التي اندلعت بين شبان فلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مواقع متفرقة من الضفة الغربية على غرار «بيتا» التي تشهد احتجاجات شبه يومية رفضا لإقامة بؤرة استيطانية تدعى «أفيتار». وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية. في هذا السياق أكد المحلل والكاتب الفلسطيني سامر عنبتاوي القيادي في المبادرة الوطنية الفلسطينية لـ«المغرب» ان الخلافات داخل «دولة» الإحتلال ليست لا علاقة لها بالموقف من الفلسطينيين فالسياسة واحدة وإن تعددت السبل. مشيرا الى ان «المبادرة الوطنية الفلسطينية» تعمل بكل جهد ممكن لتحقيق الوحدة والمقاومة الشعبية وتحقيق صمود الشعب الفلسطيني وتوحيد طاقاته نحو الوصول أهدافه .
• أولا كيف تقرؤون التغييرات في المشهد الإسرائيلي عبر تشكيل حكومة جديدة وما تأثير ذلك على الوضع الفلسطيني الداخلي؟
ما جمع أقطاب حكومة الإحتلال الجديدة عاملان أساسيان ، الأول الرغبة في التخلص من (ملك إسرائيل) نتنياهو، والثاني الطمع في المناصب بين رئاسة الوزراء والوزارات، حيث أن تشكيلة الحكومة غير متجانسة بين اليمين واليسار والوسط، وبين الأحزاب بتوجهاتها الدينية والعلمانية، وبدعم من القائمة العربية الموحدة وبأغلبية هشة، مما ينذر بأن هذه الحكومة لن تعمر كثيرا.
والتوافق بين نفتالي بينت ولابيد مصلحي للطرفين، ويعد «بينت» من غلاة العنصريين الداعمين للإستيطان بقوة. وهذا ما صرح به أكثر من مرة و هو رئيس الوزراء لللسنتين الأولتين. لذلك نرى أن سياسة الإحتلال لم تتغير تجاه الشعب الفلسطيني، بل قد تشتد في الشيخ جراح وفي الأقصى وفي باب العامود، أو عمليات الإعتقالات والملاحقات والقتل في الضفة، وزيادة الدعم والمساندة للإستيطان والمستوطنين، والتهديدات المتزايدة والإعلان عن الخطط و(اليد الحديدية) تجاه قطاع غزة. كل ذلك يثبت أن الخلافات داخل دولة الإحتلال لا علاقة لها بالموقف من الفلسطينيين فالسياسة واحدة و إن تعددت السبل، وان لا وجود لفروق في المواقف بين اليسار واليمين. والوجهة العامة للاحتلال هي تركيع الشعب الفلسطيني وإنكار حقوقه وفرض سياسة الأمر الواقع عليه.
• ما تأثيرات ذلك على الواقع الفلسطيني ؟
بالمقابل، وفي فلسطين نرى زيادة القناعة لدى الشعب الفلسطيني بقدراته وإمكاناته خاصة بعد تحقيق انتصارات الصمود والمقاومة في معركتي القدس وغزة، وزيادة تلاحم الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، في الضفة بما فيها القدس وفي داخل حدود 48 و في قطاع غزة في الشتات ، حيث التحم الشعب بكل إمكاناته و حسب ظروفه وقدراته إضافة إلى الإسناد الشعبي العربي و الإسلامي وشعوب العالم غير المسبوق وحالة الرفض العالمي للسياسة الإسرائيلية وزيادة تراجع صورتها أمام العالم.
• اين وصلت المواجهة ضد جرائم الاستيطان الإسرائيلية المتواصلة؟
لازال الشعب الفلسطيني برمته يصارع هذا الإحتلال ومشاريع التهويد و الضم والإستيطان ، بغض النظر عن تغيير الإدارة في الولايات المتحدة أو دولة الإحتلال، فالتعاون بينهما قائم بهدف الإجهاز عل كافة طموحات وحقوق الشعب الفلسطيني، الذي يعي الآن و أكثر من أي وقت مضى أنه لا مكان للمفاوضات على نفس السبل و الشروط القديمة، وأنه ليس أمام الشعب سوى التلاحم والصمود و توحيد الطاقات، رغم أن موضوع إنهاء الإنقسام لا زال يفرض نفسه لسيطرة المصالح و المكاسب للقيادات على حساب الشعب و الوطن.
• اذن ، ماذا بشأن المبادرات للوحدة الفلسطينية ؟
إن تعزيز القدرات الفلسطينية يتمثل في إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة الشاملة على البرنامج الموحد، وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس كفاحية و ديموقراطية، و تجديد الشرعيات عبر إجراء الإنتخابات وعلى كافة الصعد، و بناء البرنامج الوطني الشامل الذي يشمل الكل الفلسطيني. لذلك فانه على القيادة الفلسطينية إنهاء حالة التفرد والهيمنة وإعطاء الشعب الحق في إختيار من يمثله وبشكل ديموقراطي نزيه. ولا زال هذا توجه وعمل المبادرة الوطنية الفلسطينية من خلال برنامجها الذي يحوي كافة هذه القضايا والذي تعمل به المبادرة بكل جهد ممكن لتحقيق الوحدة و المقاومة الشعبية و الدعم العالمي و تحقيق صمود الشعب و توحيد طاقاته نحو الوصول لأهدافه .
الكاتب والمحلل السياسي والقيادي في المبادرة الوطنية الفلسطينية سامر عبتاوي لـ«المغرب»: إن تعزيز القدرات الفلسطينية يتمثل في إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة الشاملة وإعادة بناء منظمة التحرير
- بقلم روعة قاسم
- 10:49 26/06/2021
- 526 عدد المشاهدات
لا تزال معركة الفلسطينيين ضد التهويد والاستيطان متواصلة في أكثر من بلدة فلسطينية ، وكانت آخرها المواجهات الجديدة