وان تحركاته الراهنة جاءت لمحاربة الارهاب بالجنوب الغربي، مستدركا بان هذه التحركات قد تساهم في المزيد من تأزيم المشهد السياسي وتكريس حالة التشرذم بين الليبيين.
وأشار الدرسي إلى أن الاتفاق السياسي المنبثق عن ملتقى الحوار السياسي نص على إنشاء مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية وتوزيع عادل للمناصب والثروة بين أقاليم ليبيا الثلاثة لكن ذلك لم يتم وكان القائد العام للجيش الليبي التابع لرئاسة أركان مجلس النواب قد أطلق يوم الجمعة الفارط عملية عسكرية واسعة لـ«محاربة وملاحقة الجماعات الإرهابية» وفق رؤيته رافقها قرار غلق الحدود البرية مع الجزائر وتنفيذ ضربات جوية استهدفت نقاطا من جبال الهروج حيث يعتقد في اختفاء العناصر الإرهابية ، فيما كثفت كتائب المشاة من عمليات التمشيط للقبض على الإرهابيين. ومن مستجدات العملية العسكرية الراهنة للجيش الليبي الإعلان أمس عن السيطرة على منفذ «اليسين» الحدودي المشترك مع الجزائر.
ويرى مراقبون لتحركات قوات المشير حفتر بعد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار بجنيف في الثالث والعشرين من أكتوبر 2020 ، أن معسكر حفتر الداخلي والخارجي يعمل على التأكيد بان القيادة العامة للجيش وبداهة حفتر يظلان القوة المهيمنة في ليبيا وتأتي هذه العملية الراهنة أياما قليلة قبل انجاز مؤتمر دولي في حجم مؤتمر برلين 2 في نوع من الضغط على الأطراف المشاركة ورد على الدعم العسكري التركي المتزايد لجماعة الإخوان.
ما قبل مؤتمر برلين 2
معسكر الدعم الخارجي لحفتر تمثله مصر والإمارات وروسيا وهذه الدول سوف تشارك في مؤتمر برلين الثاني المزمع انطلاقه غدا الأربعاء وفي الطرف المقابل سنجد تركيا حاضرة في ذات المؤتمر...والجزائر أيضا...ويخشى المراقبون أن تتسبب العملية العسكرية لحفتر جنوب غرب البلاد وغلق الحدود مع الجزائر في عودة التوتر والخلاف بين مصر الداعمة لحفتر والجزائر المعارضة لحفتر والتي أعلنت صراحة عن رفضها قوات حفتر للعاصمة طرابلس.
محليا ولحد الآن تفهمت قبائل المنطقة أهداف العملية العسكرية وتبعا لتصريحات اللواء المسماري فان الأهالي تعاونوا مع الجيش في تعقب الإرهابيين، لكن يخشى من انقلاب الأهالي ضد العملية، سيما وان تفاصيل العملية العسكرية تتضمن منع حركة السيارات رباعية الدفع التي يستعملها الأهالي بدرجة واسعة على علاقة بصعوبة التضاريس وغلق منفذ «اليسين» وهذا كله يعتبر نوعا من التضييق على المواطن.
إلى ذلك ودوما على صلة بتحركات القائد العام للجيش لاحظ نشطاء بالمجتمع المدني من غرب ليبيا بان حفتر ورغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وتنصيب السلطة التنفيذية الجديدة وتسليم الحكومة المؤقتة لمهامها لحكومة الدبيبة وحمل رئيس المجلس الرئاسي لصفة القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلا أنه مازال يتجاهل هذه المتغيرات في مخالفة صريحة للاتفاق السياسي.
النشطاء بالمجتمع المدني أردفوا بأنّ سلوك حفتر وتجاوزه للاتفاق السياسي لم يقابله إجراء صارم من المجلس الرئاسي، حيث اكتفى محمد المنفي بصفته قائد أعلى للجيش بمنع تحرك أي ارتال مسلحة في كامل مناطق البلاد إلا بإذن مسبق من المجلس الرئاسي. رغم أن الجيش الذي يقوده المشير حفتر يتحرك و يسيطر على ثلثي مساحة ليبيا ويسيطر تقريبا على أجواء وسماء البلاد بأكملها.
المرتزقة في ليبيا
في الأثناء أكد رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، يوم أمس الاثنين على وجود توافق مع مصر بشأن ضرورة إحلال السلام في ليبيا وانسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
وشدد ميتسوتاكيس، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، على أهمية تفكيك الميليشيات في ليبيا.من ناحيته، قال السيسي، إن هناك توافقا مع اليونان، على دعم إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المرتقب قبل نهاية العام الجاري.وفي ملف سد النهضة، قال السيسي «أكدنا أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم وضلوع المجتمع الدولي بدور جاد في هذا الملف».وأردف السيسي أنه شدد على ضرورة احترام مبدإ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام المياه الإقليمية للدول.وعلى صعيد آخر، أبدى السيسي تضامنه مع اليونان تجاه أي محاولات لانتهاك سيادتها، فيما قال رئيس الوزراء ميتسوتاكيس، المطلوب أن يكون البحر المتوسط رابطا للتقريب بين الشعوب لا للتفريق بينهما.
ليبيا: التحركات العسكرية للجيش تقود الوضع السياسي إلى التأزم من جديد
- بقلم مصطفى الجريء
- 10:56 22/06/2021
- 656 عدد المشاهدات
أكد عضو مجلس النواب ابراهيم الدرسي في تصريح لـ«سبوتنيك» الروسية أنّ الجيش الليبي اكتسب شرعيته من مجلس النواب