الذي اكتشفت فيه النسخة المتحورة الهندية في 17 بلدا. ويأمل الكثيرون في ان يعطي تدفق المساعدات الدولية أكله في التخفيف من معاناة هذا البلد الذي وصلت فيه المستشفيات الى أقصى طاقة استيعابها. ونقلت الكاميرات مشاهد مؤلمة عن المرضى في الشوارع الذين يموتون كل دقيقة بسبب نقص الاوكسجين . وباتت الهند اليوم رابع أكثر الدول تضررا بالوباء من حيث الوفيات بعد الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك . وتكمن الخطورة اليوم في تفشي هذه النسخة المتحورة من السلالة الجديدة المعروفة بـ«بالمتحور الهندي» والتي اكتشفت للمرة الاولى في الهند بحسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية.
كما تم اكتشاف هذا النوع من السلالة في دول أخرى مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وسنغافورة، وعدد من البلدان الأوروبية مثل بلجيكا وسويسرا واليونان وإيطاليا. ويؤكد الخبراء بأن لدى هذه السلالة معدل نمو أعلى من السلالات المتحورة الأخرى المنتشرة في الهند مما يعني أنها أشد عدوى .
وتؤكد جميع هذه المؤشرات أن سيناريو الآلام والوباء لن ينتهي عاجلا في الهند وفي عديد دول العالم وان هذا الكابوس سيظل يرافقنا خلال المرحلة القادمة وذلك رغم التقدم في عمليات التلقيح في عديد الدول . هذا في الوقت الذي تطرح فيه التساؤلات حول امكانية استجابة هذه التلاقيح للسلالات الجديدة المتحورة الأكثر فتكا والأكثر انتشارا . علما ان عدد اللقاحات المضادة لكوفيد-19 التي تم إعطاؤها في 207 دول ومناطق تجاوزت المليار جرعة، بحسب آخر الأرقام .
فبعد بدء تخفيف القيود في اوروبا ، أثارت هذه السلالة الهندية فزع القارة العجوز التي بدأت دولها في إيقاف رحلاتها الجوية مع الهند. فهذا الوباء الغادر قادر على المرور والتسلل ساعة يشاء من أي بلد وفي وقت غير متوقع.
ولعل الدرس الأهم الذي يمكن استشرافه من تفشي هذا الوباء أنه لا يمكن لأي بلد ان يظل بمأمن من السلالات الجديدة حتى لو تمّ تلقيح كامل افراده ، ما دامت هناك شعوب أخرى لم تنل التلقيحات و لم تحصل عليها.. من هنا تتأتى أهمية ارساء مبادئ التضامن الدولي لإنهاء هذا الكابوس والتوزيع العادل للقاحات وذلك بعد ان تسبب بأكبر كارثة للإنسانية في العصر الحديث اضافة الى تفشي الفقر وارتفاع البطالة بسبب تداعيات الحجر الصحي المفروض .
كورونا وكابوس السلالات المتحورة
- بقلم روعة قاسم
- 10:01 29/04/2021
- 569 عدد المشاهدات
لا زالت الهند تتخبط في الموجة الجديدة من وباء كورونا وقد تجاوز عدد الوفيات فيها 200 ألفا بحسب آخر الأرقام وذلك في الوقت