وسفير واشنطن لدى ليبيا ويأتي ذلك مع قرب نشر الدفعة الأولى من فريق المراقبين الدوليين بخطوط التماس بين طرفي الصراع ومع تصويت مجلس النواب الأمريكي على قانون دعم الاستقرار في ليبيا وإرساله إلى الرئيس جون بايدن للتوقيع عليه بعد عرضه على مجلس الشيوخ.
في غضون ذلك كانت لمستشار الأمن القومي الأمريكي سوليفان زيارة للعاصمة المصرية أجرى فيها مشاورات مع المسؤولين المصريين في مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تمّ التشديد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المعلن دون تأجيل وضرورة إعلان خارطة طريق تتعلق بسحب المقاتلين الأجانب بصفة متزامنة.
ويرى مراقبون بأن حضور الولايات المتحدة السياسي والأمني اللافت بمثابة رسائل للداخل والخارج، للداخل حتى لا يفكر أي طرف مهما كان بعرقلة الانتخابات إذ يمكن أن يجري التعامل مع الطرف المعرقل في إطار دعم الاستقرار في ليبيا وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات العلاقة ، وللخارج بأن يعلم كل من يعمل على الاستمرار في التدخل في ليبيا أو التمسك بتواجد مقاتلين موالين له أنّ واشنطن مصممة على سحب المرتزقة والقوات الأجنبية.
كذلك للأطراف الخارجية المعنية بالرسائل الأمريكية روسيا وتركيا، الأولى خرج وزير خارجيتها وسط الأسبوع الفارط سيرغي لافروف ليؤكد على استعداد موسو لسحب «فاغنر» بصورة متزامنة مع باقي المرتزقة ، أما تركيا فرغم أنها مازالت ترى أن وجودها شرعي عملا وتنفيذا لمذكرة التفاهم التركية مع حكومة الوفاق فإنها في النهاية سوف تستجيب لإرادة المجتمع الدولي وتسحب مرتزقتها وبعضا من قواتها.
مفاوضات في المغرب
إلى ذلك انطلقت أمس الجمعة مفاوضات لجنة 26 المشتركة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وذلك في المملكة المغربية من أجل إزالة الخلافات والانقسام بعد إصدار مجلس النواب منفردا لقانون الانتخابات وتصويته بعد ذلك على سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية، علما وأن رئيس الحكومة عبد الحميد ادبيبة كسب موقعة سحب الثقة حيث جدد المجتمع الدولي اعترافه بحكومة الوحدة الوطنية.
وفي إطار الحراك الدبلوماسي حلت وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش بالعاصمة السعودية الرياض وفيها بحثت مع وزير الخارجية السعودي آخر تطورات الملف الليبي ومدى تقدم تنفيذ محطات خارطة الطريق، وأكدت المنقوش على التزام الحكومة الليبية الأخلاقي والقانوني أمام الشعب الليبي في الإيفاء بتعهدها بانجاز الاستحقاق الانتخابي في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر المقبل وحرصها على توفير كل متطلبات النجاح للانتخابات.
من جانبه جدد الوزير السعودي حرص الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دعم ومساعدة الليبيين ودعمهم على إعادة الاستقرار والأمن وضرورة سحب المرتزقة والحفاظ على وحدة ليبيا .