فهد العميري الكاتب والمحلل السياسي اليمني لـ«المغرب»: «مبادرة الرياض لحل الأزمة اليمنية أتت تلبية لضغوط السياسة الأمريكية الجديدة وتوجهاتها»

وعمان وقطر وذلك لما لليمن من أهمية جيوسياسية في جنوب شبه الجزيرة العربية وللأمن القومي العربي . وأضاف أن الدول الغربية و«اسرائيل» تدفع إلى استمرار الحرب في الدول العربية وإذكاء النزعات الطائفية لما في ذلك من دور كبير في تمدد «إسرائيل» وتغوّلها في المنطقة ونجاح مشروع التطبيع.
• كيف ترون المبادرة التي طرحتها السعودية لحل الأزمة اليمنية ؟
فشلت المبادرة السعودية للازمة اليمنية بمجرد إعلانها للعديد ومن العوامل : أن ميليشيا الحوثي ميليشيا إرهابية لا تؤمن بالسلام ولا تعترف الا بالقوة والقوة وحدها وثانيا لأنها أتت في الوقت الذي استطاعت فيه الميليشيا الوصول بطائراتها المسيرة إلى العمق السعودي ومؤسساته الاقتصادية الحيوية وثالثا لأنها أتت تلبية لضغوط وتوجهات السياسة الأمريكية الجديدة التي تمارس ضغوطا شديدة على السعودية منذ فوزها ورابعا لأن إيران تعتبر اليمن مجرد أداة من أدوات الضغط في ملفها اليمني وبالتالي فقد ولدت هذه المبادرة ميتة ولن تجنح ميليشيا الحوثي الى السلم إلا بما يحقق شروطها ويمكنها من تحقيق أهدافها في السيطرة على كامل اليمن والتحول إلى سهم إيراني في خاصرة الخليج.
• كيف ترون الملف اليمني اليوم لدى دول الإقليم والعالم هل سيكون من الأولويات في الفترة الراهنة ؟
يعد الملف اليمني ملف أساسيا لدى دول الإقليم وتحديدا السعودية والإمارات وأيضا عمان وقطر وذلك لما لليمن من أهمية جيوسياسية في جنوب شبه الجزيرة العربية وللأمن القومي العربي وان كانت مصالحهم تتقاطع وتتصادم مما انعكس سلبا على إذكاء الصراع وديمومة الحرب، فالمملكة أدارت الحرب بعقلية تقليدية سلمت زمام الأمور الميدانية لعقليات مهترئة وقديمة أصبحت تقتات من الحرب وتطيل ديمومتها دون حسم هدفها الرئيسي ،كما كان لدعم الإمارات لها مكونات خارج الشرعية دور في إضعاف الشرعية وإن حالت بذلك بين الإخوان والهيمنة على يمن الشرعية، أما قطر وعمان فمما لاشك فيه أنهما لعبتا دورا كبيرا في تعزيز حضور ميليشيا الحوثي والإخوان وأعاقتا عملية التحرير وساهمت قطر في تلاعب الإخوان بملف الحرب بشكل كبير ..
• هل ستشهد سياسة البيت الأبيض تجاه ملف اليمن تغيرا في عهد جو بايدن؟
في ما يتعلق بالإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن التي اعتبرت الملف اليمني من أولويات سياستها الخارجية اعتقد أنها جادة في ذلك لكونها تستخدم هذا الملف لابتزاز السعودية ودول الخليج من ناحية ، ولكون الإدارة الديمقراطية في عهد باراك اوباما لعبت دورا كبيرا في تأجيج حرب اليمن ووصول الحوثي إلى مرحلة متقدمة من امتلاك زمام القوة ..
• هل يمكن القول أن التسويات في ملفات حاسمة مثل ليبيا وسوريا واليمن سيتأثر بسياسات الغرب في المنطقة بما يخدم مصالحها ومصالح «إسرائيل» ؟
تدفع الدول الغربية وفي مقدمتها «اسرائيل» إلى استمرار الحرب في الدول العربية وإذكاء النزعات الطائفية لما في ذلك من دور كبير في تمدد «إسرائيل» وتغولها في المنطقة ونجاح مشروع التطبيع، فبقاء الحرب كفيلة بذهاب العرب إلى أحضان الصهاينة والسلام معهم على حساب قضايا العرب وحقوقهم وبلا شك أن العديد من الدول الغربية تعمل على إدامة الحروب لذلك.