وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة لـ «المغرب»: تبني هموم إفريقيا يقطع الطريق على إسرائيل

ناصر القدوة سياسي ودبلوماسي فلسطيني، ووزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة عرفات منذ تأسيسها، وابن شقيقة الزعيم ياسر عرفات. تقلد عديد الحقائب السياسية والدبلوماسية وكان شاهدا على ابرز المحطات الفاصلة في تاريخ الصراع

العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية . انضم إلى حركة فتح في عام 1969 وانتخب عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وعُين وزيراً للخارجية الفلسطينية منذ إفريل 2003، وحتى 2005 في حكومة أحمد قريع. يقدم القدوة في هذا الحوار الشامل لـ « المغرب» رؤيته لواقع المنطقة اليوم وللقضية الفلسطينية ومآلاتها في خضم ما يشهده العالم العربي من تحولات مفصلية .

• كيف ترون المشهد الفلسطيني في خضم ما يشهده العالم العربي من صراعات وهل تراجع موقع القضية الفلسطينية؟
القضية الفلسطينية تظل قضية مركزية ولا اعتقد ان هناك تراجعا بسبب ابتعاد المواطن العربي ، لكن ما يحصل ان هناك صعوبات كبيرة جديدة تواجه القضية الفلسطينية والمنطقة العربية ككل .. بكل الاحوال على الجانب الفلسطيني ايضا ان ينغمس في معالجة المشاكل التي تواجهها المنطقة حتى لو لم تكن تمس القضية الفلسطينية بشكل مباشر ..على سبيل المثال على الفلسطينيين مواجهة التيار الدموي المتطرف والعنيف مثله مثل الجوانب العربية الاخرى المعنية بهذه القضية . فمن اجل مواجهة الارهاب يجب ان نعرف كيف نربط بينه وبين حال القضية الفلسطينية ..فالمسألتان مترابطتان بشكل سياسي واضح المعالم . هذا هو الوضع كما اراه وعلينا ان نفهم هذه التطورات بشكل سليم ونتعامل معه بشكل فعال .

• اثارت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى اسرائيل جدلا كبيرا فما تعليقكم عليها ؟
الحقيقة لم تصلني معلومات بشأن هذه الزيارة وهنا تجدر الاشارة الى انه سبقتها زيارة قام بها الوزير المصري الى رام الله . ونحن ننتظر اعلامنا بالتفاصيل وعلينا في الوقت نفسه ان نقوم بتكثيف الحوار مع الجانب المصري بهدف التوصل الى رؤية مشتركة في كيفية التقدم الى الامام . بالنسبة الينا في الجانب الفلسطيني من المهم جدا المحافظة على المبادرة العربية كما هي ومن المهم التفاهم مع كافة الاطراف العربية خاصة مصر . لان اي تقدم الى الامام يجب ان يكون على اساس وضوح شديد في اساس اية عملية سياسية، بمعنى انه لا يمكن العودة مرة اخرى الى المقاربة القديمة فلا بد من مقاربة جديدة ولا بد من الوضوح الشديد للاساس السياسي لأي عملية قادمة.

• هل يمكن ربط الزيارة بمبادرة السلام الفرنسية وهل جاءت ردا عليها؟
الامور تتداخل في كل الاحوال سواء اكان ذلك بشكل مقصود ام لا . نحن رحبنا بالمبادرة الفرنسية وما زلنا نعتقد ان التحرك الفرنسي كانت له آثار ايجابية من حيث اعطاء المزيد من الزخم للقضية الفلسطينية على طريق اتباع مقاربة جديدة ومختلفة عن المقاربة القديمة. ونسجل في هذا المجال نجاح الجزء الاول من التحرك الفرنسي وهو اجتماع باريس بغض النظر عن ملاحظاتنا هنا وهناك . والسؤال هو ماذا بعد؟ وكيف يمكن استكمال هذا التحرك والوصول فعلا الى مؤتمر دولي؟ ، وهو امر بلا شك على درجة من الصعوبة ويتأثر بما يجري في المحيط بما في ذلك ربما اية تحركات اخرى. على كل حال من الصعب التوصل الى استنتاجات قبل معرفة كل التفاصيل حول زيارة سامح شكري وعندما يحدث ذلك كما ذكرت علينا التوصل الى مواقف مشتركة مع الجانب المصري.

