ليبيا: مجلس النواب الليبي يمنح الثقة لحكومة باشاغا

بعد أن أجرى رئيس الحكومة فتحي باشاغا بعض التعديلات على التشكيلة التي تمت مناقشتها في جلسة أمس الأول.
واستصغر النائب محمد الرعيض، وفق وكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) وكلّف باشاغا جمعة خليفة محمد لحقيبة التربية والتعليم بدلا عن «محمد محبوب عبدالهادي»، فيما ألغى وزارة الإعلام بعد عدة اعتراضات من إعلاميين، خشية تحكم الحكومة في السلطة الرابعة. وأسقط باشاغا وزيري دولة من التشكيلة، وهما وزير الدولة للقادة الشباب، ووزير الدولة لشؤون الانتخابات. وبعد التغييرات التي أجراها باشاغا، تضمنت الحكومة 29 وزيرا ، و6 وزراء دولة، بالإضافة لثلاثة نواب لرئيس الوزراء بعد إضافة «خالد علي الأسطى» كنائب ثالث ضمن التشكيلة المعدلة. وينتظر الليبيون تعليق رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، الذي أعلن في عدة مناسبات عن نيته عدم تسليم مهامه إلا لسلطة منتخبة. ويسود ليبيا أجواء من التخوف والترقب مما قد تحمله الأيام القادمة، خاصة بعد معاناة استمرت سبع سنوات من الانقسام السياسي الذي بدأ منتصف عام 2014، واستمر حتى توحيد السلطة التنفيذية في مطلع .2021 وكان مجلس الدولة قد أبدى رفضه لمخرجات مجلس النواب والتي من ضمنها تشكيل حكومة جديدة، مطالباً بالتوافق مع النواب حول القاعدة الدستورية المنظمة للانتخابات قبل الخوض في تغيير السلطة التنفيذية.
فشل عقد جلسة البرلمان
في الأثناء أعلن المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب عبد الله بليحق أمس الأول إرجاء جلسة مجلس النواب للتصويت على منح الحكومة إلى مساء أمس لتمكين النواب من الالتحاق بمقر البرلمان..بينما أكد عضو مجلس النواب عن المنطقة الغربية عمار الابلق في تصريح لقناة فبراير الفضائية أن 45 نائبا فقط حضروا صباح أمس الأول بمقر البرلمان لذلك استحال عقد جلسة التصويت على المصادقة على حكومة فتحي باشاغا الذي يتواجد في مدينة طبرق منذ الأحد الفارط.
وحذر عمار الابلق من سعي رئيس مجلس النواب إلى السيطرة على جميع السلطات التنفيذية و من ثمة العمل على مزيد إطالة المرحلة الانتقالية ونبه إلى أنّ التغيير المقبل سوف يشمل المجلس الرئاسي..وفي ما يتعلق بتشكيلة حكومة فتحي باشاغا ذكر الابلق أنها ذات طابع جهوي وولاءات لشخصيات معروفة..
تجمع التكنوقراط ينتقد تغيير الحكومة
أكد بلها رئيس تجمع التكنوقراط من جانبه أن ما نشهده اليوم هو سيناريو إطالة الأزمة السياسية سيما من خلال انفراد السلطة التشريعية بسن وإصدار القوانين وفرض خارطة طريق أبعدت المسار الدستوري والعملية الانتخابية..رئيس تجمع تكنوقراط ليبيا شدد على ضرورة إيجاد توافق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة حتى لا نشهد سيناريو وجود الحكومتين الموازيتين مرة أخرى.
وذكر رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري من جهته أن البرلمان في حال صوت على منح الثقة لحكومة فتحي باشاغا ، يكون قد مكن من اعتدوا على طرابلس وفشلوا في الدخول اليها من الدخول إليها عبر هذه الحكومة.
وجدد المشري تأكيده على ضرورة إيجاد قاعدة دستورية توافقية بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وسن قوانين انتخابية تكون هي الأخرى توافقية وبعد تشاور بين المجلسين قبل تغيير الحكومة..
هذا وقد شهدت عدة مدن غرب ليبيا وشرقا مدينة البيضاء مسيرات رافضة لتغيير الحكومة قبل تنفيذ المسار الدستوري وتأجيل العملية الانتخابية إلى فترة لا تقل عن عام ونصف العام...
إلى ذلك ألقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة كلمة وسط تجمع داعم له بطرابلس شدد فيها على أنّ الليبيين جميعا ضد التمديد في المرحلة الانتقالية وتأجيل الانتخابات.