اختتمت يوم أمس أشغال الدورة 48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي والتي انعقدت دورتها الحالية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وتطرق المشاركون الى قضايا العالم الإسلامي وسط دعوة لتعزيز التعاون العربي على كافة الأصعدة وذلك في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة وتأثيراتها على دول مجلس التعاون الإسلامي.
وقد أكّد وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإٍسلامي في البيان الختامي للدورة 48» على التزامهم بدعم قضايا فلسطين وكشمير وتعميق التعاون الإٍسلامي في جميع المجالات إضافة إلى التمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك عدم استخدام القوة، والمساواة في السيادة، وسلامة الأراضي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتسوية السلمية للنزاعات.’’
كما تزامنت الدورة الحالية مع ما يشهده العالم الإسلامي والعالم بصفة عامة من متغيرات دراماتيكية غير مسبوقة، بدءا بتداعيات جائحة كورونا التي هزت العالم وصولا إلى الحرب الروسية الأوكرانية والمخاوف من تأثيراتها على الواقع الإقتصادي العالمي المنهك اضافة الى الجمود الذي يلفّ أغلب أزمات المنطقة على غرار القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الصعبة .
وفق ماسمي بإعلان ‘’إسلام آباد’’ دعا الوزراء إلى ‘’التفعيل الكامل لوحدة منظمة التعاون الإسلامي للسلم والأمن’’، معبرين عن ‘’التزامهم بإيجاد حلول دائمة للمشاكل التي يواجهها العالم الإسلامي، ومرحبين في هذا الصدد ‘’بالمقترح الذي قدمته جمهورية باكستان الإسلامية لعقد مؤتمر وزاري لمنظمة التعاون الإسلامي خلال الفترة 2022 - 2023 للتباحث وتطوير آليات وأدوات لدرء النزاعات وللوساطة والمصالحة وبناء السلام’’.
وجدد الوزراء «تأكيدهم على مركزية القضية الفلسطينية والقدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية، مشددين على دعمهم المبدئي والمتواصل وعلى جميع المستويات للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف».كما جددوا التأكيد على ضرورة حماية حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 والتصدي بشكل قاطع لأي إنكار لهذه الحقوق.كما دعوا إلى حشد كل الجهود لمواجهة الاحتلال الاستيطاني، والاستيلاء العدائي على المدينة المقدسة ودعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني.
إفريقيا -أيضا- وملفاتها الحارقة كانت حاضرة صلب اجتماعات المجلس التي استمرت يومين في العاصمة الباكستانية ‘’إسلام آباد’’ حيث تناولت اجتماعات الدورة قضايا إفريقية عديدة من بينها الوضع في جمهورية مالي ومنطقة الساحل وبحيرة تشاد وهشاشة الوضع في تلك المنطقة، بالإضافة إلى الوضع في إفريقيا الوسطى، وجمهورية غينيا.وعلى المستوى العربي، كما تناول وزراء الخارجية تطورات الأوضاع في اليمن وليبيا وجمهورية السودان، بالإضافة إلى الصومال وسوريا، وغيرها من المناطق.
وندّد وزراء خارجية دول التعاون الإسلامي بالهجمات الإرهابية والاعتداءات على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مرحبين باعتماد مجلس الأمن الدولي لقراره رقم 2624. وأكد الوزراء على دعم منظمة التعاون الإسلامي الثابت لبلدان منطقة الساحل التي تأثرت بفعل أزمات متتالية مناخ إرهاب ونزوح وعدم استقرار سياسي وغيرها داعين إلى اتخاذ إجراءات فعالة لدعم تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة المتكاملة لمنطقة الساحل.
التصعيد العسكري في أوكراني.. دعوة للحوار
كما أعرب الوزراء في الدورة الحالية -ونظرا لتزامنها مع التطورات العسكرية في أوكرانيا بعد الغزو الروسية وما خلّفه من استنفار غربي متزايد - عن «قلقهم العميق إزاء تدهور الحالة الأمنية والإنسانية الناجمة عن الصراع في أوكرانيا، مجددين ‘’الدعم المطلق للتطبيق العالمي والمتسق لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك عدم استخدام القوة، واحترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتسوية السلمية للنزاعات، للحفاظ على السلم والأمن الدوليين وبنائهما، وضمان الأمن المتساوي لجميع الدول’’.
كما دعا المشاركون إلى ‘’الوقف الفوري للعمليات القتالية في أوكرانيا لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح وضمان عدم تفاقم الأزمة الإنسانية في أوكرانيا’’، وحث الوزراء أطراف الصراع على الدخول في حوار هادف بغية إيجاد حل للصراع الحالي، معربين عن استعداد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لدعم وتيسير عملية الحوار بين جميع الأطراف، إذا طُلب منها ذلك.
وجدد الوزراء التأكيد على دعم الدول الأعضاء الطويل الأمد بهدف الحفاظ على الوحدة والسلامة الإقليمية والسيادة والاعتراف الدولي بالبوسنة والهرسك، داخل حدودها المعترف بها دوليا، وشدد الوزراء على الالتزام بسيادة أفغانستان واستقلالها وبسلامتها ووحدة أراضيها. وأعرب وزراء خارجية دول «التعاون الإسلامي» عن رفضهم للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، كما استنكروا نسبة الارهاب الى دول بعينها وانه ليس للارهاب أي بلد أو دين أو جنسية أو جنس أو حضارة.
كما تزامنت الدورة 48 لوزراء منظمة التعاون الإسلامي في دورتها الحالية مع مرحلة حساسة يمر بها العالم أجمع، إذ يؤكد مراقبون أنّ ما يحصل في أوكرانيا وتبعات أي تصعيد آخر قد يدخل العالم في أتون حرب عالمية ثالثة سيحمل معه تداعيات كبرى وخطيرة على العالم الإسلامي الذي يعاني بدوره من ويلات اقتصادية وأمنية في علاقة بالحرب ضدّ الإرهاب كذلك عدم إستقرار سياسي في بعض دوله.
في ختام اجتماع وزراء خارجية «التعاون الإسلامي» في باكستان: بحث المتغيّرات الإقليمية والدولية .. دعوة إلى التمسك بالتسوية السلمية للنزاعات
- بقلم وفاء العرفاوي
- 09:58 25/03/2022
- 539 عدد المشاهدات
• «إعلان إسلام آباد» يدعو إلى تعزيز التعاون في القضايا التي تهمّ العالم الإسلامي»