وذلك في ظلّ المتغيرات الإقليمية والدولية الصعبة . وكانت الأوضاع في كلّ من العراق ولبنان وسوريا ومكافحة الإرهاب والأمن الغذائي والطاقة ونووي إيران محور اللقاءات بين المشاركين في المؤتمر المنعقد بدعوة فرنسية .
وقد شاركت في المؤتمر 12 دولة عربية وأجنبية، إضافة إلى عدة منظمات إقليميّة ودولية. فإلى جانب سلطنة عمان والبحرين شاركت كل من الإمارات ومصر والسعودية وقطر وتركيا وإيران والعراق وفرنسا والأردن والاتحاد الأوروبي.كما شارك في المؤتمر أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ، بالإضافة لسفراء الدّول العربية ودول الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن المعتمدين لدى الأردن.
وانعقد المؤتمر في نسخته الثانية - بعد نسخة أولى انعقدت في العراق في أوت 2021- بضغط من فرنسا بهدف مناقشة الوضع الداخلي العراقي في ظلّ وضع سياسي مضطرب وسط مساع لمساعدة العراق على توفير الأمن والازدهار. إلاّ أن الماقشات لم تقتصر على العراق بل رصدت كذلك ملفات أخرى تهم المنطقة بشكل كبير مثل أمن الطاقة والغذاء والاحتباس الحراري والربط الكهربائي والتغيرات المناخية والإرهاب والخلافات السياسية حول الملف النووي الإيراني بدرجة أولى والأزمات في سوريا وليبيا واليمن وتأثيرها على المنطقة وكذلك أزمة اللاجئين السوريين.
وقالت الرئاسة الفرنسية إنّ «الهدف من هذا الاجتماع جمع جيران العراق وشركائه حول الطاولة في محاولة للمضي قدماً عبر تعزيز الحوار».ويهدف المؤتمر، وفق قصر الإليزيه، إلى «تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار أنّ العراق بلد محوري فيها». ووفق تقارير في الغرض تأتي هذه القمة استكمالا لقمة بغداد 1 في محاولة لجعلها قمة دورية وتستهدف في المقام الأول العراق ومن ثمة الوضع السياسي في المنطقة بشكل عام في ظل أوضاع صعبة إقليميا ودوليا.
نسخة سابقة
وسبق أنّ احتضن العراق في أوت 2021 قمة إقليمية مهمة بمشاركة عدد من الدول من أجل التباحث في عدد من قضايا منطقة الشرق الأوسط والعالم على حد سواء.وحاول العراق من خلال تلك القمّة استعادة دوره المحوري في المنطقة من خلال العمل على تقريب وجهات النظر بين الدول التي تعاني من خلافات عميقة فيما بينها لعلّ أهمها إيران والمملكة العربية السعودية، إلى جانب سعي بغداد إلى كسب ثقة حلفائها ودول جوارها وعلى الصعيد الدولي .
وشهدت القمة آنذاك 9 دول في ‘’مؤتمر بغداد 1 حول التعاون والشراكة’’ أنّ القمة التي انعقدت العام المنقضي تناولت عديد الملفات على علاقة بالحرب ضدّ الإرهاب والواقع الإقليمي المتوتر سواء على علاقة بالصراع التركي الإيراني أو بالخلاف والصدام بين طهران والرياض . إذ يعدّ العراق أرضا لهذه الصراعات أو الحروب بالوكالة بين هذه الأطراف الإقليمية رغم محاولات بغداد لعقود طويلة النأي بنفسها عن هذه المواجهة المباشرة وغير المباشرة بين مختلف الأطراف. إلاّ أنّ طبيعة المشهد العراقي المنقسم إلى سنة وشيعة زاد من تغذية هذه المواجهة وتأجيجها. وتحاول الحكومة العراقية في هذه الآونة لعب دور الوسيط لتقريب وجهات النظر وتجنيب المنطقة من تداعيات أخرى أكثر حدة لحرب النفوذ التي تشهدها .
