وذلك في إشارة إلى الصراع بين الحكومتين على السلطة مؤكدة أنّ حل الأزمة والتنافس على الشرعية لن يكون باستعمال القوة لفرض أمر واقع.
ويتصل هذا القلق بالمشهد الأمني الهش القابل للانفجار في أية لحظة بسبب انسداد المسار السياسي واستمرار التحشيد والتهديد باللجوء للقوة لتسوية التنافس المتزايد على السلطة. على صعيد آخر تواترت نداءات استغاثة نشرها نشطاء سياسيون ومن المجتمع المدني بمنطقة بوهادي على شبكات التواصل الاجتماعي طالبوا فيها بفك الحصار الذي تفرضه كتيبة طارق ابن زياد وجهاز قوة المهام الخاصة التابعتين لحفتر..وقال سكان بوهادي 20 كلم جنوب مدينة سرت وهم من قبيلة القذاذفة أنّ قوات القيادة العامة تحاصر منطقتهم لليوم الرابع تباعا وأنها تقوم بمداهمة البيوت و ممارسة مضايقات على السكان إضافة إلى اختطاف عدد من شباب المنطقة..
وكان ممثلون عن القذاذفة خاطبوا بعثة الدعم الأممية إلى ليبيا بهدف التدخل السريع وفك الحصار وإزالة البوابات العسكرية من مداخل بوهادي ..إلى ذلك أصدر أعيان مدينة سرت أمس بيانا مصورا ناشدوا فيه الأطراف المعنية بفك الحصار عن المنطقة وتحكيم العقل في هكذا ظرف حساس ودقيق من تاريخ البلاد..وذكر بيان أعيان سرت أنّ سكان بوهادي يضطرون إلى قطع 20كلم للوصول إلى مدينة سرت لقضاء احتياجاتهم بسبب البوابات العسكرية وغلق الطرق المؤدية إليها. وكانت الغرفة الأمنية سرت الكبرى أصدرت بلاغا في علاقة بما يجري في منطقة بوهادي، نافية المزاعم التي تشير إلى تعرض بوهادي للحصار أو مداهمة البيوت أو اختطاف بعض من شبابها. وفي تفاصيل ما يجري داخل بوهادي أوضحت الغرفة الأمنية في سرت الكبرى أنّ مطلوبين للعدالة وخارجين عن القانون طالبت الجهات المختصة أهالي بوهادي بضرورة تسليمهم لكنهم رفضوا الاستجابة.
إشترك في النسخة الرقمية للمغرب
وكشفت بعض المصادر من داخل بوهادي أنّ شباب ونشطاء القذاذفة أرادوا الاحتفال بذكرى الفاتح من سبتمبر ،ولذلك قام احد الشباب بتثبيت الراية الخضراء على احد البناءات لكن كتيبة طارق ابن زياد أزالتها وأطلقت النار بشكل عشوائي على المدنين، ومن هناك تطورت الأحداث بوصول جهاز قوة المهام الخاصة حيث تم تركيز البوابات وبدء المداهمات والإيقافات العشوائية.
6 اغتيالات خلال ثلاثة أيام في طرابلس
نددت منظمات حقوقية وطنية ومحلية في طرابلس الكبرى بتردي الأوضاع الأمنية وتصاعد ظاهرة الإفلات من العقاب وطالبت تلك المنظمات النائب العام بالتحرك السريع للقبض على المجرمين كما ناشدت داخلية حكومة الوحدة الوطنية بانتهاج الصرامة والحزم في التعامل مع هذه الانتهاكات.
وكانت طرابلس الكبرى مسرحا لعشرات جرائم الاغتيال والقتل بالرصاص وقد تصاعدت تلك الوقائع خلال الأيام الأخيرة بشكل لافت إذ سجلت مديرية امن العاصمة ست حالات اغتيال في ظرف ثلاثة أيام.
ويجمع الخبراء الأمنيون والعسكريون على أنّ ما يحدث من تصعيد للعنف وتطور في جرائم العنف واستفحال ظاهرة الإفلات من العقاب إنما هو نتاج طبيعي ومتوقع في ظلّ الانقسام السياسي والصراع على السلطة والتهاون في تفعيل المؤسسة الأمنية واعادة26 ألف من عناصر أجهزة الأمن الذين لم يتمكنوا من العودة إلى عملهم بعد 2011 .حيث أنّ جزءا منهم ترك البلاد وغادر البلاد حفاظا على سلامته وانصراف مجموعة إلى مجالات أخرى وجزء ثالث رهن الاعتقال دون محاكمة.وحمّل هؤلاء الحكومات المتعاقبة بعد 2011 مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية لا في طرابلس فقط بل في اغلب مدن ليبيا بما في ذلك شرق البلاد.