قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب»: «أنّ العلاقات بين العراق وإيران علاقات معقدة وقد مرت بمراحل شدّ وجذب زمن الأنظمة السابقة». وأضاف أن العراق دفع كافة مبالغ الأسلحة التي زوّدته بها إيران خلال حربه مع «داعش» الإرهابي ،إلاّ أن إيران ساعدت وقوت من عضد ميليشيات تحت يافطة «فصائل المقاومة» لكن ذلك يتناقض مع مبدإ قوة وسيادة وأمن الدولة باعتبار أن هذه الميليشيات خارج المؤسسات الحكومية العراقية ولها مرجعيات فكرية وعقائدية خارج إطار الدولة العراقية.
• ماهي رؤيتكم لمسار العلاقات الإيرانية العراقية خلال العقود الأخيرة؟
العلاقات بين العراق وإيران علاقات معقدة مرت بمراحل شدّ وجذب زمن الأنظمة السابقة .وبدأت تأخذ منحى تصاعديا بعد سقوط النظام السابق لكنها للأسف لم تدار بطريقة مهنية من قبل حكومات ما بعد 2005 ولئن كانت هذه العلاقات جيدة بالمجمل لكنها لا تتسم بالتكافؤ من حيث عدم مراعاة الجانب الإيراني لمصالح العراق الأمنية كدولة.
وقد يكون هناك من يقول أن إيران ساعدت العراق بحربه ضد الإرهاب وهذا صحيح لكن تلك المساعدة لم تكن مجانية فقد دفع العراق كافة مبالغ الأسلحة التي زودته بها إيران خلال حربه مع «داعش» الإرهابي، ولكن إيران ساعدت وقوت من عضد ميليشيات تحت يافطة «فصائل المقاومة»، ومهما كانت هذه الفصائل موالية للدولة العراقية الا ان ما تقوم به يتناقض بالضرورة مع مبدإ قوة وسيادة وأمن الدولة لأنها خارج المؤسسات الحكومية العراقية ولها مرجعيات فكرية وعقائدية خارج إطار الدولة العراقية.
• ماهي الإشكاليات المطروحة اليوم بين الجانبين؟
المشكلة أنّ كل رؤساء الحكومات السابقين تعاملوا مع هذا الأمر باعتباره أمرا واقعا لا سبيل إلى تغييره ،ولم يحاول أحد منهم وضع هذا الأمر على طاولة أية مباحثات مع الجانب الإيراني . رغم أنّ من مصلحة إيران أن تتعامل مع حكومة عراقية قوية لتأمين مصالح الطرفين، صحيح أن العراق بحاجة إلى الجانب الإيراني في تأمين الطاقة الكهربائية والغاز لمحطاته الكهربائية(وهذا بسبب سوء إدارة موارد العراق) لكن حاجة إيران لديمومة هذا الأمر تعادل إن لم تكن أكثر حاجة العراق بحكم تعرضها منذ عقود لعقوبات قاسية.
• لو تقدمون لنا قراءة في زيارة رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني إلى إيران، ماهي أبعادها ونتائجها؟
تداول السيد رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له مع الرئيس الإيراني والمسؤولين الآخرين سبل تعزيز العلاقات كافة، بما في ذلك الجانب الأمني الذي برزت أهميته الآن بعد ضرب إيران لمقرات ما تقول أنها تعود لأحزاب كردية إيرانية في شمال العراق، وقرر الجانبان القيام بدوريات مشتركة على الحدود المشتركة لتأمينها وهي خطوة قد تسهم في تخفيف حدة التوتر على حدود كردستان العراق بعد تعرضها لقصف طال - حسب الادعاءات الإيرانية - مقار أحزاب كردية معارضة.
من الطبيعي أن تتناول المحادثات تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية بين البلدين لما يتمتع به العراق من سوق مفتوح لكل المنتجات الإيرانية بميزان تجاري سنوي يصل أو يتجاوز العشرة مليارات دولار ويتم التبادل التجاري باستخدام العملة الوطنية للبلدين.
الأمر المهم الآخر الذي تم الاتفاق عليه هو استمرار العراق بممارسة دور الوسيط بين إيران والمملكة العربية السعودية وهو دور لاقى استحسان جميع الأطراف في زمن حكومة مصطفى الكاظمي ومن المؤمل استمرار حكومة السوداني في ممارسة ذات المساعي في تقريب وجهات النظر بين الطرفين .
الكاتب والمحلّل السياسي العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب»: «تأمين الحدود بين بغداد وطهران قد يسهم في تخفيف التوتر في كردستان»
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:11 02/12/2022
- 725 عدد المشاهدات
• «التوافق حول استمرار العراق كوسيط بين إيران والمملكة العربية السعودية»
• «العلاقات الإيرانية العراقية لا تتسم بالتكافؤ من حيث عدم مراعاة طهران لمصالح بغداد الأمنية كدولة»