في مدينة جينيف السويسرية ، إذ عبرت روسيا التي تربطها علاقات متوترة مع أمريكا عن أهمية البيان الصادر عن الطرفين والمتعلق بالإستقرار الإستراتيجي . وجاءت القمة بين الزعيمين الروسي والأمريكي في وقت تواجه فيه الدولتان فترة حساسة في مسار علاقاتهما نتيجة تراكمات وملفات خلافية متزايدة .
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف على أهمية البيان المشترك الخاص بالاستقرار الاستراتيجي الذي صدر عن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن خلال اجتماعهما في جنيف .وقال بيسكوف - في تصريحات أوردتها قناة (روسيا اليوم) الإخبارية ، إن هذه الوثيقة المقتضبة تعكس المسؤولية الخاصة التي تتحملها موسكو وواشنطن، وهما أكبر دولتين نوويتين، أمام شعبيهما وأمام العالم أجمع، معربا عن قناعته بضرورة أن تنطلق مفاوضات بشأن الاستقرار الاستراتيجي والرقابة على التسلح بين روسيا والولايات المتحدة في أسرع وقت ممكن.
وأضاف المتحدث أن موسكو حذرت منذ البداية من أي توقعات مرتفعة من لقاء القمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، موضحا: « الآن نستطيع القول، اعتمادا بالدرجة الأولى على تقديرات الرئيس نفسه، إن القمة كانت إيجابية بقدر أكبر».
وعقب اختتام القمة صدر إعلان مشترك حول إطلاق موسكو وواشنطن لـ«حوار ثنائي شامل حول الاستقرار الاستراتيجي»، كما عقد الرئيسان مؤتمرين صحفيين منفردين .
في هذا السياق يرى مراقبون أنّ قمة جينيف كانت بمثابة مُنعطف في مسار العلاقات المتوترة بين البلدين منذ عقود والتي قد تكون بداية للإستقرار وربما توافق بين الطرفين إزاء عدة ملفات حيوية وهامة . ويتوقّع متابعون أنّ تكون الإنفراجة بطيئة وغير قريبة ، إلاّ أن إعلان الكرملين عن عودة سفيره إلى أمريكا يجعل من التوافق قريب المدى في ما يتعلق بملفات معينة لكنه يبقى صعبا تجاه ملفات خلافية أخرى خاصة منها المتعلقة بالسياسة الخارجية للبلدين .
ووفق تقارير إعلامية قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه تم الإعلان عن الخلافات، ولكن ليس بطريقة مبالغ فيها، وأشار إلى أن روسيا لا تريد حربا باردة جديدة.وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدوره إن «بايدن رجل دولة مخضرم» وأنهما «يتحدثان اللغة نفسها».ورأى بايدن أنهما لا يحتاجان إلى قضاء المزيد من الوقت في الحديث، وقال إن هناك الآن احتمالا حقيقيا لتحسين العلاقات مع روسيا.
أهم الملفات المطروحة
وقد اتفق الجانبان، على بدء حوار حول الحد من التسلح النووي. كما قالا إنهما سيعيدان السفراء إلى عاصمتي بعضهما البعض، بعد أن تم سحب المبعوثين بشكل متبادل في مارس ، بعد أن اتهمت الولايات المتحدة روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وألمح بوتين إلى اتفاق محتمل بشأن تبادل السجناء، قائلا إنه يعتقد أنه يمكن التوصل إلى حلول وسط.أما في ما يتعلق بالهجمات الإلكترونية، فقد تجاهل بوتين الاتهامات الموجهة إلى روسيا، قائلا إن معظم الهجمات الإلكترونية في روسيا نشأت من الولايات المتحدة.من جانبه، قال بايدن إنه أخبر بوتين أن البنية التحتية الحيوية، مثل المياه أو الطاقة، يجب أن تكون «محظورة» على القرصنة أو الهجمات الأخرى.واختلف الجانبان حول حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الاحتجاج.
ورفض بوتين مخاوف الولايات المتحدة بشأن نافالني، الذي بدأ مؤخرا إضرابا عن الطعام لمدة 24 يوما.وقال إن «نافالني تجاهل القانون وكان يعلم أنه سيواجه السجن عندما عاد إلى روسيا، بعد أن سعى للعلاج الطبي في ألمانيا». ويقول نافالني إنه تسمم بغاز أعصاب بأمر من بوتين، وهو اتهام ينفيه الأخير.
وأضاف بوتين، أن روسيا لا تريد اضطرابات على أراضيها مماثلة لأعمال الشغب في الكابيتول أو حركة حياة السود مهمة.ورفض بايدن تعليقات بوتين حول حياة السود مهمة، ووصفها بأنها «سخيفة»، وصرّح أن حقوق الإنسان «ستكون دائما مطروحة على الطاولة».
ولدى سؤاله عن سبب رغبة روسيا في التعاون مع الولايات المتحدة، قال بايدن إنها «في موقف صعب للغاية الآن».وقال للصحفيين قبل وقت قصير من مغادرته جنيف «إنهم يتعرضون للضغط من قبل الصين. إنهم يريدون بشدة أن يظلوا قوة كبرى».
بعد قمة بوتين وبايدن: أمريكا وروسيا تطلقان حوارا ثنائيا شاملا حول الاستقرار الاستراتيجي
- بقلم وفاء العرفاوي
- 11:44 18/06/2021
- 517 عدد المشاهدات
أبدى الجانبان الروسي والأمريكي تفاؤلا غير متوقع بعد القمة التي جمعت أول أمس الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن