كما يشارك أكثر من 30 قائد دولة ومنظمة دولية في القمم الثلاث بالرياض وهي القمة السعودية الصينية، والقمة الخليجية الصينية، والعربية الصينية. وقد وصل أمس الرئيس المصري إلى السعودية ، كما يشارك رئيس الجمهورية قيس سعيد في القمة اضافة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني. كما يحضر ولي عهد الكويت موفدا من أمير البلاد، وذلك بحسب وكالة الأنباء الرسمية ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في ظل الفراغ الرئاسي.
لهذه القمة أهمية كبيرة حيث يشكل انعقادها منعرجا هاما في العلاقات بين الدول العربية والصين في ظل تحولات هامة يعيشها العالم . ولعل انعقاد هذه القمة لأول مرة يعطي ثقلا للعلاقات بين بكين والمجموعة العربية ويعكس ارادة مشتركة في مزيد تطوير العلاقات. كما تتزامن القمة مع الجفاء بين الرياض وواشنطن وذلك في أعقاب قرار «اوبك بلس» عدم زيادة انتاج النفط وما ترتب عنه من ردود فعل متوترة من الجانب الامريكي .
توجه ورؤية جديدة
ويعتبر عديد المشاركين في القمة بان انعقادها يمثل حدثا تاريخيا بكل المقاييس. فهناك اليوم وعي جديد يتشكل لدى الدول العربية والخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص بأهمية تنويع الشراكات بعيدا عن العلاقات التقليدية مع الجانب الأمريكي بكل رهاناته وشروطه . ففي ظل الأزمات العالمية الراهنة بات البحث عن شركاء جدد هو غاية من أجل تحقيق الازدهار الذي تنشده دول المنطقة التي تعيش أزمات بالجملة وتدفع ثمن وتداعيات الحرب الروسية الاوكرانية . في حين يرى البعض الآخر بان فتح الأبواب الخليجية للصين يعكس التوازنات دولية جديدة بعيدا عن المحور الأمريكي الأوروبي .
أهم الملفات
وبحسب بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية الصينية فإنه خلال القمتين مع الزعماء العرب، ستُناقش «سبل تعزيز العلاقات المشتركة في كافة المجالات، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي»، وذلك «انطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية مع الصين. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن البرنامج يمثّل «أكبر نشاط دبلوماسي على نطاق واسع بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية». وقالت وكالة الأنباء السعودية إن المملكة استحوذت على أكثر من 20 في المئة من الاستثمارات الصينية في العالم العربي بين عامي 2005 و 2020، مما يجعلها أكبر دولة عربية تستقبل استثمارات صينية خلال تلك الفترة.
وبحسب الأرقام فان حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية قد ارتفع من نحو 36 مليار دولار إلى حوالي 330 مليار دولار عام 2021، و تحول المملكة إلى أكبر موردي النفط الخام للشركات الصينية بأكثر من 1.85 مليون برميل يوميا.
ومن المتوقع ان يتطور هذا الرقم بعد انعقاد القمم الثلاث في الرياض . والجدير بالذكر ان التقارب بين الرياض والصين بدا لافتا مع ولي العهد محمد بن سلمان الذي سبق ان أدى زيارة رسمية إلى الصين عام 2019 ، توّجت بتوقيع 35 اتفاقية تقدر بأكثر من 28 مليار دولار، وتسليم 4 تراخيص لشركات صينية مختصة في عدد من المجالات داخل السعودية.
كما احتلت الصين مركز الشريك التجاري الأول للمملكة لآخر 5 سنوات، إذ كانت الوجهة الأولى لصادرات المملكة ووارداتها الخارجية منذ 2018. في حين بلغت قيمة الاستثمارات السعودية في الصين (2.3 مليار دولار) وجاءت المملكة في المرتبة 12 في ترتيب الدول المستثمرة في الصين حتى نهاية 2019.
