قال الكاتب الفلسطيني نهاد أبو غوش مدير مركز المسار للدراسات لـ«المغرب» أنّ تعليق قبول «إسرائيل» في عضوية مراقب للاتحاد الإفريقي وهي ليست عضوا لا عاملا أو مراقبا. وأضاف أنّ ملف علاقة«''اسرائيل»'' بإفريقيا ملف شائك وطويل حيث استطاعت «إسرائيل» في الخمسينات التغلغل في إفريقيا وإقامة علاقات مع عدد من الدول الإفريقية الموالية للغرب.
وتابع المحلّل السياسي الفلسطيني «لكن علاقاتها بالأساس كانت مع نظام الفصل والتمييز العنصري في جنوب إفريقيا، ووصل التعاون بينهما إلى درجة إجراء تجارب نووية مشتركة، وقد سّعت دائما لتطويق دول العالم العربي وخاصة مصر من خلال إستراتيجية «دول الجوار» التي اعتمدها أول رئيس وزرائها دافيد بن غوريون حيث عمل على استمالة اثيوبيا وتحريضها على مصر، لكن معظم دول إفريقيا قطعت علاقاتها معها اثر حرب العام 1973. كما نسجت علاقات ممتازة مع اريتيريا» وفق تعبيره .
وأكد أبو غوش أنه بعد بدء مسيرة التسوية عادت إلى تحقيق اختراقات في افريقيا مستفيدة من تراجع زخم حركة التحرر الوطني الإفريقية وقيام أنظمة مستبدة وحكومات موالية للغرب، ثم من غياب الدور المركزي لمصر في القارة الإفريقية، لاحقا نشأت سياسة المحاور العربية أي وقوف دول عربية ضد أخرى، وانشغال عدد من الدول بمشاكلها وحروبها الداخلية. وتابع استغلت ‘’إسرائيل’’ القوّة الناعمة من خبرات فنيّة وتكنولوجية وقدرات مالية وأمنيّة وعسكرية حيث تمكّنت من تحقيق عدة اختراقات أبرزها في دول منطقة البحيرات (رواندا وبوروندي واوغندا وتنزانيا) وفي غرب إفريقيا مع طوغو وتمكنت من نسج علاقات جيدة مع نيجيريا، وهكذا ، هذا المنحى تسارع مؤخرا مع التطبيع مع المغرب، وثمة حديث عن استعداد دول افريقية أخرى مثل النيجر وتشاد زارها (الرئيس السابق ادريس ديبي)، ولا شك أنّ ضعف الأداء الفلسطيني وتراجعه السياسي والدبلوماسي ساهم في تشجيعها على تحقيق مثل هذه الاختراقات، هنا يجب أن نلاحظ أن العلاقات الدولية تقوم أساسا على المصالح لا على المبادئ وحسن الجوار، والعالم العربي الذي فيه دول غنية جدا وأخرى لديها خبرات وطاقات بشرية وفنية مميزة، لم يقدم لإفريقيا الحد الأدنى من المساعدات والمعونات التي تحتاجها دول كانت على تواصل وجوار مع العالم العربي، واستغلت إسرائيل هذه الثغرات لمصلحتها».
وأكد محدثنا «اللافت تبيع أسلحة لكثير من الدول والأطراف الإفريقية المتقاتلة (بما في ذلك طرفا الصراع في دولة جنوب السودان سالفا كير وريك مشار). وقد استغلت ذلك بحيث تمكنت من استصدار توصية من التشادي موسى فقي رئيس مفوضة الاتحاد الإفريقي، والتي تكن محل توافق، لا بد من الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها دول الجزائر وجنوب إفريقيا وتونس ومصر (رغم وجود علاقات معها) لعدم تمرير هذه التوصية التي جوبهت بمقاومة شعبية ورسمية بسبب عدم التزام إسرائيل بشروط السلام مع الفلسطينيين ومواصلة احتلالها لأراضي 3 دول عربية القرار والأهمّ من ذلك مضيها في بناء نظام الأبارتهايد العنصري الذي يثير ذكريات مؤلمة لدى مئات الملايين من الأفارقة، وبالتالي انضمام «إسرائيل» يثير حساسة قوى سياسية واجتماعية ودول كثيرة في القارة».