تطرق المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين في هذا الحوار الخاص لـ«المغرب» من القدس المحتلة الى مستجدات الوضع الفلسطيني خاصة بعد التصعيد الإسرائيلي وجريمة إخلاء منازل فلسطينيين بالقوة من حيّ الشيخ جرّاح . ودعا الى تحرك عربي واسلامي ودولي واسع لوقف ولجم هذا العدوان . وأكد بان الانقسام الفلسطيني نقطة سوداء في مسيرة النضال الشعبي الفلسطيني مشددا على ضرورة الالتقاء على المصلحة العليا للقضية الفلسطينية.وأي إجراء لا تكون القدس جوهره بالانتخابات او غيرها سيكون أمرا مرفوضا بالتأكيد.
• لو تطلعنا اليوم على الوضع في فلسطين خاصة بعد التهجير القسري لسكان حي «الشيخ جراح» بالقدس الشرقية ؟
نستطيع القول ان الانتهاكات الإسرائيلية زادت عن الحد وجعلت الكيل يطفح فهناك ملاحقات واعتقالات لمصلين في الأقصى المبارك في محاولة لإبعادهم عن المسجد الأقصى المبارك واقتحامات لمدينة القدس المقدسة وملاحقات لأبناء الشعب الفلسطيني ومضايقتهم في بيوتهم وفي الشوارع. وما يجري في حي الشيخ جراح عملية تطهير عرقي واقتلاع للفلسطنيين من جذورهم . فما معنى ان تقتلع أكثر من 28 أسرة مقدسية من بيوتها وتهجّر وترحّل في إجراءات أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها تطهير عرقي وتمييز عنصري الى غير ذلك. ولا يوجد شك في ان هذه الإجراءات صعبة ومتوترة منذ بداية الشهر الفضيل هناك دعوات واضحة وصريحة من جمعيات يهودية كثيرة ومنظمات استيطانية تدعو بشكل فاضح وصارم الى القيام باقتحامات جماعية يوم 10 من الشهر الجاري وهو اليوم الذي يسمونه بـ«يوم توحيد القدس». وهي دعوات لاقتحامات على مستوى واسع ودعوات لأكثر من 30 الف مستوطن الى التجمع لاقتحام الأقصى مرة واحدة. هذه الممارسات والانتهاكات غير مسبوقة وعدوانية وتمسّ من صلب عقيدة للمسلمين وصلب مشاعرهم. وبالتالي الأوضاع في القدس صعبة وكل ما تقوم به السلطات الإسرائيلية مرفوض .
• ما المطلوب اليوم لإسناد أهل القدس في معركتهم الجديدة للدفاع عن حقوقهم التاريخية؟
على العالم العربي والإسلامي ان يدرك بأن ما تقوم به السلطات الإسرائيلية من تصرفات وإجراءات خارج عن كل الأنظمة والقوانين وموجه ضد شعبنا الفلسطيني. وآن الأوان لأن يكون هناك حراك عربي واسلامي ودولي لوقف ولجم هذا العدوان على الشعب الفلسطيني وعن القدس والمقدسات.
• هل تعتقدون ان ما شجّع أكثر تصعيد سياسة التهويد والتهجير الإسرائيلية موجة التطبيع العربية؟
لا يوجد شك في ذلك مع الأسف الشديد بدلا من ان يهرول العرب والأعراب الى التطبيع مع المحتل الإسرائيلي عليهم ان يسالوا أنفسهم عن موضع القضية الفلسطينية وعن حقوق الشعب الفلسطيني، وهم يهرولون الى هذا التطبيع. وهذه الظاهرة تساهم في زيادة الإجراءات الإسرائيلية وزيادة الإجراءات التعسفية ضد أبناء الشعب الفلسطيني لجراء عمليات تطبيع وهرولة نحو الكيان الإسرائيلي.
• كيف ترون اليوم موضوع تأجيل الانتخابات الفلسطينية وخاصة منع الإسرائيليين للقدس من ان تكون جزءا من هذا الاستحقاق الانتخابي الفلسطيني الهام ؟
القدس قلب القضية الفلسطينية وجوهرها فلا معنى لأي انتخابات ولا لأي حركة ديمقراطية تكون فيها القدس بعيدة عن هذه الحركة او مغيبّة عنها . لا يمكن ان نقبل بأي حال من الأحوال ان تجرى الانتخابات دون القدس لأنها قلب وعنوان القضية الفلسطينية وهي البوصلة الحقيقية التي تؤشر الى القضية الفلسطينية وأي اجراء لا تكون القدس جوهره بالانتخابات او غيرها هو بالتأكيد أمر مرفوض وغير مقبول. وبالتالي فان القرار الفلسطيني بتأجيل الانتخابات لمصلحة القدس ولمصلحة القضية الفلسطينية وحتى تكون القدس حاضرة ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان تجرى عملية انتخابية والقدس مستثناة منها .
• ما المطلوب اليوم عمليا لإنهاء الانقسام الذي أضعف الموقف الفلسطيني في مواجهة المحتل؟
ما من شك في ان الإنقسام الفلسطيني أضعف الموقف الفلسطيني وهو نكبة للشعب الفلسطيني بل هو أشد سوادا في مختلف أطوار ومسيرة النضال الوطني الفلسطيني . لكن بالتأكيد يجب ان تستمر الحوارات الوطنية ويجب ان يتمّ اللقاء على المصلحة العليا للقضية الفلسطينية و انهاء الانقسام الذي يساهم في ترسيخ الاحتلال .
يجب ان يكون موقف الشعب الفلسطيني موحّدا حتى يسمع منا الجميع بأننا شعب واحد وقيادة واحدة تخدم أهداف وحقوق الشعب الفلسطيني. هناك وسائل كثيرة منها تشكيل حكومة وحدة وطنية والاهتمام بإصلاح مؤسسات منظمة التحرير وانضواء كافة الفصائل الفلسطينية في اطار منظمة التحرير واستمرار الحوار الوطني وبرنامج وطني للعمل والنهضة بالمشروع الوطني الفلسطيني وهي أولويات مهمة جدا لإنهاء الانقسام .
المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين في حوار خاص لـ«المغرب»: ما يجري في حيّ الشيخ جراح عملية تطهير عرقي وتمييز عنصري وآن الأوان لأن يحصل حراك عربي ودولي لوقف هذا العدوان
- بقلم روعة قاسم
- 09:43 07/05/2021
- 887 عدد المشاهدات
• القدس قلب القضية الفلسطينية وجوهرها فلا معنى لأية انتخابات تكون القدس بعيدة عنها أو مغيبّة