وجاءت السعودية كأكبر الدول العربية استقبالاً للاستثمارات الصينية خلال تلك الفترة بنحو 39.9 مليار دولار.
وفي العام الجاري، أبدت 15 شركة صينية رغبتها في الاستثمار في المملكة، والدخول في مشاريع التخصيص لعدد من القطاعات الحكومية، إضافة إلى مشاريع البنية التحتية.
عصر جديد للعلاقات
وقد أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ، أن زيارته إلى المملكة «ستفتح عصرا جديدا للعلاقات بين الصين وبين العالم العربي ودول الخليج والسعودية.
وأضاف إن هذه الزيارة ستكون لتوارث الماضي وفتح الآفاق، وتهدف إلى تكريس الصداقة التاريخية بين الصين وبين الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والسعودية.
وأضاف «يرجع تاريخ التواصل بين الصين والدول العربية إلى ما قبل أكثر من 2000 سنة. منذ ذلك الحين، يشهد طريق الحرير البري تبادلات كثيفة بين التجار والمسافرين، ويشهد طريق التوابل البحري تباري السفن الشراعية».
وقال «يمثل العالم العربي عضوا مهما في صفوف الدول النامية وقوة مهمة للدفاع عن العدل والإنصاف الدوليين، إن الشعوب العربية شعوب ساعية إلى التقدم، لما لها من الإيمان بالاستقلال ورفض التدخل الخارجي وعدم الخضوع لسياسة القوة والهيمنة».
وأشار إلى أن «الدول العربية دول لها إمكانيات هائلة، لما لها من الموارد الطبيعية المتنوعة والصناعات المتميزة والإنجازات البارزة في البناء «.
ولفت إلى أن «الدول العربية تدعم بثبات مبدأ الصين الواحدة وتدعم جهود الصين للحفاظ على مصالحها الحيوية ، وتدعم الصين جهود الدول العربية في الحفاظ على سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، ولم يغب الدعم الصيني الثابت والدائم يوما للدول العربية في القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا».
وأضاف « تبقى الصين أكبر شريك تجاري لمجلس التعاون الخليجي وأكبر مستورد لمنتجاته البتروكيمياوية، وتجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين 230 مليار دولار أمريكي وتجاوزت واردات من النفط الخام من دول المجلس عتبة 200 مليون طن في عام 2021».
جدول أعمال القمة الخليجية- الصينية
وفيما يتعلق بالقمة الخليجية الصينية التي تعقد بالتزامن مع القمة العربية الصينية بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، والأمين للمجلس جدول أعمال «قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية»
وبحسب بيان وزارة الخارجية العمانية، أكد البوسعيدي خلال كلمته الافتتاحية في الاجتماع الوزاري أن «مجلس التعاون يمضي بخطى ثابتة ومدروسة وفق ما اختطه قادة دول المجلس من رؤى وتوجيهات سديدة وبما يحقق تطلعات وآمال شعوب دول المجلس في كافة مجالات التعاون».
فيما أفادت الخارجية القطرية في بيان، بأن الاجتماع اعتمد مشروع جدول الأعمال، وناقش الموضوعات المدرجة في جدول الأعمال، واعتمد مشروع القرارات والتوصيات.
وأوضحت الخارجية الكويتية، في بيان، أن الاجتماع «ناقش «كافة القرارات والتوصيات المعنية بدعم وتعزيز مسيرة العمل الخليجي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وقضايا تتعلق بالتطورات الإقليمية والدولية الراهنة، سيتم رفعها إلى القادة.
بمشاركة أكثر من 30 قائد دولة ومنظمة دولية: قمة الرياض للتعاون والتنمية... عصر جديد في العلاقات العربية الصينية
- بقلم روعة قاسم
- 11:37 12/12/2022
- 655 عدد المشاهدات
تنطلق اليوم في الرياض فعاليات القمة العربية الصينية بمشاركة الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي بدأ منذ يوم الأربعاء زيارة رسمية إلى السعودية.