تابعة لفصائل تدعمها إيران ، وهي أول عملية تشنها الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن الذي شدد أن «إيران لن تفلت من العقاب» وهي تصريحات تزيد من تعقيد الأزمة السورية المتشعبة كذلك ملف الصراع الإيراني الأمريكي في المنطقة العربية بعد تراجع سمة التفاؤل الحذر من مرحلة مابعد حكم ترامب وفشل التوقعات حول إمكانية تغير سياسة أمريكا في عهد الرئيس الجديد .
وحثت دمشق واشنطن على عدم انتهاج «شريعة الغاب»، حيث أن الضربات أدت إلى مقتل مسلح وإصابة أربعة، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنها كانت محدودة النطاق ومُعدة بعناية شديدة لإظهار أن إدارة بايدن ستتصرف بحزم، لكنها لا تريد الانزلاق إلى أتون تصعيد كبير في المنطقة.
وكثيرا ما كانت سوريا ساحة للصراع بين الجانبين الإيراني والأمريكي وقد زادت الحدة خلال عهدة الرئيس السابق دونالد ترامب ، ورغم حالة التفاؤل التي رافقت تولي خلفه جو بايدن إلا أن حالة الشد والجذب التي تعتمدها الادارة البيضاوية الجديدة تؤكد أن استراتيجية أمريكا في سوريا والمنطقة العربية لن تحمل الكثير من المتغيرات في عهد الرئيس الجديد. وقالت الخارجية السورية في بيان لها إن الجمهورية العربية السورية تدين «بأشد العبارات العدوان الأمريكي الجبان» على مناطق في دير الزور قرب الحدود السورية العراقية».
وأضاف البيان أن الهجوم «يشكل مؤشرا سلبيا على سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة والتي يفترض أن تلتزم بالشرعية الدولية لا بشريعة الغاب التي كانت تنتهجها الإدارة الأمريكية السابقة».وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده بالهجمات الجوية الأمريكية ووصفها بأنها «عدوان غير قانوني» وانتهاك لحقوق الإنسان والقانون الدولي .ويرى مراقبون أنّ المشهد الراهن والهجمات المتزايدة التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية الاجنبية في العراق خاصة منها الأمريكية ، مع العلم أن المتهم الأول هو أذرع إيران في العراق مايجعل الهجمات التي استهدف مواقع تابعة لطهران في سوريا شكل من أشكال الرد الأمريكي .
سيناريوهات الردّ
من جانبه وفي نفس السياق قال الكاتب والمحلل السياسي السوري سومر سلطان لـ«المغرب» أن الهجوم الأمريكي هو رسالة إلى مختلف الأطراف، الموالية لواشنطن ولخصومها على حد سواء، بأنها لن تتخلى بسهولة عن وجودها في الجزيرة السورية. وبهذا المعنى يكون هذا الهجوم المحاولة الثانية لفرض الأمر الواقع بعد المحاولة الأولى، التي تم إحباطها قبل بضعة أسابيع، عندما تمكن الجيش السوري مدعوماً بالحاضنة الشعبية في مدينة الحسكة من منع ميليشيات «قسد» الموالية لأمريكا من السيطرة على المدينة، ومن فتح طرق تجارة النفط مع التنظيمات المتشددة في إدلب وفق تعبيره .
وأضاف «يأتي النزول الأمريكي بالتالي كمحاولة لإعادة الوضع في الجزيرة السورية إلى ما كان عليه قبل أزمة الحسكة الأخيرة. وخاصة أن الأزمة المذكورة أدت إلى تقوية تيار في «قسد» موافق على الحوار مع دمشق من خلال الواسطة الروسية. وبالتالي هذا إنذار متعدد الأبعاد؛ إنذار إلى دمشق وحليفتيها، موسكو وطهران، حتى لا يفكروا بالتمدد على حساب الانحسار الميداني لأتباع واشنطن؛ وإنذار غير مباشر إلى «قسد» نفسها بأن واشنطن يمكن أن تقوم بالأمر بنفسها، وأنه عليها إيقاف التفاهمات المعقودة مع دمشق» .
وأكد محدثنا «ليست لدينا معلومات عن منهج سوريا وحلفائها في الرد على الغارة، وعلى رأسها إيران التي تعرضت مواقعها للهجوم، خاصة أن موسكو أعلنت أن الطرف الأمريكي لم يعلمها بالهجوم إلا قبل بضع دقائق من وقوعه فإن هذا يأتي ليؤكد أن الضربة لم تكن ضربة شكلية مهمتها إخافة الإيرانيين، بل ضربة حقيقية ابتغت إنزال الأذى بهم. مضيفا «وليس سراً أن الحديث يدور الآن على تنظيم خلايا مقاومة شعبية في المناطق الخاضعة للاحتلال الأمريكي. ولكن نعتقد أن الأمر سيتوقف اليوم على مصير التفاهمات التي توصل إليها وفد «قسد» الذي زار دمشق مؤخراً. والتي كانت تفاهمات مشجعة للحكومة السورية بدليل أن «قسد» هي التي زارت دمشق، ولم ينعقد الاجتماع في مناطق محايدة أو شبه محايدة. بالتالي نعتقد أن دمشق قد تمنح هذه التفاهمات فرصة للصمود. أما إذا سقطت فعندها سيختلف الكلام، وسنرى أن الخيارات البديلة تظهر واحداً تلو الآخر» على حد قوله.
رسائل الهجوم الأمريكي على سوريا: سياسة إدارة بايدن تجاه دمشق وتأثيراتها على حليفتيها موسكو وطهران
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:06 01/03/2021
- 614 عدد المشاهدات
ندد النظام السوري يوم أمس بالضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقع عسكرية على أراضيها فيما أكّد البنتاغون أن الأهداف منشآت