وهي مؤشر على وجود تعاون وتواصل بين التنظيمين الإرهابيين ،وتأتي هذه المستجدات أياما قليلة بعد تصريح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية – البنتاغون – الذي تحدث فيه عن وجود تعاون بين «داعش» ليبيا و«بوكو حرام» نيجيريا.
والسؤال المنطقي وعلى خلفية تحول النية والنوايا إلى واقع ما هو رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي عموما إزاء تحالف التنظيمات الإرهابية في ليبيا ودول الساحل؟ هل تجدد الولايات المتحدة قصفها على مواقع محددة داخل ليبيا؟ ويبقى السؤال الأهم حول تداعيات وتأثيرات تدافع مقاتلي بوكو حرام على ليبيا لمناصرة حليفهم داعش؟ وما الذي يُفهم من نجدة بوكو حرام نيجيريا لـــ«داعش سرت»؟
ويؤكد المهتمون بالجماعات المتطرفة بان «داعش» سرت أضعف مما تروّج له ماكينة التنظيم الإعلامية والحجة على ذلك لجوء التنظيم الإرهابي إلى المبادرة بالهجوم من خلال احتلاله لمناطق كثيرة شرق مصراتة بدل التموقع في قلعته سرت، لكنه اضطر للانسحاب من المناطق التي احتلها: أبو قرين، زمزم والوشكة تحت ضربات وضغط كتائب مصراتة.
وعلى صلة بالتصريحات الغربية السياسية والعسكرية يتوقع إنجاز الغرب لضربات جوية استباقية لتحجيم داعش الإرهابي والمواقع المرشحة للقصف هذه المرة، ستكون إما سرت أو سبها سيما بعد تواتر التقارير الأمنية والعسكرية المحلية بوجود معسكرات تدريب لداعش الإرهابي داخل مزارع متاخمة لمدينة سبها مع استبعاد سيناريو قيام الوحدات الخاصة الغربية بعمليات خاطفة على الأرض للقبض على قيادات داعشية أو من بين مقاتلي بوكو حرام الوافدة ،لسبب بسيط وهو عدم التفطن لتواجد إرهابيين من الصف الأول أو حتى الثاني.
معضلة أخرى تواجه الغرب في محاربته لداعش ليبيا وهي المتمثلة في عدم اتضاح الرؤية والصورة بالنسبة للكتائب والمجموعات المسلحة المحلية الممكن التعويل عليها فعليا من أجل مقاتلة الدواعش. صحيح أن عملية البنيان المرصوص تمكنت من استعادة مناطق كان داعش سيطر عليها لكن ذلك جاء بفاتورة باهظة خاصة في الجانب البشري بخسائر فاقت 30 شهيدا ضمنهم ضباط كبار، عقداء، مواجهات أبو قرين، زمزم والوشكة كشفت جملة من الإخلالات والنقائص لدى مصراتة منها .....