لصحيفة «الجمهورية» المحلية أن»وقت استقالته من الحكومة قد حان».ويرى مراقبون أنّ استقالة قرداحي قد تقلص من حدة الأزمة بين لبنان والدول الخليجية لكنها لن تحقق انفراجا كاملا، خاصة وأن تاريخ التوتر بين البلدين لم يقتصر على التصريحات الأخيرة التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير مما يجعل عودة الدفء للعلاقات بين الجانبين صعبا خلال الفترة الراهنة وسيكون مرتبطا بتنازلات كبرى .
وقال قرداحي لصحيفة الـ»الجمهورية» «لقد حان وقت الاستقالة، وأنا مقتنع بأنني اتخذت القرار الصحيح في التوقيت الصحيح، لذلك أشعر براحة داخلية» .وأضاف «لا أريد أن أعطي مجالاً لأحد كي يتهمني لاحقاً بأنني أضعت على لبنان فرصة زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للسعودية والتي يمكن أن تكون محطة مناسبة لبدء معالجة الأزمة مع السعودية’’.
وقد بدأت الأزمة اللبنانية الخليجية والتي شهدت تصعيدا دبلوماسيا غير مسبوق في الآونة الأخيرة إثر تصريحات صادرة عن وزير الإعلام في حكومة نجيب ميقاتي ، جورج قرداحي والتي قال فيها أنّ الحوثيين في اليمن «يدافعون عن أنفسهم ضدّ اعتداءات السعودية والإمارات» مما أثار غضب المملكة العربية السعودية وجيرانها الخليجيين.
كما دفعت التصريحات -التي صدرت قبل تعيين قرداحي وزيرا للإعلام - الرياض وباقي الدول الخليجية إلى سحب سفرائها من لبنان والقيام بخطوة مماثلة في حق السفراء اللبنانيين على أراضيها في أقوى أزمة دبلوماسية مٌعلنة بين الجانبين في الوقت الراهن . ولم يقتصر الأمر على سحب السفراء إذ أعلنت الرياض عن وقف كافة الواردات اللبنانية إلى السعودية، مما ستنجر عنه وفق مراقبين خسائر فادحة من شأنها مزيد تعقيد الأزمة الاقتصادية في بلاد الأرز .
وقد استدعت السعودية في 29 أكتوبر الماضي سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقررت وقف كل الواردات اللبنانية إليها. كما أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية في 30 أكتوبر الماضي بياناً أعلنت فيه عن سحب أبو ظبي لدبلوماسييها من لبنان. وقررت البحرين القيام بالمثل ثم لحقت بهما الكويت.وفي 2 نوفمبر الماضي أعلنت وزارة الخارجية اليمنية أن الحكومة استدعت سفيرها لدى بيروت للتشاور حول تصريحات وزير الإعلام اللبناني. وطلبت البحرين من مواطنيها مغادرة لبنان فوراً.
أزمات متتالية
وقد أثارت الأزمة ردود فعل داخلية وأخرى إقليمية ودولية إذ أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاني أنه طلب من قرداحي ، عقب القرار السعودي ، تقدير المصلحة الوطنية «واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية».كما جدد الرئيس اللبناني ميشال عون تأكيد حرصه على «إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع السعودية الشقيقة».
ودعا في بيان صدر عن الرئاسة إلى «مأسسة العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض، وتتسبب بأزمة بين البلدين سيما وأن مثل هذا الأمر تكرر أكثر من مرة».
يشار إلى أن أزمة سابقة كانت قد اندلعت بين الجانبين اللبناني والسعودي استقال إثرها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية شربل وهبة من مهامه في 19 ماي الماضي ، وذلك على خلفية تصريحات مثيرة للجدل اعتبرت مسيئة للسعودية ولدول الخليج. ويرى مراقبون أنّ الداخل اللبناني رغم انقسامه يعمل لدفع قرداحي على الاستقالة امتصاصا للغضب الخليجي وأمام عدم ظهور بوادر قريبة لإستقالته تسعى بعض الأطراف الداخلية والدول الإقليمية لبدء وساطة بين الطرفين بهدف إعادة العلاقات إلى مجراها الطبيعي .
ولئن شهدت الفترة الأخيرة تقاربا وبداية انفراج للعلاقات المتوترة بين المملكة العربية السعودية وإيران، بعد رفض سابق لأية محاولات للحوار والتفاوض بين الجانبين وهو ما من شأنه إذابة الجليد وتقريب وجهات النظر تجاه عدد من قضايا الإقليم الساخنة ومن بينها لبنان. ويرى متابعون أنّ السعودية ستضع في الحسبان تقاربها مع إيران في سياق مزيد التصعيد من عدمه، فيما يرى شق آخر أنّ المملكة لن تتراجع مالم تحصل على ضمانات وتنازلات من الجانب اللبناني يضمن لها موطئ قدم في لبنان.
استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي ... هل ستُنهي الأزمة اللبنانية الخليجية ؟
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:28 04/12/2021
- 920 عدد المشاهدات
يبدو أن الأزمة اللبنانية الخليجية تتجه نحو الانفراج رغم عدم التفاؤل الداخلي بعد إعلان وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي في حديث