لقاء سعودي إيراني
على هامش القمة تناول الحاضرون بالنقاش الملف النووي الإيراني والخلافات بين طهران والرياض ،إذ أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس الأربعاء، استعداد السعودية لمواصلة المفاوضات مع إيران.
وكتب عبد اللهيان، في تغريدة عبر تويتر: «التقيت نظيري السعودي فيصل بن فرحان على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد ، في العاصمة الأردنية عمان».وكشف وزير الخارجية الإيراني أن «بن فرحان أكد استعداد بلاده لمواصلة المفاوضات مع إيران»، وفق قوله.
وسبق أن احتضنت العاصمة العراقية بغداد اجتماعا بين وفدين من الجانبين الإيراني والسعودي بعد سنوات من العداء ونقلت وسائل إعلام غربية عن مصادر متعددة أن بغداد استضافت يوم 9 أفريل الفارط جولة أولى من محادثات مباشرة بين وفدين من السعودية وإيران قد تطرقت إلى الأوضاع في اليمن ولبنان والمنطقة بصفة عامة ، وهي خطوة اعتبر مراقبون أنها قد تكون بداية تقارب بين الجانبين بعد عقود طويلة من صراع ديني بين السنة والشيعة في المنطقة العربية وما أنتجته من حرب بالوكالة بين حلفاء السعودية وحلفاء إيران في عدة دول.ومن بين أصداء الاجتماع الذي لم يعلن عنه كان الترحيب الصادر عن روسيا حليفة طهران التي أكدت أنها سترحب بأي تقارب بين السعودية وإيران، معتبرة أن هذه العملية ستؤثر إيجابيا على الأوضاع الأمنية في منطقة الشرق الأوسط.
ودارت بين السعودية وإيران منذ عقود طويلة حرب دينية شيعية سنية كان من بين أهم أسبابها صراع حول النفوذ بين الطرفين في المنطقة العربية (العراق وسوريا واليمن ولبنان) مما جعل العلاقات بين البلدين تُصنّف في خانة العداء المُعلن. وزاد سير إيران نحو امتلاك السلاح النووي من هلع الدول الخليجية وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية . إذ يرى مراقبون أن الحروب بالوكالة بين طهران والرياض وحلفائهما في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان كانت الفتيل الذي أجّج نيران الصدام بين الجانبين.
مخرجات «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة»
وشدد البيان الختامي لـ»مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة»، في دورته الثانية، على دعم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة، والعمل على بناء التكامل الاقتصادي والتعاون الإقليمي معه في قطاعات عديدة، والاتفاق على أن تعقد النسخة القادمة من المؤتمر في مصر.
وأكد البيان الختامي لمؤتمر «بغداد 2»، الذي استضافته الأردن، على ضرورة الوقوف إلى جانب العراق في مواجهة جميع التحديات بما في ذلك مواجهة الإرهاب.ولفت البيان إلى «تحقيق العراق نصراً تاريخياً على الإرهاب بتضحيات كبيرة وبتعاون دولي وإقليمي»، وجدد المشاركون في المؤتمر إدانتهم التطرف والإرهاب بجميع أشكاله. وأشار البيان إلى ضرورة استمرار العمل للبناء على مخرجات الدورة الأولى لمؤتمر بغداد والمضي في التعاون مع العراق، «دعماً لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية وجهوده لتكريس الحوار سبيلاً لحل الخلافات الإقليمية».
وجدد المشاركون دعمهم للعراق في جهوده لترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات القادرة على مواصلة التقدم وإعادة الإعمار وحماية مقدراته وتلبية طموحات شعبه.
في ختام قمة جمعت فرنسا وإيران والسعودية في الأردن: بحث التحديات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:44 22/12/2022
- 511 عدد المشاهدات
اختتمت يوم أمس قمة «بغداد 2» التي انعقدت في الأردن، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة وقد بحثت الدول المشاركة خلالها الملفات الطارئة في الشرق الأوسط