التي تسيطر على مناطق واسعة من الشمال السوري على الحدود التركية. وأثار الإعلان التركي ردود أفعال متباينة خصوصا وأنّ أنقرة باتت تلعب دورا هاما في الأزمة السورية مع العلم أنّ العملية العسكرية التي تحدث عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليست الأولى في سوريا.
وتصنف أنقرة جماعة سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية ‘’جماعة إرهابية’’ تهدّد أمنها واستقرارها الداخليين ، في حين تتلقى ‘’قسد» أي قوات سوريا الديمقراطية دعما سياسيا ولوجستيا من الولايات المتحدة الأمريكية على امتداد سنوات. وكان الدعم الأمريكي محل خلاف دائم مع الجانب التركي باعتبار واشنطن تعتمد وفق مراقبين هذه الورقة كورقة ضغط ضدّ حكومة أردوغان معتبرة أنّ قوات سوريا الديمقراطية «شريك مهم ساعد في طرد «داعش» الإرهابي من مناطق واسعة من سوريا» ، وهو ما ترفضه تركيا . وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة تخطط ‹›لتطهير تل رفعت ومنبج بسوريا من الإرهابيين مؤكدا بذلك أهداف توغل جديد للمرة الأولى وقال إنه سيستمر ليشمل مناطق أخرى››.
وتأتي العملية العسكرية التي تمّ الإعلان عنها بعد عملية عسكرية مشابهة قبل 6 سنوات قامت من خلالها تركيا بالسيطرة على مئات الكيلومترات من الأراضي وتركزت تلك العمليات على شريط باتساع 30 كيلومترا مستهدفة بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية.وأبدت واشنطن قلقها من أي هجوم جديد في شمال سوريا قائلة إنه سيعرض القوات الأمريكية للخطر ويقوض الاستقرار في المنطقة.
من جهته قال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في تغريدة أمس الخميس إن أي هجوم تركي جديد على شمال سوريا سيتسبب في أزمة إنسانية وسيؤثر سلبا على العمليات العسكرية ضد تنظيم ‘’داعش» الإرهابي. وناشد عبدي كل الأطراف «منع أي مآس جديدة ودعم خفض التصعيد’’.وكتب قائلا على تويتر «نحن قلقون من تهديدات تركية جديدة تشكل مخاطرة مرتفعة في شمال سوريا. أي هجوم سيقسم السوريين ويتسبب في أزمة إنسانية جديدة ويشرد السكان ‘’.
مطامع جغرافية
ويرى متابعون أن تركيا ألقت بكل ثقلها في سوريا خشية خروجها من اللعبة واستفراد باقي الأطراف بالميدان السوري، وهو ما تعتبره خطرا على أمنها القومي بوجود الأكراد في سوريا وتمتعهم بنفوذ ميداني هناك. اذ تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على معظم مناطق حقول النفط في شرق سوريا.وبالتالي تعتبر كل العمليات العسكرية التركية موجهة بالأساس لمواجهة نفوذ الأكراد المدعومين من أمريكا بصفة أساسية.
وتحاول أنقرة منذ سنوات فرض موطئ قدم لها في سوريا تحقيقا لدور أكبر لها في المعادلة السورية سواء لمنع قيام دولة كردية على حدودها مع الشمال السوري أو لاعتماد ذلك كورقة ضغط ضد الغرب في ملفات إقليمية ودولية ساخنة .
ويرى مراقبون أن مطامع تركيا في سوريا تتعدى الجانبين السياسي والنفطي لتصل الى الجانب الجغرافي مع وجود مساع جدية من نظام أردوغان الحاكم لضم الشمال السوري لمنع قيام دولة كردية وفق ما تعلنه على الدوام حكومة أنقرة، إلا أن مراقبين يرون أن حرب النفوذ تعد من بين أهم أسباب محاولات الدولة العثمانية لبسط نفوذ جغرافي أكبر في المنطقة.
وتتالى ردود الافعال إقليمية ودولية أمام تنامي مطامع الأتراك في سوريا . ويتوقع مراقبون أن تثير هذه المساعي التركية لبسط السيطرة على الجغرافيا وأيضا الثروة النفطية في سوريا صداما جديدا مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تبسط إلى حد الآن سيطرتها على أغلب الحقول الكبيرة في شرق سوريا.