وكان التحرير قد بدأ بانسحاب القوات الإسرائيلية والميلشيات التابعة لها في 21 ماي من العام 2000 وقد اكتمل في ليل 24 ماي علما أنه لم يشمل مناطق في بلدة «كفرشوبا» و»مزارع شبعا».
ورغم الخيبات الاقتصادية ومرارة الانقسامات السياسية التي تلقي بثقلها على الواقع اللبناني ، إلا أن هذه الذكرى تؤكد معادلة ان ما أخذ القوة لا يسترد الا بالقوة وبان الاحتلال الى زوال طالما هناك نفس مقاوم في أي وطن كان .
اليوم تحديات عديدة تواجه لبنان اقتصادية وامنية وسياسية ولكن يظل الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدور الفلسطينيين وعلى مقربة من حدود لبنان هو أكبر معضلة واكبر تحد، فلا يكاد يمر يوم دون ان تحلق فيه طائرات العدو في سماء لبنان بكل تحد وبكل ما يحمله ذلك من اعتداء على سيادة الأجواء اللبنانية. والمفارقة انه في لحظة انسحاب قوات الاحتلال خرج اللبنانيون بكل طوائفهم وانتماءاتهم السياسية الى الشوارع للاحتفال بنصر 2000 وغاب آنذاك التوتر الطائفي. ولكن المؤسف اليوم ان كل اشكال التعصب الديني والسياسي قد عادت من جديد وسط مهاترات سياسية وتدخلات خارجية تلعب على وتر الفتنة الطائفية والحزبية مجددا تحت شعارات عديدة .
في خطاب وجهه الى عناصر الجيش اللبناني اكد قائد الجيش العماد جوزيف عون بمناسبة عيد «المقاومة والتحرير»،إن اللبنانيين كرسوا مفهوم النضال في ذاكرة الشعوب في يوم «المقاومة والتحرير». وأضاف أن «25 ماي 2000 يبقى محطة مشرقة في تاريخ وطننا، وعلامة فارقة في سجلات الانتصار، بعدما تمكن اللبنانيون بنضالهم وإرادتهم وعزمهم من دحر العدو الإسرائيلي عن أرضهم وتحطيم أسطورة تفوقه العسكري».
ويبقى الأهم اليوم للبنان هو الوقوف في خندق المواجهة ضد أي عدوان إسرائيلي ومنع هذا المحتل من تحقيق أطماعه في الأرض والثروات البحرية اللبنانية . والأهم ان يبقى لبنان بكل رمزيته وبكل ما يمثله من فسيفساء فكرية وثقافية ودينية وان تبقى أرزته عالية رغم كل العواصف العاتية.