي مارتن كوبلر لديه عدد من المقترحات والأفكار لتجاوز إشكالية حفتر وقيادة الجيش، التسريبات تشير إلى مقترح إنشاء مجلس عسكري على غرار المجلس الرئاسي ويتكون من 3 ضباط أحدهم الجنرال حفتر ويتولى هذا المجلس العسكري بناء المؤسسة العسكرية وتكون قرارات المجلس بالإجماع. على أن يترتب عن إقرار هذا المجلس موافقة واعتراف حفتر بحكومة الوفاق الوطني. ولتطبيق فكرته ومقترحه هذا استنجد المبعوث الأممي كوبلر بأحد أبرز حلفاء حفتر وهم المسؤولون الروس، ويبدو أن موسكو استجابت لرغبة المبعوث الدولي إذ سبق لحفتر خلال الأيام الفارطة زيارة روسيا ثم وهذا الأهم تحول حفتر إلى مصر للقاء المبعوث الأممي.
والسؤال المنطقي المطروح في ظل هذا الحراك هل اهتدى أخيرا المبعوث الأممي لمكان مفاتيح الأزمة الليبية بتوجهه لروسيا؟ وما سرّ وحقيقة دخول مسؤولين كبار من الصف الأول لنظام القذافي على الخط ومن هؤلاء الطيب الصافي وأحمد قذاف الدم، وما سرّ تحول وفد مصري رفيع المستوى خلال الأيام القليلة الفارطة إلى طرابلس؟
بقطع النظر عن الإجابة عن تلك الأسئلة فإن المراقبين للشأن الليبي يؤكدون أن اجتماع أطراف الحوار مجددا بتونس يكتسي طابعا خاصا ومصيريا بالنسبة لمآل ومستقبل الاتفاق السياسي ،ويضيف هؤلاء المراقبون بأن جملة من المؤشرات توحي بوجود حظوظ وافرة لنجاح اجتماع تونس أول تلك المؤشرات تحمس مصر لإنهاء وضع اللاسلم واللاحرب في الجارة ليبيا .أما ثانيا فهو ضمان منصب للجنرال حفتر ضمن المشهد لسياسي المقبل أما ثالثا وأخيرا فهو تصميم القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة فرض الاتفاق السياسي على الفرقاء الليبيين باعتبار قرب إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية – نوفمبر القادم – موعد قرار المغادر للبيت الأبيض أن يسبقه غلق ملفات أزمات الشرق الأوسط: سوريا، اليمن وليبيا ليبقى ملف القضية الفلسطينية وذلك غير ذي أهمية بالنسبة لباراك أوباما فهو ليس الرئيس الأمريكي الأول أو الأخير الذي فشلت جهوده في حلحلة الملف القديم الجديد. يشار إلى أن الرئيس أوباما نجح في....