وسبل التسريع بتنفيذ خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي وتوحيد مؤسسات الدولة ..وينتظر عقد لقاء قمة برعاية مغربية يجمع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مع عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي المحسوب على تيار الإسلام السياسي في محاولة لإزالة الخلاف حول قانون الانتخابات ومقترح القاعدة الدستورية للانتخابات.
في غضون ذلك تتواصل ردود الأفعال المستنكرة للتصعيد بين كتائب مسلحة تابعة لداخلية الحكومة الانتقالية، حيث اصدر القائد الأعلى للجيش في المجلس الرئاسي تعليمات بعودة كل المسلحين إلى معسكراتهم وطالب بملاحقة أمراء الكتائب المتورطين في الأحداث التي شهدتها بعض الأحياء في طرابلس.
من جهته دعا سفير الولايات المتحدة الأمريكية ريتشارد نورلاند في بيان نشرته سفارة الولايات المتحدة إلى وقف فوري لهذه المواجهات المسلحة وطالب نورلاند الفرقاء الليبيين السياسيين والعسكريين بالتوصل لحل وسط يسمح بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد أي بحلول الرابع والعشرين من شهر ديسمبر 2021. ليبقى السؤال، عن شكل وعن نوع وعن مضمون ذلك الحل الوسط الذي يطالب به نورلاند؟ فاذا كان يقصد أن يقدم هذا الطرف أو ذاك تنازلات فهذا يبدو أمرا صعب التحقيق ، إذ أثبتت الأيام وجولات الحوار السابقة تمسك كل طرف بشروطه مما أدخل أزمة ليبيا في نفق مظلم.
تصعيد عسكري
هذا وأدانت منظمة حقوق الإنسان العربية في بيان لها بشدة اشتباكات جنوب طرابلس بين اللواء 144 ومجموعات مسلحة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية الأخرى وطالبت المنظمة بوقف نهائي لمثل هذه الاشتباكات لما فيها من تهديد وترهيب للمدنيين وهو ما يتنافى مع اتفاقية جنيف الرابعة..المنظمة أكدت أنّ المسؤوليين عن هذه المواجهات بحكم القانون واتفاقية جنيف الرابعة مجرمو حرب وتجب مقاضاتهم أمام المحاكم الدولية.
بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا من جانبها نددت باشتباكات ضاحية صلاح الدين واستنكرت بقوة تواصل إطلاق النار العشوائي لما يمثله من تهديد لسلامة المدنيين العزل. وطالبت الجهات المعنية بفرض احترام القانون وضمان سلامة المدنيين في كافة جهات البلاد.
ومنذ توقيع وقف إطلاق النار بين طرفي الصراع في الثالث والعشرين من أكتوبر 2021 ،لم تتوقف المواجهات بين الكتائب المسلحة المسيطرة على طرابلس في إطار التنافس على النفوذ داخل العاصمليس آمنا أو مستقر حيث تشهد عاصمة الشرق بنغازي من وقت إلى آخر إطلاق نار.
المحصلة أنّ المشهد الأمني في عموم ليبيا يبقى هشا للغاية بسبب ضعف الحكومة الانتقالية والتعثر الذي يعانيه مسار توحيد المؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية.سياسيا حل أمس رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بالمغرب بدعوة رسمية من الخارجية المغربية ولدى اجتماعه مع الناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي. وأكد عقيلة صالح أنّ البرلمان قام بما يلزم للانتخابات من قانون انتخابات وإطار قانوني لانجاز كذا الاستحقاق ضروري واستدرك صالح بالقول أنّ الأهم هو انتخاب رئيس للدولة عسى أن يوحد ليبيا ومؤسساتها.
وأثار عزم نجل القذافي سيف الإسلام مؤخرا على الترشح للرئاسية الكثير من الجدل بين موافق ورافض للخطوة ويظل الإشكال الوحيد بالنسبة لسيف الإسلام موقف المجتمع الدولي والجنائية الدولية والولايات المتحدة التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب والتحريض على الاقتتال خلال اندلاع ثورة السابع عشر من فيفري 2011 والتي أطاحت بنظام والده معمر القذافي.