خطوة هاما ونصرا دبلوماسيا في مسيرة النضال الفلسطيني، وجاء ذلك بعد صمود أهل غزة في العدوان الصهيوني الوحشي الأخير وبطولة المقدسيين في وجه سياسات الطرد والتهويد الصهيونية . وهذا القرار ليس سوى خطوة في مسار طويل شرعت فيه السلطة الفلسطينية منذ سنوات للتوجه الى الأمم المتحدة وكافة المحافل الدولية من أجل إيصال صوت الحق الفلسطيني وتعرية الجرائم الصهيونية .
وأقر المجلسّ، إنشاء لجنة للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد تصويت 24 دولة لصالح القرار، مقابل 9 دول رفضته و14 دولة امتنعت عن التصويت.
وعبّرت الخارجية الفلسطينية، عن «شكرها لجميع الدول التي دعمت قرار فلسطين، وتلك التي قامت برعايته وتقديمه لتشكيل لجنة دولية مستقلة ومستمرة يعينها رئيس مجلس حقوق الإنسان». واستهجنت مواقف الدول التي لم تدعم القرار، واعتبرتها «أقلية غير أخلاقية وتقف على الجانب الخاطئ من التاريخ، وتكيل بمكيالين، وتنافق وتدعي التزامها بحقوق الإنسان، وتنحاز، بتصويتها هذا، لجرائم إسرائيل، وتشجعها».
يشار الى ان الجلسة جاءت بطلب رسمي قدمته باكستان، منسقة منظمة التعاون الإسلامي في مجلس حقوق الإنسان ودولة فلسطين لمناقشة «الوضع الخطير» لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ولعل أهمية هذه الخطوة تكمن في أنها جاءت بعد الهبّة الشعبية الفلسطينية والوحدة التي تجسدت في الشارع الفلسطيني والتي قدمت أكبر دليل على صمود شعب الجبارين مثلما قال الزعيم الراحل ياسر عرفات .
وكعادتها اعتبرت «إسرائيل» ان هذا القرار «مخجل»، زاعمة أنه «مثال على هوس مجلس حقوق الإنسان السافر بمناهضة إسرائيل».
ولعل أهم دلالات هذا النصر الدبلوماسي أن المجتمع الدولي اليوم بات يدرك حجم الانتهاكات الاسرائيلية التي لا توصف، خاصة ان عصر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قربت معاناة الفلسطينيين للعالم وفضحت الاحتلال ونظام الابارتاييد الذي يمثله .
اليوم بات باستطاعة كل مواطن فلسطيني ان يوثق جرائم الاحتلال مباشرة فور وقوعها وهو اسرع ناقل للأحداث من فلسطين المحتلة دون تزوير اسرائيلي او سياسة تكميم الأفواه التي دأب عليها الصهاينة .
صحيح ان «اسرائيل» وجرائمها باقية ما بقي الاحتلال ولكن صمود الفلسطينيين لا ينتهي وهو متواصل حتى استعادة الحق بكامله واعادة هذا الشعب المنكوب الى أرضه ووطنه وجذوره مهما طالت المعارك .
يدرك كثير من الفلسطينيين اليوم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، خاصة أهمية التكاتف السياسي وضرورة ان تترجم هذه الوحدة الشعبية في موقف فلسطيني موحد يترك الخلافات السياسية جانبا ، ويركّز على مقارعة المحتل بشتى الاشكال العسكرية والسياسية والدبلوماسية ...فالهدف واحد حتى وان اختلفت الأدوات والوسائل والاستراتيجيات.