• اسرائيل اليوم تتغلغل في افريقيا وتطالب بمقعد دائم مراقب في الاتحاد الافريقي فما تداعيات ذلك على القضية الفلسطينية وكيف يمكن مواجهة هذه الاطماع؟
التغلغل الاسرائيلي يمكن ان يواجه فلسطينيا وعربيا بنفس الطريقة من خلال ايضاح الحقائق الثابتة للدول الافريقية ودول اخرى اذا كانت هناك تحركات اسرائيلية في المناطق المختلفة . هذه الحقائق التي تقول بوضوح ان المشروع الاسرائيلي هو مشروع استعماري. نحن نتحدث عن استعمار استيطاني وهو مشروع رجعي ذو طبيعة عنصرية وينتهك القانون الدولي بشكل صارخ وبالتالي هناك ضرورة لفهم الامر على ما هو عليه وعلى ضوء هذه الحقائق . في نفس الوقت علينا التعامل مع احتياجات هذه الدول الافريقية والتعامل مع همومها ايضا ومع قضاياها على قاعدة الاحترام والعمل المشترك، واعتقد انه اذا وصلنا الى ذلك سوف نقطع الطريق امام اية تحركات اسرائيلية . وفي كل الاحوال لا اعتقد حقيقة اننا على وشك ان نشهد تغيرات جوهرية في الواقع الافريقي ولكن لا بد من الاهتمام بالموضوع وان نقوم بواجباتنا في هذا المجال.

• هناك قمة عربية سوف تنعقد نهاية هذا الشهر .برأيكم ما هو الجديد الذي يمكن ان تضيفه الى المشهد العربي وهل هناك فعلا حاجة الى قمم خاصة انها اثبتت سابقا عدم نجاعتها؟
حتى لو كان هناك نوع من انواع اثبات عدم الفائدة لكن هذا لا ينفي الاهمية الكبيرة لمثل هذه اللقاءات ولا ينفي ضرورة التنسيق والعمل العربي المشترك وعلينا ان نستمر في المحاولة. العالم العربي الآن يشهد صعوبات كبيرة كما ذكرت في البداية ويتطلب المزيد من التنسيق والعمل العربي المشترك في مواجهة ما تتعرض له الدولة الوطنية .. وعلينا ان نواجه الاخطار المشتركة بما في ذلك الارهاب والتوجهات الاسلاموية المتعصبة والعنيفة. علينا ان نعيد القضية الفلسطينية الى وضعها الطبيعي في اولويات الاهتمامات العربية ووضع التصورات الواضحة في هذا المجال .
ومن المهم جدا ان تتم المحافظة على المبادرة العربية كما هي وعدم التلاعب بها وفي نفس الوقت علينا ان نتفق على كيفية المضي الى الامام وما هي الخطوات المطلوبة التي تمكننا بالفعل من الوصول الى القانون الدولي وربما قبل ذلك وضع الاساس الواضح والسليم الذي يجب ان ترتكز عليه اية عملية سياسية قادمة .وهذه امور في غاية الاهمية على القمة ان تبحث فيها ونأمل ان يحدث ذلك .

• كيف تنظرون الى التطبيع الثقافي والسياسي بين بعض الدول في المنطقة واسرائيل وانعكاساته على الفلسطينيين في الداخل؟
علينا ان نحافظ على المبادرة العربية التي تقول بشكل واضح” عندما تستجيب اسرائيل وتنسحب من الاراضي الفلسطينية والاراضي العربية المحتلة الاخرى وعندما تقوم الدولة الفلسطينية يمكن حينها ان تقوم هناك علاقات طبيعية بين العالم العربي واسرائيل”. هذا هو الجواب واما تغيير هذا المنطق واستباق الاحداث ومحاولة تطبيع العلاقات واقامة علاقات معينة على امل ان يقود هذا الى اغراء اسرائيل باتخاذ مواقف ايجابية.. فهذا منطق خطير للغاية وسخيف ويدمر المبادرة العربية وليس فقط يغيبها . يجب مقاومة هذا ويجب الاصرار على ضرورة قبول اسرائيل بهذه المبادرة بشكل رسمي وواضح .

• اين تتنزل زيارتكم الى تونس وكيف هي العلاقات بين تونس وفلسطين؟
العلاقات قوية وتاريخية بين البلدين ونحن لم ننس ما قام به الشعب التونسي للقضية الفلسطينية واستقباله للقيادة الفلسطينية ولياسر عرفات . كما ان هناك دورا مهما لتونس وتجربتها الطلائعية بما في ذلك في المجال الديمقراطي وهي تجربة تستحق منا الاهتمام ونعتز بها بدرجة كبيرة . ويمكن اعتبار العلاقات التونسية الفلسطينية نموذجا للعلاقات العربية العربية ويا ليت ذلك ينعكس على كل مكان في المنطقة العربية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115