وكان التمرد المذكور أسفر عن وفاة عون أمن وفرار عدد كبير من النزلاء بينهم عناصر من تنظيم داعش الإرهابي ..وقد عممت داخلية الوحدة الوطنية قوائم بأسماء الفارين وصورهم على كافة البوابات الأمنية بالطرقات مما سهل القبض على أغلب السجناء الفارين .
سياسيا نشرت « التايمز» البريطانية حوارا مطولا مع رئيس الحكومة المسماة من طرف مجلس النواب فتحي باشاغا ، ووجه فيه باشاغا الدعوة والطلب للمملكة المتحدة و ما سماهم بالأصدقاء البريطانيين لدعم ليبيا ويقصد دعم حكومته في إخراج مرتزقة « فاغنر» الروسية من البلاد.
رئيس الحكومة فتحي باشاغا أكد قدرة حكومته ضمان تعويض النفط الروسي وخاطب البريطانيين قائلا ‘’إن كنتم تبحثون عن حليف في افريقيا للتصدي للتوغل الروسي فحكومتي مؤهلة لذلك ولن تجدوا حليفا أفضل منها ‘’ .
معلوم أنّ روسيا كانت وبمجرد تعيين حكومة باشاغا ونيلها ثقة مجلس النواب أعلنت اعترافها بها وأيدت جميع إجراءات البرلمان الليبي ..ورد باشاغا بتأييد حرب روسيا وهجومها على أوكرانيا لكن باشاغا استدرك انحيازه لروسيا وتراجع ليصطف خلف معسكر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عبر بوابة بريطانيا.
السؤال الذي يطرح نفسه هذا التغيير في تصريحات ومواقف باشاغا هل يلزمه لوحده ؟ وما موقف حلفاء باشاغا الذين جاؤوا به لرئاسة الحكومة أي القيادة العامة للجيش ورئاسة مجلس النواب ممثلة في المستشار عقيلة صالح؟ ..لا أحد يمكنه الإجابة بوضوح إن كان الذي صدر عن باشاغا وانقلابه على روسيا ومغازلته للبريطانيين ملزما له لوحده... لكن ما هو واضح أن فتحي باشاغا وبعد إعلان دعمه لروسيا بصفة مبكرة وبصفة مباشرة تفطن بأنه أخطأ دبلوماسيا حيث كان الأجدر به أن يكون محايدا..لذلك يبدو أن ثمة من نصح باشاغا بالتدارك سريعا في حال أراد دخول طرابلس قبل أن يتخلى عنه عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر.
بلا أدنى شك حرب روسيا وغزوها سوف تكون لها تداعيات على أزمة ليبيا سيما على القيادة العامة للجيش ، ما قبل حرب أوكرانيا كانت الأصوات المطالبة بسحب مرتزقة « فاغنر» صادرة حصريا عن جماعات الإسلام السياسي في طرابلس وغرب ليبيا، أما اليوم فإن أصواتا من إقليم فزان التحقت بالمطالبين برحيل فاغنر فورا.
وعلى خلفية المطالب بسحب مرتزقة فاغنر أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن ذهاب ‘’فاغنر’’ إلى ليبيا جاء بطلب رسمي من السلطات الليبية ( مجلس النواب وحكومة الثني والقيادة العامة )، وأضاف لافروف أنّ تلك السلطات طلبت من ‘’فاغنر’’ الشركة الأمنية الخاصة وأن الحكومة الروسية لا علاقة لها بالأمر..
«عملية « ايريني» ليست حلا للأزمة الليبية»
من جهة أخرى أكد قائد عملية « ايريني « البحرية الأوروبية قبالة سواحل ليبيا بأنّ ‹›إيريني›› ليست حلاّ لأزمة ليبيا ..وذكر ستيفاتو توتربيكو أنّ العملية البحرية ‹›إيريني›› جاءت في نهج وسياق الجهد الذي ينجزه الاتحاد الأوروبي الاقتصادي والسياسي والأمني لدعم ليبيا.
من مهام العملية البحرية الأوروبية في السواحل الليبية محاربة التهريب واحترام قرار مجلس الأمن الدولي بشان ليبيا سيما ما يتعلق بمنع بيع السلاح و تهريبه إلى ليبيا..
مندوب روسيا لدى مجلس الأمن يهاجم «النات»
من جهته على هامش انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي حول ليبيا ، وفي كلمة له أعاد مندوب روسيا اتهام حلف الناتو بتدمير ليبيا وتقتيل الأبرياء ونوه مندوب روسيا إلى أسلوب المغالطات الذي اعتمده الغرب.
مندوب الولايات المتحدة من جانبه طالب بضرورة مثول كل من سيف الإسلام القذافي ورئيس مخابرات القذافي عبد الله السنوسي أمام العدالة الدولية ، معلنا بأنّ الولايات المتحدة بصدد استكمال الإجراءات لجلب عبد الله السنوسي للمحكمة .. وأجمع أغلب مندوبي الدول بمجلس الأمن على ضرورة كشف ملابسات المقابر الجماعية وضبط وملاحقة المتورطين فيها ..
وكانت الأمم المتحدة شكلت لجنة تقصي حقائق بشأن كل الانتهاكات والجرائم المرتكبة في ليبيا بعد 2011 . إذ قامت اللجنة المعنية بثلاث زيارات إلى ليبيا ومن بين المناطق التي تحولت إليها اللجنة مدينة ترهونة وضواحيها وأماكن تابعة للخمس وبني وليد حيث المقابر.
الطاهر السني مندوب ليبيا بالأمم المتحدة ذكر في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي بأنّ المحكمة الجنائية الدولية ليست بديلا عن القضاء الليبي ..وأردف السني بأنّ العدالة الليبية كفيلة بملاحقة كل المطلوبين ..مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة جدد التذكير بأهمية انجاز المصالحة الوطنية الشاملة.