الكاتب والمحلل السياسي العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب»: نحن إزاء عملية عسكرية أمريكية مفتوحة في الزمن والنطاق ضد الفصائل المدعومة من إيران في العراق

قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي نصيف الخصاف في حوار لـ«المغرب» أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الهجمات الأمريكية التي ستستهدف فصائل مسلحة في العراق مدعومة من إيران، خاصة وأن وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت عن تلقيها أمرا مباشرا من الرئيس الأمريكي بايدن بالاستمرار في ذلك. وأضاف أن الحكومة العراقية تتعامل مع هذه الحرب بالوكالة على أراضيها بطريقة تعكس عجزها عن القيام بأي فعل تجاه طرفي الصراع.
• لو تقدمون لنا قراءة في الغارات الامريكية الأخيرة في العراق وسوريا ؟
الغارات الأمريكية جاءت ردا على استهداف قنصليتها ومصالحها في أربيل قبل أيام بطائرات مسيرة وكانت هذه العملية ثالث عملية بطائرات مسيرة تستهدف مصالحها من مناطق مجاورة للإقليم فمن الطبيعي ان نتوقع رد فعل أمريكي على تلك العمليات .ومن المتوقع أيضا أن تستهدف الغارات مواقع الفصائل المسلحة المشتبه بعلاقتها بتلك الهجمات، فقد استهدفت الغارات الأمريكية موقع واحدا في العراق وموقعين في سوريا قرب الحدود جميعها تابعة لفصائل مسلحة مدعومة من إيران مثل حزب الله وكتائب سيد الشهداء لكن المؤسف في الموضوع ان الهجمات على المصالح الأمريكية في أربيل والردود عليها بغارات حرب بالوكالة تجري على أرض العراق والخاسر الأكبر فيها هو العراق ودماء أبنائه.
ومادام هناك من يقبل استخدامه من قبل جهات غير عراقية لأجل مصالح غير العراق كذلك من يعمل ضد مصلحة العراق واستقراره، سنرى المزيد من تلك الهجمات والهجمات المضادة في المستقبل القريب خاصة وأن وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت انها قد تلقت أمرا مباشرا من الرئيس الأمريكي بايدن بالاستمرار باستهداف المعسكرات التابعة لتلك الفصائل وقد لا يتعلق هذا الأمر باستمرار الغارات الحالية تحديدا ولكنه يعني اننا إزاء عملية عسكرية أمريكية مفتوحة ضد هذه الفصائل في الزمن والنطاق.
• كيف ستؤثر هذه الهجمات على مسار تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن ؟
لا أعتقد أن هذه العمليات ستنعكس سلبا أو ايجابا على مفاوضات الملف النووي الإيراني لأن هذا الموضوع هو قرار يتعلق باستراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة في التعاطي مع هذا الملف. اما هذه الهجمات فلا تعدو كونها «مصادر ازعاج» ويتم التعامل معها بطريقة تصب في صالح الولايات المتحدة وتعكس تفوقها في القدرة والرد على اي تهديد لمصالحها في المنطقة.
• أين يقف العراق في خضم تزايد التوتر بين أمريكا وإيران ؟
تتعامل الحكومة العراقية مع الموقف بطريقة تعكس عجزها عن القيام بأي فعل تجاه طرفي الصراع، فهي ليست قادرة على وقف الهجمات على البعثات والمواقع الدبلوماسية الأمريكية في العراق من قبل فصائل مسلحة لا تنصاع لارادة الحكومة بل تنصاع لاطراف خارجية تجلس وتتفاوض وتسعى لانهاء حالة العداء بينها وبين الولايات المتحدة، ولا هي قادرة على منع الولايات المتحدة من الرد على الهجمات التي تستهدف مصالحها في العراق.
الحكومة العراقية تكاد تكون مسلوبة الإرادة وتقف موقف المتفرج في التعاطي مع هذا الموقف المحرج للحكومة والقوات الأمنية العراقية وهو موقف سببته الفصائل المسلحة غير الخاضعة لارادة وسيطرة الحكومة العراقية.
• كيف ترون نتائج القمة العراقية المصرية الاردنية وهل تسير نحو تقارب اقليمي؟
القمة الثلاثية التي عقدت في بغداد الأحد بين رئيس الوزراء العراقي وكل من ملك الأردن ورئيس جمهورية مصر تندرج ضمن مساعي إعادة العراق لمحيطه العربي بعد أن استطاع رئيس الحكومة العراقية الكاظمي التحرر من البعد الطائفي في علاقات العراق مع الدول العربية الأمر الذي لم يكن ممكنا بسبب خلفية رؤساء الحكومات العراقية بعد 2005 الفكرية- الاسلاموية الطائفية التي جرت على العراق كل المآسي والحروب والدمار.
وهذا امر يحسب للكاظمي وللظروف الدولية والاقليمية التي ساعدت في تبلور هذا التوجه.ولابد ان تنعكس هذه القمة ايجابا على مجمل الوضع السياسي والأمني في المنطقة وعلى مستقبل علاقات العراق مع محيطه العربي.