وكان المنتدى قد أطلق لأول مرة في سنة 2017، بمشاركة أكثر من 3200 شخصا من 113 دولة. وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
وقد تحوّل هذا الموعد السنوي الهام إلى منصة للحوار المباشر بين الدولة المصرية بمؤسساتها والشباب المصري . ولعلّ مشاركة عديد الدول العربية والأجنبيّة في هذا الحدث أعطته بعدا إضافيا وفسحت المجال أمام مشاركة شبان العالم للتعبير عن رؤاهم لمستقبل بلدانهم سيتم طرح مواضيع عديدة تتعلق بقضايا الشباب الشائكة لعل أهمها معالجة قضايا الهجرة غير القانونية والتطرف والأميّة .
وقد شارك في فعاليات المنتدى هذا العام رؤساء من عدة دول منهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي. وتناقش الفعاليات عددا من الموضوعات أهمها: حقوق الإنسان، والحماية الاجتماعية، وتغير المناخ، وتأثيرات ما بعد كورونا، والتحول الرقمي، والتكنولوجيا والجيل الخامس، وريادة الأعمال.
رغم ما يتيحه هذا الموعد السنوي الهام من فرصة للنقاش وإثراء الحوار المتعدد الأطراف حول قضايا المنطقة والتي يعد الشباب جزءا هاما من حاضرها ومستقبلها . ومن المؤلم أن يتم التطرق لهذه القضايا الهامة في حين تعيش العديد من الشرائح الشبابية العربية انعكاسات أزمات المنطقة بسبب الحروب المتفاقمة في أكثر من إقليم ...وذلك ما يقع التعبير عنه من خلال تصاعد حالة اليأس لدى الشباب الذي بات همه الأساسي الهروب من أوطانه نحو ضفاف أكثر عدالة وأمنا . وقد تحدث رئيس الوزراء اللبناني في كلمته عن أهمية مشاركة الشباب اللبناني في الانتخابات البرلمانية المقررة في 15 ماي المقبل معتبرا انها فرصة أمام الشباب ليحدد خياراته بما يتوافق مع رؤيته للانخراط في إنقاذ البلاد.
وقال ميقاتي: «الانتخابات النيابية التي ستجري في الربيع المقبل سوف تشكل فرصة لشباب لبنان ليقول كلمته ويحدد خياراته في ما يتوافق مع رؤيته للانخراط في ورشة الإنقاذ الوطني المنشود».
والمفارقة اليوم ان يتم اختيار بيروت عاصمة الشباب العربي رغم انها عاصمة البلد الذي يشهد اليوم تصاعدا غير مسبوق في موجات الهجرة الشبابية خلال العامين الماضيين بسبب الانهيار المالي الذي يمرّ به لبنان . فبالنسبة لشرائح شبابية واسعة الهجرة هي السبيل الوحيد للهروب من هذا الظلام اللبناني الحالك والذي امتد الى مختلف مناحي الحياة . فلا يمكن لدولة لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة من كهرباء وصحة واستقرار مالي ان تكون بيئة صالحة للمستقبل
والعلة في جسد الوطن (لبنان) -كما يقول ميقاتي- وتقتضي المعالجة لا الخروج من المسؤولية أو التخلّي عنها أو الهجرة من الوطن». في المقابل يحمّل الشباب اللبناني اليوم ساسة بلده مسؤولية الدمار الذي وصل اليه خاصة ان الجيل الجديد يرث اليوم تركة عقود من الحروب الطاحنة والأهلية والاقليمية ودفع بسببها ثمنا باهظا من مستقبله مع انهيار العملة المحلية الليرة، وشح الأدوية والوقود، بالإضافة إلى الهبوط الحد في القدرة الشرائية للمواطنين.
ولعل السؤال اليوم الحارق الذي يفرض نفسه في لبنان وفي عديد الدول العربية التي تمرّ بأزمات حادة ..أين سيجد الشباب العربي مستقبله الضائع ، هل في داخل أوطانه ام بعيدا عنها ؟