وذلك في وقت يسود فيه القلق بين البلدين بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المملكة والمتعلقة بهجوم صاروخي استهدف قصرا في العاصمة الرياض قالت تقارير أنه تم إطلاقه من العراق . وتتنزل الزيارة وفق مراقبين في إطار محاولات بغداد لطمأنة الجانب السعودي ومزيد توطيد العلاقات الأمنية .
في جانفي، تحطّمت طائرات مسيّرة مفخّخة في القصر الملكي الرئيسي في العاصمة السعودية الرياض، في هجوم نقلت وسائل إعلام في الولايات المتّحدة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنّ الطائرات التي شنّته أُطلقت من العراق المجاور.وكانت «ألوية الوعد الصادق» وهي جماعة مسلحة في العراق أعلنت عن مسؤوليتها عن ذلك الهجوم.
وقد اجتمع رئيس الوزراء العراقي، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليقول إثر ذلك للصحفيين «لن نسمح بأيّ اعتداء على المملكة».وأضاف «أمّا الحديث عن اعتداءات من العراق فلم تكن هناك أيّ اعتداءات»، معتبراً أنّ «هناك محاولات من البعض لتوجيه الاتّهامات لضرب العلاقات».وأضاف أن زيارة الكاظمي تسعى إلى «تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمار»، و«استكشاف طرق تعزيز الاستقرار الإقليمي».وقالت وكالة الأنباء السعودية أنّ الزيارة جاءت تلبية لدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز.
في نفس الإطار استضافت العاصمة العراقية بغداد في بداية الأسبوع الجاري اجتماعا تحضيريا يسبق اجتماع القادة الرابع ضمن آلية التعاون الثلاثية بين مصر والعراق والأردن فقد عقد وزراء خارجية كل من العراق والأردن ومصر اجتماعا تحضيريا في بغداد لاجتماع القادة الرابع، ضمن آلية التعاون بين الدول الثلاث والمقرر عقده خلال الفترة القادمة.
وتم خلال اللقاء بحث سبل تحقيق التكامل والتعاون الاقتصادي في إطار مشروع المشرق الجديد الذي تعتزم الدول الثلاث تشكيله.ويمهد التنسيق الثلاثي بين بغداد وعمان والقاهرة لاجتماع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
بحث ملفات المنطقة
من جهته قال الكاتب العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب» أن هذه الزيارة كانت مقررة منذ الأيام الأولى لتسلم مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة لكنها تأجلت لأسباب صحية ألمت بالملك في حينها ،وتابع «تأتي الزيارة ضمن مساعي حكومة العراق لتحقيق نوع من التوازن في علاقات العراق مع جيرانه عموما والبلدان العربية بشكل خاص، وتندرج ضمن مساعي العراق لتخفيف حدة التوترات في المنطقة التي جعلت من ارض العراق ساحة لتصفية الحسابات بين أطرافها».
وأضاف «وقد وعت الحكومة العراقية أهمية تنقية الأجواء مع المملكة التي تأزمت بسبب النزعة الطائفية للحكومات العراقية السابقة بالإضافة إلى الدور السلبي الذي مارسته قوى متنفّذة في المملكة بدوافع طائفية هي الأخرى أزمت العلاقة سابقا بين البلدين ، وقد كتبت سابقا واكرر هنا أن العلاقات بين البلدان تحددها المصالح المشتركة وقدرة الحكومات على تحرير العلاقات فيما بينها من البعد الأيديولوجي الذي يقف حائلا في كثير من الأحيان في أن تأخذ العلاقات مسارها الصحيح، ويبدو أنّ حكومة الكاظمي تريد تحرير العلاقة مع المملكة من بعدها الأيديولوجي لتعود إلى وضعها الطبيعي» وفق تعبيره.
وبخصوص المشهد العراقي الراهن أجاب محدثنا أن هناك أطراف عقائدية في العراق لا تريد لهذا المسعى النجاح وهي أطراف تمتلك جناح سياسي وآخر عسكري مليشياوي قادر على إثارة المشاكل للحكومة العراقية وعلاقتها مع البلدان التي تختلف عقائديا مع هذه الأطراف ومدى نجاحها من عدمه مرهون برغبة البلدين في الانتقال بالعلاقة إلى مرحلة متقدمة.
وفي ما يتعلق بالقمة الثلاثية المرتقبة بين العراق ومصر والأردن أكد الخصاف أنها «تندرج أيضا ضمن مسعى الحكومة العراقية للارتقاء بعلاقاتها مع دول الجوار والدول العربية خصوصا إلى وضعها الطبيعي بالإضافة إلى إمكانية عقد اتفاقيات ثنائية وثلاثية تتعلق بالطاقة والاستثمارات في البلدان الثلاثة ولا ننسى أيضا الواعز الأمني حيث تتحرك الخلايا الإرهابية على بقعة جغرافية تشمل البلدان الثلاث وان كانت بدرجات متفاوتة وإمكانية توحيد الجهود الاستخباراتية والأمنية بين البلدان الثلاث وتحقيق نوع من التعاون الأمني فيما بينها».
زيارة الكاظمي إلى الرياض والقمة الثلاثية المرتقبة: مساع لتحقيق توازن في علاقات العراق مع دول الجوار والمنطقة العربية
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:23 02/04/2021
- 612 عدد المشاهدات
أدى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارة إلى السعودية تباحث خلالها مع الجانب السعودي حول العلاقات الاقتصادية والأمنية ،