وسط مخاوف من عودة حالة الإنقسام وعودة سيطرة الميليشيات وبالتالي عودة الفوضى والتشرذم الذي سيطر على ليبيا لسنوات طويلة .
ووفق مصادر رسمية فقد ألغى رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة زيارته إلى بنغازي (شرق ليبيا)، إثر منع قوات تابعة للمشير خليفة حفتر هبوط طائرة تحمل أفراد الحماية والمراسم التابعين للحكومة.وقالت الحكومة الليبية أنه «من المؤسف أن يسعى أي طرف الى استمرار حالة الانقسام السياسي، وتفكك الدولة وابتزاز مؤسساتها’’. أما عن أسباب إلغاء الزيارة، فقد أوضح مصدر بالجيش الليبي وفق تقارير إعلامية أنّ «المرافقة الأمنية التي تم إرسالها من العاصمة طرابلس إلى مدينة بنغازي لتأمين وتنسيق زيارة واجتماع الوفد الحكومي قد وقع استفزازها».
كما أضاف أنّ «إرسال طائرة محملة بالعشرات من حراس الأمن والحماية لوضع الترتيبات الأمنية لهذه الزيارة فيها تشكيك بالوضع الأمني بمدينة بنغازي وفي قدرة سلطاتها الأمنية والعسكرية على تأمين الوفد الحكومي، وهي مسألة حساسة». وكان من المتوقع أن تعقد الحكومة،اجتماعا لمجلس الوزراء لأول مرة في مدينة بنغازي برئاسة الدبيبة بحضور رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائبه عبد الله الوافي.
وصدر رد عن «الجيش الوطني» بقيادة حفتر الذي اعتبر أنّ سبب تأجيل الزيارة أمني بالأساس وعلى علاقة بالإستعداد لتأمين كافة تنقلات الوفد الحكومي، هذا الردّ لم يمنع المخاوف في الداخل الليبي والخارج أيضا وما يمكن أن ينجر عن ذلك من عودة إلى المربع الصفر بعد جهود دولية وأمميّة مضنية لتشكيل هذه الحكومة وتأمين انتقال سلس للسلطة في ليبيا بعد سنوات من الحرب.
موقف حفتر
وقامت ميليشيات مسلحة يوم أمس برفض السماح للوفد الحكومي بالنزول إلى المطار والدخول لمدينة بنغازي، وهي خطوة اعتبرها مراقبون بادرة خطيرة قد تلقي الضوء على خلاف خفي بين قيادة الجيش والحكومة الليبية الجديدة رغم أن موقف المشير خليفة حفتر إزاء السلطة التنفيذية الجديدة كان في البداية داعما لتشكيلها إلا أنّ منع الدبيبة من دخول بنغازي قد يحمل في طياته تراجعا في هذا الدعم . وكانت الحكومة الموازية في شرق ليبيا قد سلمت بدورها سلطاتها إلى حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد دبيبة. وانذاك أثارت عملية تسليم السلطة في شرق ليبيا إلى حكومة مقرها في طرابلس، تساؤلات حول دور ومستقبل المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق البلاد، الذي لم يشارك رسميا في المحادثات السياسية برعاية الأمم المتحدة.
كما أرجع متابعون هذه الخطوة إلى التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة أمام مجموعة شباب بالمنطقة الشرقية أو المعروفين بـ«المهجرين من ديارهم»، بأحد مقاهي العاصمة طرابلس، قال أن «مدينة بنغازي ستعود إلى الوطن وشبابها أيضاً سيعودون إلى الوطن». وكانت هذه التصريحات سببا في انتقادات كبيرة للدبيبة من شق من الليبيين الداعمين لحفتر الذين يرون الأخير كان له دور في محاربة الإرهاب ، فيما اعتبرها البعض الآخر تصريحات عادية ولا تستحق تأويلات.
وبدأت الحكومة الانتقالية الجديدة في ليبيا برئاسة عبد الحميد الدبيبة بإعادة ترتيب أولويات المرحلة وإعادة تركيز مؤسسات الدولة المتعطلة منذ سنوات طويلة في خطوات لمنح ليبيا استقرارا طال انتظاره بعد صراع بين مختلف فرقاء البلاد كان حائلا دون الوصول إلى تسوية تنقذ البلاد.
ويرى مراقبون أنّ ضمان النجاح في ليبيا والمرور بها من حافة الهاوية إلى بر الأمان يستوجب حل الملفات الأكثر تعقيدا في تاريخ البلاد ولعل أهمها القوات الأجنبية والميليشيات المسلحة المتمركزة في الداخل والتي ساهمت في غياب الأمن واستمرار الفوضى والجريمة في البلاد.
وتتولى السلطة التنفيذية الجديدة مسؤولية توحيد مؤسسات الدولة والإشراف على المرحلة الانتقالية إلى حلول موعد انتخابات 24 ديسمبر، عندما تنقضي مدتها بموجب خارطة الطريق الأخيرة. إلا أنّ الأهم في المرحلة الراهنة وفق متابعين هو العمل على توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد .
أنصار حفتر يمنعون انعقاد أول اجتماع لحكومة الدبيبة في بنغازي: شبح الانقسام يتهدّد ليبيا من جديد... وتوحيد المؤسسة العسكرية رهان المرحلة
- بقلم وفاء العرفاوي
- 09:39 28/04/2021
- 472 عدد المشاهدات
أثار منع انعقاد اجتماع الحكومة الليبية الجديدة في مدينة بنغازي الخاضعة لسيطرة قوات المشير خليفة حفتر جدلا وانتقادات واسعة النطاق