اندلع الصراع والتنافس لتبوء منصب قيادي بالسلطة الجديدة. ففي العاصمة طرابلس أشارت مصادر موثوقة لـ«المغرب» أن آمر كتيبة ثوار طرابلس هيثم التاجوري في طريقه لتقلد منصب رئيس لجهاز الحرس الوطني وأنّ الككلي سيكون على رأس جهاز الاستخبارات بينما تبدو حظوظ قادة مليشيات مصراتة ضئيلة في نيل أية منصب عسكري هام . وأكّد المصدر قيام مليشيات مصراتة بعرقلة فتح الطريق الساحلي وهي مليشيا الصمود بقيادة صلاح بادي المطلوب دوليا ومليشيا حطين المقربة من وزير داخلية حكومة الوفاق .
هذا في ما يتعلق بصراع الأجنحة العسكرية أما الأجنحة السياسية فتنحصر بين فائز السراج وفتحي باشاغا، وكل منهما لدية قوة مسلحة على الأرض وحلفاء في الخارج صراع حاولت تركيا الداعمة لجماعة الإخوان تحاشي تصاعده من خلال استدعاء قيادات مليشياوية وسياسية إلى أنقرة لكن لا شيء يضمن امتثال هؤلاء للتعليمات التركية. في إقليم برقة وفزان -وحسب المتابعين- فان التوافق على شخص عقيلة صالح رئيسا للمجلس الرئاسي وحفتر قائدا عاما للجيش الوطني الليبي قد طالبت به كافّة مكونات المشهد البرقاوي وتدعمه مكونات إقليم فزان. ولفت المتابعون إلى ان مثل هذا الصراع والتنافس سوف تكون له تداعيات على سرعة تنفيذ خارطة الطريق ويمكن أن يؤجّل موعد انجاز الانتخابات باعتبار أن الرهان الحقيقي على الأطراف والأجنحة المتصارعة ليس على مناصب السلطة المؤقتة وإنما على الاستحقاق الانتخابي.
رفض توزيع المناصب القضائية بالمحاصصة
وفيما تتواصل ردود الأفعال المحلية والدولية المرحبة بالتفاهمات حول توحيد المؤسسات السيادية وتعيين قياداتها باعتماد المحاصصة بين الأقاليم والتي توصلت إليها اللجنة المشتركة 13+13 بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، في غضون ذلك أصدر المجلس الأعلى للقضاء أمس بيانا شديد اللهجة جدد فيه رفضه المطلق إدخال المناصب القضائية ضمن المحاصصة المقيتة .
واعتبر ذات البيان أن ذلك يعتبر تدخلا سافرا في حياد القضاء الذي ظل طيلة سنوات الأزمة وانقسام المؤسسات موحدا، وهدد البيان الصادر عن المجلس الأعلى للقضاء باتخاذ الخطوات التي يراها ضرورية لاستثناء جهاز القضاء من أسلوب المحاصصة . ووفق مصادر مقربة من لجنة 13+13 فقد تم تشكيل لجنة فرعية تتكون من 6 شخصيات من بين اللذين حضروا اجتماعات مدينة بوزنيقة المغربية بحساب عضوين عن كل إقليم وأن اللجنة الفرعية شرعت بعد في إعداد نماذج الترشح لتقلد المسؤولية على رأس المؤسسات السيادية.
فيما ينتظر تزايد الترشحات الواردة على بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا لرئاسة المجلس الرئاسي وعضويته ورئاسة الحكومة الموحدة ليتم غلق باب الترشحات قبل نهاية جانفي الجاري حيث سيتم تمرير الترشّحات في ما بعد إلى طاولة اجتماع سوف يحتضنه مطلع فيفري القادم مقر الأمم المتحدة بجينيف اين يتم الكشف عن السلطة التنفيذية الجديدة والإعلان النهائي عن متقلدي المناصب السيادية.
جامعة الدول العربية ترحب بتفاهمات «بوزنيقة»
من جهته صرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة بجامعة الدول العربية لوكالة «سبوتنيك» الروسية بان الجامعة ترحب بالتوافق الحاصل بمدينة «بوزنيقة» المغربية بين لجنة 26 حول توحيد المؤسسات السيادية وتقاسم المناصب بين الأقاليم التاريخية لليبيا. وأكد المصدر على دعم جامعة الدول العربية لكافة جهود حلحلة الأزمة بانخراط الجميع وبرعاية الأمم المتحدة تمهيدا لإعلان تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة وانجاز الانتخابات التشريعية والرئاسية مع نهاية العام الجاري. وأشاد ذات المصدر بما أسفرت عنه اجتماعات مدينة «الغردقة» المصرية من تفاهمات بخصوص الترتيبات الدستورية التي تمهد لانجاز الانتخابات.