لدى كييف ويضع الأوروبيون غاز ليبيا كبديل عن الغاز الروسي لكن الوضع في ليبيا مازال هشا ولازالت العملية السياسية متعثرة بل انسدت آفاقها وذلك بعد تكليف البرلمان لفتحي باشاغا بتشكيل حكومة ورفض الدبيبة تسليم المهام.
يتوقع استكمال باشاغا تشكيل حكومته وسط الأسبوع الفارط ثم عرضها على مجلس النواب لمنحها الثقة فيما كشف الدبيبة عن اعداد خارطة طريق جديدة من ومحطاتها الكبرى إجراء الانتخابات مع منتصف العام الحالي. في غضون هذا الغموض لم يتضح موقف المجتمع الدولي من التطورات السياسية الحاصلة في ليبيا حالة من الغموض ترجمتها تصريحات المستشارة الأممية ستيفاني وليامز والناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.
يرى متابعون أنّ الأمم المتحدة والعواصم المؤثرة تنتظر ما سوف يقوم به باشاغا والبرلمان من جهة والدبيبة وتيار الإسلام السياسي في جزء منه من جانب آخر ويؤكد المتابعون بأنّ رئاسة مجلسي النواب والدولة اتفقتا على الإطاحة بحكومة الدبيبة..لكن السؤال هو هل أنهما سيتمكنان من ذلك فعلا؟ يحتاج الامر الى دعم دولي واعتراف بالسلطة الجديدة..فإلى حد اللحظة والحكومة بصدد التشكيل باركت مصر فقط خطوة البرلمان لكن المجتمع الدولي فضل الانتظار لما ستؤول إليه رياح التغيير في ليبيا وبعدها ستعلن المواقف الرسمية.
ويذهب شق كبير من المراقبين المحليين للجزم بان مفاتيح محنة ليبيا ليست بيد الساسة الليبيين.. فنسبة 95% من المؤتمرات والملتقيات الدولية بشان ليبيا جرت خارج الأراضي الليبية وحتى قائمة الحضور من الليبيين كانت تضبطها أما الأمم المتحدة أو البلدان المحتضنة لتلك المؤتمرات .على مدى سنوات الأزمة اعتاد الشعب الليبي سماع نفس المخرجات والبيانات ، مخرجات تتوج بإقرارها من مجلس الأمن الدولي لكن دون انعكاس على الميدان باستثناء اتفاق وقف إطلاق النار .
علما بان المنجز الأخير تم بضغط أمريكي باعتبار أنّ الولايات المتحدة كانت باستمرار تؤكد أن أزمة ليبيا تحت السيطرة، وعندما تيقنت واشنطن أن هجوم المشير حفتر قادر على اقتحام العاصمة ومن ثمة سوف تتطور الأوضاع الأمنية بما يجعل الأزمة خارج تلك السيطرة التي يتحدث عنها الأمريكان ،لذلك ضغطت واشنطن فكان اتفاق وقف إطلاق النار هذا أمنيا وسياسيا فالقضية الليبية تأثرت ومازالت بالأزمات والعلاقات الدولية على غرار أزمة أوكرانيا.
إضافة إلى ذلك بعد إندلاع الأزمة السياسية وفي ظلّ انقسام الجيش الليبي ودخول مرتزقة «فاغنر» على الخطّ تحوّلت ليبيا إلى ساحة صراع نفوذ بين الولايات المتحدة وروسيا كلما كانت محل صراع وتنافس بين روما وباريس وبين أنقرة والقاهرة..
في سياق المتغيرات والتحولات الإقليمية والدولية حصل ما يمكن وصفه بالتقارب بين تلك الدول و نتج عنه مثلا معطى جديد وهو أنّ تركيا لم تعد عقبة أما الحل السلمي في ليبيا لكن هذا لا يكفي وكانت الأزمة الليبية ولأسباب اقتصادية وصراع نفوذ بين القوى الكبرى وسيبقى حلها رهينا بحلّ أزمات العالم الكبرى أثبتت أزمة أوكرانيا العودة للحرب الباردة ومن منطلق التجربة انه في ظل الحرب الباردة تظل الأزمات الدولية تراوح مكانها .السؤال مرة ثانية بشأن أزمة ليبيا هو إلى أي مدى ستقذف الأزمات والخلافات الدولية وإطالة الحرب الباردة بمركب بلد عمر المختار؟؟
مواقف داعمة للمستشارة الأممية
هذا وأثار البيان الصادر عن مسؤول المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الدبيبة، محمد حمودة الذي اتهم فيه ستيفاني ويليامز بعدم الحياد ورغبتها في تأجيل الانتخابات للتمديد لنفسها عدة مواقف داعمة لستيفاني..حيث صرح سفير الاتحاد الأوروبي سباديل خوسيه أن ستيفاني ويليامز أكثر من يدعم لم شمل الليبيين للخروج من الأزمة.
وأثار تصريحها بعد اجتماعها بمدينة القبة مع عقيلة صالح، بتأكيدها استماعها لتفاصيل الاتفاق الحاصل بين مجلسي الدولة ومجلس النواب وتعديل المادة الثانية عشرة من الإعلان الدستوري وتشكيل لجنة مشتركة تتكون من 24 شخصية لبحث المسار الدستوري.ويرى مراقبون بأنّها لا تتمتع بتوافق دولي حولها لتكون مستشارة انطونيو غوتيريش في ليبيا اضافة الى انها لا تحظى بأي قبول لدى الأطراف المحلية والدليل على ذلك الانتقادات الموجهة إليها من مختلف مناطق ليبيا.