جيليا اباراك رئيسة فريق خبراء الأمم المتحدة المستقلين أشارت إلى انه وبعد مضي تسعة أشهر على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي يطالب بسحب المرتزقة يواصل هؤلاء المرتزقة العمل في ليبيا، جيليا اباراك لفتت إلى أن المرتزقة مدربين ومسلحين جيدا يمثلون تهديدا على امن واستقرار دول المنطقة ، داعية إلى وقف فوري لتسليحهم وسحبهم كشرط مسبق لإجراء الانتخابات .
ووفق تقارير دولية وإحاطة الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا يان كوبيش أمام مجلس الأمن الدولي، فان مالا يقل عن عشرين ألف مقاتل أجنبي متواجدون في ليبيا وينحدرون من جنسيات سورية تشادية سودانية روسية وجنسيات أخرى.
ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في الثالث والعشرين من أكتوبر 2020 من طرف اللجنة العسكرية المشتركة تعالت الأصوات من داخل وخارج ليبيا بالمطالبة بسحب المرتزقة لكن دون جدوى...
كما اشترطت القيادة العامة للجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر أن تسبق عملية سحب القوات الأجنبية والمرتزقة موعد الانتخابات، والحال أن مناطق نفوذ حفتر أي اقليم برقة بالكامل ومنطقة الجفرة وسرت يوجد بها المرتزقة الروس من خلال الشركة الامنية « فاغنر «. في حين تشترط قيادات الغرب الليبي العسكرية وحتى بعض السياسيين من تيار الإسلام السياسي أن تكون عملية سحب المرتزقة بصفة موازية من طرفي الصراع.تركيا الدولة التي تحتفظ بنصيب الأسد من إجمالي المرتزقة والخبراء العسكريين ترى أنها غير معنية بطلب سحب المرتزقة والقوات الأجنبية لوجود اتفاقية أمنية بين سلطات طرابلس الشرعية والمتمثلة في حكومة الوفاق المنتهية العهدة وان استمرار تواجد قواتها والمرتزقة السوريين هو لإيجاد توازن عسكري ولمنع حفتر من تكرار هجومه على طرابلس.
ويرى مراقبون لمسار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بان موضوع سحب المرتزقة من ليبيا معقد وشائك ومشابه للحال الذي تم حلّه بالتفاوض بين تركيا وروسيا ونعني مناطق شمال سوريا.وكان الرئيس فلاديمير بوتين ناقش ملف سحب المرتزقة من ليبيا مع نظيره التركي اردوغان في أكثر من لقاء قمة.كما سبق لأنقرة أن وافقت على الشروع في سحب المرتزقة ، لكن العملية كانت شبه صورية، حيث قامت بترحيل عدد قليل وصغير من المرتزقة لكنها بعد أيام استقدمت حوالي 70 مقاتلا جديدا . ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات تعالت الأصوات مجددا بسحب المرتزقة كضمان وشرط لانجاز الاستحقاق الانتخابي.
ليبقى السؤال المعلق، هل ستجري الانتخابات دون مرتزقة وقوات أجنبية في ليبيا؟ وهل بإمكان المجتمع الدولي وبالذات القوى العظمى الضغط على حفتر حتى لا يهاجم طرابلس بدعوى تحريرها من المرتزقة والمليشيات، سيما وانه كان هدد بذلك في جميع خطاباته للشعب الليبي مؤكدا أن الأصابع على الزناد.
ملف خفر السواحل الليبي
في الأثناء التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بقصر ولي العهد في العاصمة طرابلس وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو بحسب وكالة الأنباء الرسمية الايطالية « اكي» تناول اللقاء بحث تطوير أداء خفر السواحل الليبي في مواجهة قوارب الهجرة غير الشرعية في اتجاه السواحل الايطالية.
وفي وقت لاحق استقبل رئيس الحكومة الانتقالية عبد الحميد الدبيبة بمقر رئاسة مجلس الوزراء وزير الخارجية الايطالي بحضور وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الانتقالية د نجلاء المنقوش ، المكتب الإعلامي برئاسة الحكومة أفاد بعقد جلسة عمل لمتابعة تنفيذ خارطة الطريق بشقيها السياسي والأمني، حيث جدد دي مايو دعم الحكومة الايطالية لليبيين لإرساء الأمن والاستقرار وتنفيذ كامل بنود التسوية السلمية تحت إشراف الأمم المتحدة.
في سياق آخر أعلن عماد السائح رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أمس الاثنين خلال ندوة صحفية بمقر المفوضية عن تمديد فترة تسجيل للناخبين بأسبوعين تلبية لرغبة الرأي العام المحلي والدولي ،وبهدف إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن لليبيين للتسجيل بسجل الناخبين، لتنتهي عملية التسجيل للناخبين بالداخل بعد هذا التمديد يوم 17 من أوت الجاري، في حين تنطلق عمليات التسجيل للناخبين بالخارج اليوم الثلاثاء.
ذكر المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب عبد الله بليحق في تصريح لإحدى الفضائيات المحلية بان مجلس النواب ،اكتفى في جلسته الرسمية أمس الاثنين بمناقشة قانون انتخاب رئيس الدولة بصورة مباشرة من الناخبين في حين جرى تأجيل مناقشة بند الميزانية العامة للعام الحالي 2021 بطلب من حكومة الدبيبة لإجراء بعض التعديلات على مشروع الميزانية من طرف الحكومة.
الدبيبة يعلن عن وصول مليوني جرعة من اللقاح
في الأثناء أعلن رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، أمس الإثنين، وصول مليوني جرعة من لقاح «سينوفارم» الصيني المضاد لفيروس كورونا.جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الدبيبة مع وزير الصحة الليبي علي الزناتي، في مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس، عقب وصول اللقاح، وفق ما بثته «منصة حكومتنا».وقال الدبيبة: «اليوم تصل أكبر كمية وهي 2 مليون جرعة من لقاح كورونا».وأضاف: «في الدفعات القادمة سيكون لدينا 500 ألف جرعة ومليون آخر في الأسابيع القادمة».
ودعا الدبيبة الليبيين للتوجه إلى مراكز التطعيم وتلقي اللقاح.وشهدت ليبيا الأيام الماضية ارتفاعا في معدل الإصابات وصل إلى 68 بالمائة قبل أن يتراجع إلى 24 بالمائة عقب إجراءات اتخذتها الحكومة للحد من انتشار كورونا، وفق الزناتي.تجاوز عدد مصابي كورونا في ليبيا، 256 ألفا و328، توفي منهم 3 آلاف و579، وتعافى 193 ألفا و144، وفق المركز الوطني لمكافحة الأمراض.