رئيس منظمة العمل المغاربي د. ادريس لكريني لـ المغرب: الحرب ضدّ الإرهاب في المنطقة تستوجب تنسيقا استراتيجيا أمنيا مغاربيّا، ولا تستوجب تدخّلا عسكريا أجنبيا

شدّد د. ادريس لكريني رئيس منظمة العمل المغاربي ومدير مركز البحوث والدّراسات الدوليّة حول إدارة الأزمات في حوار هاتفي لـ«المغرب» على ضرورة وجود تنسيق بين دول المغرب العربي في الحرب ضدّ الإرهاب ، مشيرا إلى أنّ التنظيمات الإرهابيّة بدأت

بالفعل في نقل نشاطها إلى ليبيا ، بعد الضربات الجوية الموجعة التي تلقتها في العراق وسوريا .

• قراءتكم للمشهد الراهن في المنطقة المغاربية والحرب ضدّ الإرهاب؟
أولا عندما نتحدث عن مخاطر هذه التنظيمات الإرهابية الأمر لا يشكل تهديدا لأمن ليبيا أو أمن أي بلد من دول المنطقة المغاربية فحسب، نحن أمام خطر يهدد المنطقة بكاملها كما انه من الممكن ان يمثل تهديدا أيضا للمنطقة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط .
بالتالي ورغم الجهود الداخلية التي تقوم بها الدول المعنيّة بالخطر الإرهابي الداهم فإنّ ذلك ليس كافيا ، فمحاربة هذه الآفة خصوصا في ظلّ التطوّرات الأخيرة تستوجب تعاونا مغاربيّا وتنسيقا جديا استراتيجيا امنيا معلوماتيا بين الدول المغاربية بصفة خاصّة ، على اعتبار أن مايجري في ليبيا يحمل تأثيرات مباشرة عليها، ليبيا اليوم باتت تشكل بؤرة وفضاء خصبا ينعش هذه الجماعات ويسمح لها بالتدريب والتمدّد والتنسيق أيضا مع جماعات إرهابية خطيرة في منطقة الساحل وفي مناطق أخرى مع الاستفادة من السّلاح الليبي المُسرّب والمُنتشر في ليبيا وخارجها أيضا، علاوة على استفادة هذه الجماعات من الطّابع الصّحراوي الشّاسع لليبيا .

• حسب رأيكم ماهي أسباب تمدّد تنظيم «داعش» في ليبيا؟
نتيجة الضربات الجويّة التي تعرّضت لها معاقل ‹داعش› في سوريا والعراق فهي الآن تجد في ليبيا وجهة آمنة خصوصا وان الليبيين لم يتمكنوا إلى حد الساعة من تجاوز الخلافات، وبناء دولة قوية قادرة على بسط الأمن فوق التراب الليبي .
نحن اليوم أمام معادلة صعبة تستوجب تعزيز الوحدة المغاربيّة أوّلا ،ودعم التوافق بين الأطراف المتصارعة في ليبيا وإلا سنجد أنفسنا أمام خطرين الأول يتمثّل في تغوّل نفوذ التنظيمات المتطرّفة والثاني احتمال حصول تدخّل أجنبي عسكري ستكون تداعياته في اغلبها سلبية على اغلب دول المنطقة سواء امنيا أو اقتصاديا. المحصلة هي أنّ التوافق في ليبيا بات امرا ملحا يفرض نفسه لتجاوز هذه المرحلة الحرجة .

• هل بدأ التنظيم بنقل حلمه بإقامة «دولة» خلافته المزعومة من سوريا إلى ليبيا ، خاصة بعد إقامته إمارة درنة وإحباط مخططاته لإقامة إمارة في الجنوب التونسي ؟
اعتقد أن هذا السيناريو يأتي في شكل إعادة سيناريو تمدد تنظيم «القاعدة» في المنطقة المغاربية خصوصا، عندما تم تسييس فرع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قبل بضعة سنوات، وذلك بالنظر إلى التّضييقات التي طالتها في أفغانستان والعراق وغيرها آنذاك.
اليوم أيضا نحن أمام تمدّد التّنظيم بالنّظر الى نتيجة التضييقات الكبيرة ، ومع الجهود التي حقّقتها القوات العراقية ومساهمتها في انحسار نفوذ «داعش» هناك ، وجدت هذه الجماعات أمامها وجهة مفضّلة ومناسبة وهي ليبيا المتميّزة بشساعة أراضيها ومعاناتها لارتباكات أمنية وسياسية خطيرة ، وهي البيئة التي تحبّذها هذه التنظيمات الإرهابية للتوغّل والتمدّد والبدء في بثّ سمومها .

وبالتالي فان الإقدام على المغامرة بمحاولة إقامة إمارة من هذا النوع، هو في حدّ ذاته خطوة خطيرة تستوجب يقظة أمنية وسياسية وتعاونا بين الدول المعنية أيضا لمنع الزج بالمنطقة في متاهات أخرى .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115