الأخيرة لم يفلح أصحابها في عرقلة مسار جلسة التصويت على منح الثقة للحكومة بعد أن حاول هؤلاء الدفع باتجاه تضمين الاتفاق السياسي في الإعلان الدستوري قبل التصويت على الحكومة.
كما اشترط بعض النواب كذلك ترقب نتائج تقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي حول مزاعم إرشاء خلال جولة الحوار السياسي بتونس، غير أن رئاسة البرلمان وتحت الضغط الدولي أعلنت عن تجاوز هذا المطلب وأعلنت عن إقامة جلسة التصويت صباح أمس الأربعاء والتي أفضت الى المصادقة على حكومة دبيبة، وهي أول حكومة وحدة وطنية تنال ثقة البرلمان وفق بنود حددتها خارطة الطريق المنبثقة عن الحوار السياسي والتي ستنتهي عند تسليم السلطة الى حكومة جديدة منبثقة عن انتخابات عامة مقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم. وتوجد تحديات بالجملة أمام حكومة دبيبة أولها توحيد المؤسسات السيادية، حلحلة أزمات المواطن ، والمصالحة الوطنية المرتبطة بتركيز العدالة الانتقالية وسحب المرتزقة وأية قوات أجنبية. ويرى مراقبين ان نجاح حكومة دبيبة مرتبط بالتزامها بتجاوز هذه الرهانات .
«لحظة تاريخية ولن تتكرر الحرب في ليبيا»
من جهته وصف رئيس الحكومة الليبية الجديدة، عبد الحميد دبيبة، منح مجلس النواب الثقة لحكومته بـ«اللحظة التاريخية»، متعهدا بعدم تكرار الحرب في البلاد ، جاء ذلك في كلمة متلفزة أمام مجلس النواب،أمس الأربعاء، عقب منح الثقة للحكومة الليبية الجديدة بالأغلبية المطلقة .
وقال دبيبة: «منح الثقة للحكومة لحظة تاريخية الحرب لن تتكرر مرة أخرى».ودعا دبيبة مجلس النواب الليبي إلى الالتئام والوحدة لتعويض سنوات مضت من الانقسام والحرب.
كما تعهد بدعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وإنجاز الاستحقاق الدستوري والقانوني للانتخابات في الموعد المحدد، والحرص على الاستماع إلى شكاوى المواطنين في جميع أنحاء البلاد. وقدم دبيبة الشكر للأمم المتحدة والدول الداعمة لمسار الحوار السياسي، قائلا: «سأعمل بكل جهد في دعم المجلس الرئاسي، وتحقيق العدالة الانتقالية، لإنجاح المصالحة الوطنية» وفق سائل إعلام.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، منح مجلس النواب الليبي، الثقة للحكومة الجديدة برئاسة عبد الحميد دبيبة، بتأييد 132 صوتا من أصل 133 حضروا جلسة التصويت. ووصل دبيبة إلى سرت، لعرض تشكيلته الوزارية أمام مجلس النواب، والتي ضمت 27 حقيبة، إضافة إلى 6 وزراء دولة.وفي 5 فيفري الماضي، انتخب ملتقى الحوار السياسي، سلطة تنفيذية موحدة مهمتها الأساسية الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، في 24 ديسمبر المقبل.ويأمل الليبيون أن تنهي هذه الخطوة سنوات من الصراع المسلح.