وسيطرة «إسرائيل» على مساحات واسعة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية وجنوب لبنان ومرتفعات الجولان السورية.
ظلت هذه النكسة وتداعياتها تلقي بثقلها على المنطقة ، فالى الآن لا تزال مرتفعات الجولان محتلة في حين ان الانسحاب من سيناء تمّ بعيد اتفاقية كامب ديفيد بين المصريين والإسرائيليين ، فيما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 وكان ذلك بمثابة نصر تاريخي للمقاومة اللبنانية التي تخوض بين الفينة والأخرى معارك للحفاظ على هذا الانتصار الكبير .
واليوم تمّر الذكرى السنوية فيما يعيش الفلسطينيون على وقع تداعيات معركة «سيف القدس» ، والتي افرزت معادلة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعيد الصمود الفلسطيني الذي تحقق . ومن أهم نتائجها أيضا سقوط نتنياهو الذي أراد ان يجعل من أطفال فلسطين وقودا لمعاركه السياسية والانتخابية ولكن أجسادهم الطرية ودماؤهم الطاهرة التي روت أرض فلسطين ، كانت مؤشرا على قرب نهايته السياسية بحسب عديد المحللين . فقد انتقدت الصحف الاسرائيلية نفسها على الملأ قرار الحرب الخاطئ . ونشرت صحيفة اسرائيلية صور الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا في المعركة الأخيرة في نقطة تحول كبيرة تجاه مسار الحرب ورؤية الداخل الإسرائيلي لها .
والمفارقة ان شيئا لم يتغير منذ عام 1967 وحتى الآن ، فالاحتلال لا يزال يواصل سياساته الاستيطانية ويلتهم المزيد من أراضي الفلسطينيين. وما معركة حي الشيخ جراح الأخيرة الا دلالة على العقل الصهيوني الذي لا يتغير بفعل السنين والقائم على سياسة التهويد والتشريد والسرقة واغتصاب الأرض وتزوير التاريخ .
وبحسب الأرقام الفلسطينية الأخيرة فان إسرائيل اعتقلت ما يقرب من مليون شخص بينهم قرابة 4400 لا زالوا رهن الاعتقال.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان بأن «عدد حالات الاعتقال في صفوف الفلسطينيين منذ الخامس من جوان 1967 بلغ نحو مليون».
وذكرت الهيئة أن من حالات الاعتقال نحو 17 ألف من الفتيات والنساء والأمهات، وما يزيد عن 50 ألف حالة من الأطفال.
وأضافت أن جميع من مرّوا بتجربة الاعتقال، من الفلسطينيين تعرضوا على الأقل «لشكل من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والمعاملة القاسية». وتابعت أن أكثر من 54 ألف قرار اعتقال إداري صدر بحق معتقلين «ما بين قرار جديد وتجديد للاعتقال الإداري».
وتعتقل إسرائيل حاليا نحو 4650 فلسطيني، بينهم 39 سيدة، ونحو 180 قاصرا، حسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، فيما بلغ عدد المعتقلين إداريا نحو 500، بحسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.
كما ان هناك نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.
لكن هذا العام تختلف هذه الذكرى ، فلأول مرة يخرج الفلسطينيون في هبّة شعبية واحدة تجمع فلسطيني الداخل والضفة وغزة وفلسطينيي الشتات ، فما فرقته السياسية تجمعه فلسطين . وقد أبرز العدوان الأخير على غزة وحدة وتلاحما فلسطينيا ومثلت انكسارا للاحتلال الاسرائيلي الذي راهن على التفرقة والتقسيم والانقسام لكن سيناريوهاته كلها سقطت مع الهبّة الفلسطينية المشتركة .
قبل أشهر اعتقد قادة إسرائيل بأنهم أسقطوا القضية الفلسطينية من اهتمامات الشعوب العربية عندما سارعوا الى فرض اتفاقيات التطبيع بدعم امريكي على عديد الأنظمة العربية سواء بالتهديد او بالترغيب . اما العدوان الأخير فاثبت ان القضية لا ولن تسقط من ذاكرة الشعوب العربية التي ستظل تنبض باسم فلسطين وزيتونها وأقصاها وكنائسها ، لأنها قضية حق انساني لا يسقط بالتقادم ولا تهزمه مؤامرات الساسة والدول الاستعمارية . فالأرض هي فوق كل الاتفاقيات ، ومنطق التاريخ والجغرافيا يبقى أقوى من سياسات الاحتلال الصهيونية .
54 عاما على «النكسة» ... ولازالت فلسطين صامدة
- بقلم روعة قاسم
- 10:51 07/06/2021
- 543 عدد المشاهدات
مرت أمس الذكرى السنوية الـ 54 للنكسة او ما يعرف بحرب جوان 1967 ...هذه الحرب التي انتهت بهزيمة الجيوش العربية أمام الاحتلال الصهيوني