من شانه المساهمة في إنجاح المصالحة الوطنية الشاملة، وكان مكتب النائب العام قد أفرج عن الساعدي القذافي وعن سكرتير القذافي فيما كشفت مصادر صحفية من العاصمة طرابلس عن قرب الإفراج عن مدير مخابرات معمر القذافي عبد الله السنوسي ومواصلة الإفراج عن باقي رموز نظام القذافي المحتجزين منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.
وكان رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قد أعلن عن انطلاق مبادرة ومشروع المصالحة الوطنية الشاملة.. جاء ذلك في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ووفق البيان، هنأ المنفي أبناء الشعب الليبي، بهذه المناسبة، «مثمناً كافة الجهود التي بذلت في سبيل تحقيق ما تم التوصل إليه اليوم من مصالحة، في إشارة إلى الإفراج عن السجناء الموقوفين على ذمة قضايا مختلفة، والذين صدرت بحقهم أحكام قضائية».وأكد رئيس المجلس الرئاسي، أن «القرارات التي اتخذت ما كان لها أن تتخذ، لولا الرغبة الحقيقية والجادة، لدى الشعب الليبي من أجل طي صفحات الماضي المؤلمة، وتجاوز الخلافات، ونبذ الفرقة، وإيقاف نزيف الدماء، ووضع حد لمعاناته».
وبارك المنفي للأمة الليبية، انطلاق أولى خطوات المُصالحة الوطنية التي تُمثل الرغبة الحقيقة لدى الجميع لطي الماضي وتجاوز الخلافات، داعياً الليبيين للالتفاف حول الوطن وبناء دولة القانون.ولم يقدم البيان مزيدا من التفاصيل عن مشروع المصالحة ومراحله وآليات تنفيذه.
في وقت سابق ، أعلن المجلس الرئاسي الليبي، أن الإفراجات التي طالت سجناء سياسيين في ليبيا مؤخرا، تأتي في إطار المصالحة الوطنية.
وقد أفرجت السلطات الليبية، عن الساعدي القذافي (48 عاما)، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، تنفيذا لحكم قضائي ببراءته من تهم نُسبت إليه، كذلك مدير مكتب المعلومات أحمد رمضان، بحسب مصدرين حكوميين.
في ذات السياق أعلن المتحدث باسم القذاذفة عن تحول وفد من أعيان القذاذفة إلى مدينة مصراتة حيث جرى استقبالهم بكل حفاوة على حد وصفه.. وأشار المتحدث إلى وجود رغبة لدى القبائل في طي صفحة الماضي والاجتماع على كلمة واحدة...فيما طالبت عدة أصوات في الغرب الليبي مطالبة أهالي مصراتة بالاعتذار من الشعب الليبي وبينهم اهالي تاورغاء.
تحالفات وتحفظات الداخل...
من جهتها جددت اليونان تمسكها بإجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده أي في الرابع والعشرين المقبل ،وسبق للولايات المتحدة على لسان ممثلها الخاص لدى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند أن أكد على ضرورة التقيد بذلك الموعد كذلك دول الجوار على هامش اجتماعها الأخير بالجزائر ..هذا التصميم الدولي فرض على الأطراف السياسية المحلية البحث عن تحالفات جديدة أو قديمة جديدة وخاصة جماعة الإخوان التي تراجعت شعبيتها سواء بسبب التحولات السياسية في دول الجوار أو بسبب فشلها في حلحلة أزمات المواطن الليبي.
ومع التصميم الدولي على إجراء الانتخابات في موعدها وجدت الجماعة نفسها مجبرة على التحالف مع أنصار القذافي ربما لشراكة معينة في الحكم، من هنا جاء الإفراج عن رموز القذافي وسفر الساعدي بعد إطلاق سراحه مباشرة إلى تركيا ثم إلى مصر.. اللجوء إلى ورقة الساعدي وقد يكون بسبب رفض سيف الإسلام التحالف أو التفاوض مع الإخوان.
المستجدات الجديدة هي وجود تخوف لدى القيادة العامة للجيش من قرب إطلاق مدير المخابرات وتنسيقه مع الساعدي وهذا ما تعتبره قيادة الجيش خطرا عليها ضمن المشهد القادم. إلى حد اللحظة نرى موسكو لم تصدر موقفا وهي الداعمة لسيف الإسلام وبصدد إقناع حفتر بالتفاهم مع سيف ليكون المرشح الأبرز للرئاسية القادمة. ويجمع المراقبون على أنّ المصالحة الوطنية الشاملة وحدها هي الكفيلة بتحديد ملامح التحالفات ما قبل الانتخابات ..
لكن المؤكد والثابت أنّ أنصار القذافي أمام فرصة جديدة للعودة للسلطة مهما كان شكل التحالفات لسبب بسيط وهو حنين الشعب الليبي لحقبة حكم الراحل القذافي وللفشل الذريع لجميع الحكومات المتعاقبة على ليبيا.