دعم التنظيمات المتطرّفة
هناك إثباتات يومية على تورط إسرائيل بدعم المجموعات الإرهابية في سوريا، فنتنياهو منذ أكثر من خمس سنوات قد شكل قاعدة لوجسيتة لتدفق الإرهابيين إلى سوريا ودعمهم بالمال والسلاح وتقديم كل أشكال الدعم لهم، وسمح بإدخال أعداد كبيرة من الجواسيس من كل الجنسيات إلى سوريا، بالإضافة إلى العديد من المتطوعين والمناصرين الذين يقاتلون أو يرسلون لإسرائيل التقارير في مختلف المجالات والميادين وبالتحديد المجالين العسكري والاستراتيجي، وهنا يراهن نتنياهو على تصعيدٍ عسكري وشيك ضدّ إيران ليكون ذلك مدخلًا لتفعيل صراعات مذهبية في المنطقة من أجل تغيير خرائطها وإقامة دويلات طائفية وإثنية، تؤدي إلى زيادة حاجة أمريكا والغرب وحلفاؤهم لإسرائيل .
كشف الكاتب الأمريكي، ريتشارد سيلفرشتاين، في مقاله المنشور تحت عنوان « Israel’s Heavy Hand In Syria’s Civil War»، الدور الإسرائيلي الخبيث في الأزمة السورية، تحقيقاً لأهدافها ومصالحها، وقال إن وسائل الإعلام الغربية تحاول الترويج لكذبة كبرى هي أن إسرائيل تتبنى موقفاً محايداً من الصراع السوري، مؤكداً على أن لإسرائيل دوراً كبيراً في استمرار الوضع السوري على ما هو عليه، وأنها استطاعت اختراق التنظيمات المتطرفة في سوريا، وأنها تقدم لهذه التنظيمات أسلحة وقذائف عن طريق وسطاء داخل الأراضي السورية.
- إسرائيل مشكلة أساسية في الأزمة السورية:
إسرائيل لها أخطر دور في الإقليم ومشكلة أساسية في الأزمة السورية، فأصابع إسرائيل موجودة في كل ما يجري في المنطقة وخاصة في سوريا ،فهي اللاعب الرئيسي الخفي والذي لديه اتصالات مع جميع الأطراف، حيث يبدو واضحاً أن إسرائيل فاعل أساسي في إطالة حرب الاستنزاف على سورية وأنها المستفيد الأكبر من استمرار النزيف السوري، وإنهاك الدولة السورية، وإضعاف القوّة العسكرية للجار العربي الوحيد الذي رفض الانصياع لشروط القوة الإسرائيلية الإقليمية المدعومة من أمريكا من أجل السلام مع إسرائيل، فجاءت تصريحات إسرائيل لتكشف عن هذه النوايا الخبيثة، حيث دعت المجتمع الدولي إلى ضرورة الاعتراف بضم إسرائيل للجولان، غير أن العديد من التطورات الحديثة جعلت الدور الإسرائيلي علنياً في الحرب السورية، وأهمها، القصف الأخير لأهداف سورية قرب مطار دمشق الدولي المدني، بالإضافة إلى تدخل المدفعية والقوة الجوية الإسرائيلية عدة مرات لحماية الملاذ الآمن للمجموعات المسلحة في سوريا.
الخوف الإسرائيلي من تعافي سوريا:
الكل يعرف أن ما جرى في سورية من تدمير ممنهج كان هدفه إسقاط سورية وتدمير الجيش السوري، لأن تدميره يؤدي مباشرة إلى نهاية كيان الدولة السورية، ولكن بعد مرور أكثر من خمس سنوات وعدم تحقق هذه السيناريوهات، وعدم حسم المعركة لصالح أعداء سورية لما طرأ عليها من تغيرات أهمها سيطرة الجيش السوري ميدانياً على مناطق كانت تحت سيطرة داعش، بالإضافة إلى إخفاق المجموعات المسلحة الأخرى في مواجهة القوات السورية، وفي إطار تجدد المخاوف الإسرائيلية من تعقد المشهد في سورية، سعت إسرائيل لخلق محيط استراتيجي لها في العمق السوري بدعم وتوطيد علاقتها مع المجموعات المسلحة، لضمان إضعاف محور المقاومة في سورية، وإبعاده قدر المستطاع عن هضبة الجولان، خاصة بعد أن شعرت بأن سورية تستعيد .....