وسط انقسام حاد بين دول الإتحاد الأوروبي والعجز عن إيجاد آلية مشتركة لحل معضلة الهجرة غير الشرعية ووضع سياسة موحدة لمواجهة تبعاتها وتأثيراتها. وتواجه أوروبا مطبات عدة هذه الآونة على غرار باقي قارات العالم لعلّ أهمها أزمة الهجرة التي تؤرق القارة الأوروبية عامة وتؤثّر بشكل كبير على سياسات واقتصاديات هذه الدول .
وقد عجزت أوروبا خلال السنوات المنقضية عن إرساء آلية ناجعة ومشتركة لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وعلى عكس ذلك فاقمت هذه الظاهرة الخلافات بين الدول الأوروبية. وتٌحمّل دول الإتحاد الأوروبي بعضها البعض مسؤولية تزايد موجات الهجرة غير الشرعية ممازاد من حدة الخلاف بين دول أوروبا . وكان الخلاف الفرنسي البريطاني الذي ظهر مؤخرا إثر غرق 27 مهاجرا أثناء محاولتهم عبور بحر المانش من فرنسا باتجاه بريطانيا قد خلف صداما كبيرا بين البلدين لتقرر باريس عقب ذلك إلغاء مشاركة وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل في اجتماع مقرر يوم غد الأحد حول ملف المهاجرين.
وقد جاء قرار باريس بعد رسالة وجهها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يطلب فيها من الفرنسيين استعادة المهاجرين الذين وصلوا بطريقة غير قانونية إلى المملكة المتحدة بعد أن توفي 27 منهم في غرق زورقهم عندما كانوا يحاولون عبور «المانش».وقال وزير النقل البريطاني غرانت شابس عبر هيئة «بي بي سي» إنه «لا يمكن لأي دولة أنّ تعالج المسألة بمفردها. وتأمل في أنّ يعيد الفرنسيون النظر بقرارهم». وأضاف «هذا يصب في مصلحتهم وفي مصلحتنا وبالتأكيد في مصلحة الناس الذين يتعرضون للاتجار عن طريق تهريبهم إلى المملكة المتحدة مع مشاهد مأسوية نراها وموت أفراد». وطالما مثل نهر المانش نقطة العبور بين البلدين وكان نقطة توتر دائمة وسط اتهامات متبادلة من الطرفين بالتقصير تجاه أزمة الهجرة غير الشرعية وعدم بذل الجهد الكافي في مواجهتها .
موقف فرنسا وصدام مع بريطانيا
من جانبها أعربت فرنسا عن غضبها الشديد إزاء تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التي دعا فيها باريس إلى إعادة المهاجرين الذين نجحوا في عبور القنال الإنجليزي.واتهم متحدث باسم الحكومة الفرنسية رئيس وزراء بريطانيا بالإدلاء «بخطاب مزدوج»، وذلك في أعقاب وفاة 27 شخصا في حادث غرق قارب مهاجرين وقع في القنال الإنقليزي.
وتسبب هذا الحادث في اندلاع خلاف دبلوماسي على نطاق واسع بين لندن وباريس.ويرى مراقبون أن هذا التصعيد بين البلدين قد أظهر في الواقع حدة الأزمة التي تعصف بدول أوروبا على علاقة بأزمة الهجرة غير الشرعيّة سواء الأزمة المندلعة في بلاروسيا ودول أوربا أو التي ظهرت أمس للواجهة بين باريس وانقلترا. ومن المقرر أن تحتضن باريس يوم غد الأحد اجتماعا أوروبيا دعي إليه الوزراء المكلفون بشؤون الهجرة في كل من ألمانيا هولندا وبلجيكا فضلا عن المفوضية الأوروبية لبحث آلية ناجعة لمواجهة المعضلة الراهنة للهجرة غير الشرعية .
أزمة بلاروسيا
على صعيد متصل عادت للواجهة مجددا أزمة المهاجرين في الإتحاد الأوروبي من خلال الأزمة الأخيرة بين كل من بلاروسيا وبولونيا بسبب المهاجرين العالقين على حدود البلدين ويبلغ عددهم 4000 وسط غضب دولي وردود افعال منتقدة للظروف غير الإنسانية المهينة التي يعيشها المهاجرون وجلهم من العرب.
وأعلنت الأمم المتحدة، عن قلقها بشأن أوضاع اللاجئين وسوء معاملتهم وعلى المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولونيا وبشأن الأوضاع هناك، وبشأن المعاملة التي يتلقاها اللاجئون والمهاجرون العالقون هناك .
وقد دفع ارتفاع أعداد المهاجرين مؤخرا الاتحاد الأوروبي الى اتهام رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو بتنسيق وصول موجة المهاجرين إلى الجانب الشرقي من التكتل وذلك ردًا على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده بعد «القمع الوحشي» الذي مارسه نظامه بحق المعارضة. وقد لجأت السلطات البولونية الى استخدام خراطيم المياه ضد اللاجئين الراغبين في العبور إلى داخل حدود بلاده .
عشية قمة أوربية حول ملف المهاجرين: أزمة بين فرنسا وبريطانيا وعجز أوروبي عن وضع آلية مشتركة لمجابهة المعضلة
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:07 27/11/2021
- 606 عدد المشاهدات
تقف أوروبا هذه الفترة على حافة أزمة هجرة غير مسبوقة ورغم أن هذه الظاهر بدأت منذ سنوات إلاّ أن حدتها اشتدت خلال الأيام المنقضية ،