صحيا وسياسيا واقتصاديا وأمنيا . ولعل ناقوس الخطر الذي قرعه فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام لشؤون مكافحة الإرهاب، أمس حول جهود تنظيم داعش لإعادة تجميع صفوفه وإحياء أنشطته تزيد من حدة المخاوف حول تجدد نشاط هذا التنظيم الإرهابي .
وأوضح رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب(UNOCT) في إحاطته يوم أمس أنّ أنشطة تنظيم ‘’داعش’’ الإرهابي «اكتسبت زخماً إضافياً في النصف الثاني من عام 2020’’، جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن التي انعقدت للبحث في التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين الناجمة عن الأعمال الإرهابية.وأوضح فورونكوف رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNOCT) أنه على الرغم من الأولويات المتنافسة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، من الأهمية بمكان أن يبقى موقف الدول الأعضاء مركزا وموحدا من أجل إحباط الإرهاب».وقال: «في حين أن داعش لم يطور استراتيجية هادفة لاستغلال الجائحة، إلا أن جهوده لإعادة تجميع صفوفه وإحياء أنشطته اكتسبت المزيد من الزخم».
وخلال مشاركته في جلسة مجلس الأمن عبر تقنية الفيديو، أوضح المسؤول الأممي أن «مقاتلي «داعش» ما زالوا قادرين على التحرك والعمل، بما في ذلك عبر الحدود غير المحمية، مشيرا إلى أن الخسائر الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة والتداعيات السياسية تؤدي إلى زيادة تقبل الأفراد للتطرف والتجنيد».
وحذر فلاديمير فورونكوف الدول الأعضاء من أن داعش يمكن أن يستعيد قدرته على تنظيم الهجمات في أجزاء مختلفة من العالم خلال عام 2021، وقال «خارج مناطق النزاع، تتزايد مخاطر التعرض لدعاية داعش وتحريضه، لا سيما وأن الناس -والشباب خاصة- يقضون وقتا أطول في المنزل وعلى الإنترنت».ولفت الانتباه إلى أن ذلك «قد يؤدي إلى سلسلة مفاجئة من الهجمات في بعض البلدان، عندما تخفف قيود الحركة المرتبطة بكوفيد-19».
وباء كورونا و«داعش»
ويواجه العالم منذ ديسمبر 2019 مخاطر انتشار وباء كورونا في أغلب دول العالم ، مارافقه اعتماد سياسات واستراتيجيات إغلاق وقيود مشددة في أغلب البلدان مماساهم بشكل غير مباشر في حصر وتقليل نشاط التنظيمات الإرهابية بشكل غير مباشر ، وفي الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن حذرت لجنة مكافحة تنظيم ‘’داعش’’ الإرهابي من اتخاذ خطوات متسرعة ومنها رفع القيود والإغلاق بشكل نهائي وغير تدريجي وهو ما قد يستغله هذا التنظيم الإرهابي للملمة صفوفه من جديد. وأشار التقرير إلى «أن جائحة كوفيد-19 هي التحدي الأكثر إلحاحا»، مشيرة إلى أنها عجلت بالعديد من القضايا الكامنة التي تغذي التهديدات المختلفة و»تتركنا في وضع غير مستقر».
ويرى مراقبون أن التنظيمات الإرهابية ومن بينها تنظيم «داعش»، تحاول استغلال انشغال العالم بهذا الوباء وماعانته الحكومات من تبعاته لتمرير أجندتها وتحضير أنشطة جديدة لها قد تستهدف أغلب دول العالم ، ففي مقال صادر في الأسبوع الماضي وصف التنظيم الإرهابي الوباء بأنه «عذاب مؤلم» من الله «لأمم المحاربين الصليبيين»، وهو مفهوم ينطبق على البلدان الغربية المشاركة في العمليات العسكرية المضادة لتنظيم «داعش».
وقال التنظيم في محاولته لحشد مناصريه أن العالم الغربي يقف «على حافة كارثة اقتصادية كبيرة، لأنهم قلصوا من حركة التنقل والأسواق تنهار حاليا والحياة العامة تلقى الجمود». وبالتزامن مع مايعانيه العالم من ركود اقتصادي وشبه إنهيار صحي ، يحذر متابعون لنشاط التنظيمات الإرهابية من استغلال المتطرفين لحالة الفوضى التي قد تتزامن مع مرحلة ما بعد وباء كورونا وانشغال الدول بترميم إقتصاداتها وقطاعاتها المتضررة من الجائحة .
في جلسة لمجلس الأمن حول التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين: تداعيات جائحة «كورونا» ومحاولات «داعش» الإرهابي تجميع صفوفه
- بقلم وفاء العرفاوي
- 10:28 12/02/2021
- 544 عدد المشاهدات
تزايدت في الآونة الأخيرة التحذيرات الدوليّة من عودة نشاط تنظيم «داعش» الإرهابي خاصة وأن المشهد الدولي يعاني من تداعيات انتشار جائحة «كورونا»