في البيت الأبيض و سفير واشنطن ومبعوثها الخاص لدى ليبيا ريتشارد نورلاند ذكر المكتب الإعلامي برئاسة الحكومة أن اللقاء استعرض تطورات الملف الليبي وتقييم مدى تقدم تنفيذ مسارات الحل في المسارين السياسي والدستوري والمسار الأمني سيما موضوع إجراء الانتخابات في موعدها المحدد..
وقد نقل المكتب الإعلامي تأكيد رئيس الحكومة الدبيبة للوفد الأمريكي على بذل حكومته كافة الجهد من أجل تذليل كل العراقيل من توفير ميزانية للمفوضية العليا للانتخابات وضمان امن العملية الانتخابية وغير ذلك وفي ما يتعلق بملف المصالحة الوطنية الشاملة كشف الدبيبة للوفد الأمريكي أن الجهات المختصة في مكتب النائب العام ووزارة العدل أفرجت عن معتلقين من النظام السابق خدمة لمسار المصالحة الوطنية الشاملة.
من جانبه أكد جوي هود مساعد وزير الخارجية الأمريكية المكلف بمنطقة الشرق الأوسط على دعم بلاده للشعب الليبي في تجاوز هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه كما أكد على مرافقتها له خلال مرحلة إعادة بناء دولة ديمقراطية تستجيب لتطلعات الشعب.
السيسي يستقبل حفتر وصالح
في سياق الحراك الدولي وتزايد نسق المشاورات مع اقتراب موعد الانتخابات التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة مع كل من القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، وحسب الرئاسة المصرية جرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأزمة الليبية سياسيا وامنيا حيث أكد السيسي على استمرار مصر في الدفع من اجل استكمال تنفيذ مراحل خارطة الطريق مشددا على ضرورة انجاز الاستحقاق الانتخابي قبل نهاية العام الحالي 2021 وضرورة توحيد المؤسسات من جيش وأمن ..ولفت السيسي إلى أن بلاده تتواصل مع كل الأطراف الفاعلة المحلية وهي حريصة على توحيد كلمة الليبيين وأردف السيسي نجدد الطلب للمجتمع الدولي من أجل إخراج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا ووقف كل أشكال التدخل الخارجي..من جهة أخرى وفي تصريح صحفي كشف حفتر وصالح عن تطابق وجهات النظر بينهما وبين الرئيس المصري.
عرقلة التصويت
من جهة أخرى أفادت مصادر دبلوماسية أنّ روسيا هدّدت باستخدام حقّ النقض في مجلس الأمن الدولي لمنع التصويت على مشروع قرار يجدّد لعام واحد ولاية البعثة السياسية للأمم المتّحدة في ليبيا.
وأوضحت المصادر أنّ اعتراض روسيا لم يكن على التجديد للبعثة بعينه بل على اللّغة التي استخدمها مشروع القرار الذي أعدّته بريطانيا للمطالبة بانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا وتحديد دور المبعوث الأممي إلى هذا البلد.وانتهت ولاية بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا مساء أمس الأربعاء، ويعتزم مجلس الأمن الدولي أن يصوّت صباح اليوم نفسه على «تمديد فنّي» بسيط لغاية نهاية الشهر على أمل أن «تُحلّ المشاكل» بحلول ذلك الوقت، بحسب ما قال دبلوماسي طالباً عدم الكشف عن هويته.
وردّاً على سؤال بشأن هذه المعلومات، رفضت البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة الإدلاء بأيّ تعليق، مكتفية بالقول إنّ المفاوضات لا تزال جارية.وخلال آخر جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا، أصرّت روسيا على أنّ أيّ انسحاب للقوات الأجنبية من هذا البلد يجب أن يتمّ بطريقة متوازنة حتى لا يتسبّب في خلل في توازن القوى الراهن.
تدعم موسكو عسكريا المشير خليفة حفتر ، في حين أرسلت أنقرة قوات عسكرية لدعم الحكومة المناوئة له ومقرّها في طرابلس.وفي تقرير صدر أخيراً، أوصت الأمم المتحدة بإنهاء العمل بالإدارة المزدوجة لبعثتها إلى ليبيا التي وقع العمل بها منذ مطلع 2021. وهذه الإدارة المزدوجة هي التي جعلت الولايات المتّحدة وبقية أعضاء مجلس الأمن الـ14 يعملان على إقرارها، رغم أنّهما كانا ضدّها، تقوم على وجود مبعوث في جنيف (هو اليوم السلوفاكي يان كوبيتش) ومنسّق مقرّه في العاصمة الليبية طرابلس (هو اليوم رايسيدون زينينغا أصيل زيمبابوي).
وأوصت الأمم المتّحدة بأن يكون هناك مبعوث أممي واحد مقرّه في طرابلس، تماماً كما كانت الحال في الماضي. وتحاول ليبيا الخروج من عقد من العنف المتواصل منذ سقوط نظام معمر القذافي ومقتله في 2011، وذلك بعد ان تمّ التوصل في صيف 2020 الى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة مهمّتها قيادة البلاد إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية المفترض أن تجري في 24 ديسمبر.لكنّ الانقسامات في البلد الغني بالنفط ما لبثت أن عادت إلى الظهور، الأمر الذي يجعل حصول الانتخابات في موعدها أمراً مستبعداً.