تطورا غير متوقع في سياق الحضور الأمريكي وسياسة واشنطن إزاء الملف السوري.ويرى مراقبون أن هذه الهجمات -للمرة الثانية منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكم خلفا للرئيس السابق دونالد ترامب- تأتي ردا على هجمات بطائرات مسيرة اتهمت ادارة البيت الأبيض تلك الفصائل بشنها واستهداف أمريكيين ومنشآت أمريكية في العراق.
وقال الجيش الأمريكي في بيان «إنه استهدف مرافق تشغيل وتخزين أسلحة في موقعين في سوريا وموقع في العراق». وذكرت فصائل عراقية متحالفة مع إيران منها الحشد الشعبي في بيان أن 5 أعضاء في كتائب سيد الشهداء قتلوا في الهجوم على الحدود السورية العراقية، وتعهدت بالثأر والرد. وجاءت هذه الهجمات بناء على توجيهات من الرئيس جو بايدن لتصبح ثاني مرة يأمر فيها بشن هجمات انتقامية ضد فصائل مسلحة مدعومة من إيران منذ توليه للسلطة قبل خمسة أشهر.
وكانت آخر مرة أمر فيها بايدن بشن هجمات محدودة في سوريا في فيفري المنقضي ، وكانت في ذلك الوقت ردا على هجمات صاروخية في العراق.وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان لها «تظهر هجمات هذا المساء أن الرئيس بايدن واضح في أنه سيتحرك لحماية الأمريكيين».
وربط متابعون الهجمات الأمريكية بالعلاقات الصعبة بين واشنطن وطهران وما يمكن أن يحمله التصعيد الأخير من تداعيات سلبية على مساعي تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وإعادة إحياء الإتفاق النووي المثير للجدل. وقال مسؤولان أمريكيان، «إن الفصائل المدعومة من إيران شنت ما لا يقل عن خمس هجمات بطائرات مسيرة على منشآت يستخدمها عسكريون أمريكيون ومن قوات التحالف في العراق منذ أفريل».
وقال البنتاغون إن المنشآت المستهدفة كانت تستخدمها فصائل مسلحة مدعومة من إيران من بينها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء. وقال مسؤول دفاعي إن إحدى المنشآت المستهدفة استخدمت لإطلاق الطائرات المسيرة واستعادتها.
وصرح مسؤولون بأن الجيش الأمريكي شن الهجمات بطائرات إف -15 وإف -16. وقالوا إن الطيارين الذين نفذوا هذه الهجمات عادوا بسلام.
توتر متزايد
وكانت أول عملية شنتها الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن قد حصلت في شهر فيفري من العام الجاري إذ أكد الرئيس الديمقراطي آنذاك أن «إيران لن تفلت من العقاب» وهي تصريحات تزيد من تعقيد الأزمة السورية المتشعبة وكذلك ملف الصراع الإيراني الأمريكي في المنطقة العربية بعد تراجع سمة التفاؤل الحذر من مرحلة مابعد حكم ترامب وفشل التوقعات حول إمكانية تغير سياسة أمريكا في عهد الرئيس الجديد ..
وكثيرا ما كانت سوريا ساحة للصراع بين الجانبين الإيراني والأمريكي وقد زادت الحدة خلال عهدة الرئيس السابق دونالد ترامب ، ورغم حالة التفاؤل التي رافقت تولي خلفه جو بايدن الحكم ،إلا أن حالة الشد والجذب التي تعتمدها الادارة البيضاوية الجديدة تؤكد أن استراتيجية أمريكا في سوريا والمنطقة العربية لن تحمل الكثير من المتغيرات في عهد الرئيس الجديد. أمام المشهد الراهن والهجمات المتزايدة التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية الاجنبية في العراق خاصة منها الأمريكية ، مع العلم أن المتهم الأول أذرع إيران في العراق مما يجعل الهجمات التي تستهدف مواقع تابعة لطهران في سوريا شكل من أشكال الرد الأمريكي .
يشار إلى أن المنطقة الخضراء في العراق. -والتي تضم مقرات السفارات الأجنبية ومقرها العاصمة بغداد-شهدت هجمات مماثلة اتهمت فيها أمريكا طهران أيضا .
وارتفعت حدة التوتر بين الجانبين بعد اغتيال العالم النووي فخري زاده وبعد إغتيال الجنرال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أمريكية قرب مطار بغداد في جانفي من العام الجاري. وتسود المنطقة والعالم على حد سواء مخاوف من حدوث تصعيد عسكري جديد.
وتتزامن الضربات الأمريكية مع اجتماع وزاري موسع للتحالف الدولي للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي والاجتماع الوزاري حول الملف السوري الذي سينعقد اليوم الثلاثاء في مدينة روما الايطالية بمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف لبحث الجهود المشتركة للتصدي لتنظيم داعش. وسيترأس الاجتماع كل من وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو ووزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن.
ضربات جوية أمريكية في العراق وسوريا: هل تنسف جهود إحياء الإتفاق النووي بين واشنطن وطهران؟
- بقلم وفاء العرفاوي
- 11:54 29/06/2021
- 488 عدد المشاهدات
شكل شن الولايات المتحدة يوم أمس الأول الأحد غارات جوية استهدفت فصائل مسلحة مدعومة من إيران في العراق وسوريا ،