في سوريا وفلسطين وليبيا وغيرها ، شنّ طيران الاحتلال «الإسرائيلي» عدوانا جديدا على سوريا مستهدفا محافظة حماه وأسفر عن مقتل أربعة شهداء من عائلة واحدة .
وبالرغم من أنّ سياسات نتنياهو العدوانية تجاه سوريا وحالة الصراع ستبقى متواصلة ولن تتغير مع تغير الرؤساء الأمريكيين ، إلاّ أنّ عديد المراقبين رأوا في هذه الغارات رسالة إسرائيلية للنظام في دمشق بأن أولويته ستبقى مواصلة الاعتداءات على سوريا بكافة الأشكال .
وكانت آخر سلسلة من الغارات شنتها إسرائيل يوم 13 جانفي الجاري واستهدفت مخازن أسلحة ومواقع عسكرية تتمركز فيها قوات إيرانية بمحافظة دير الزور ، كما أقرّ جيش الاحتلال بأنه قصف خلال العام الماضي نحو 50 هدفا في سوريا . والمعلوم أن سياسات ترامب العدائية أعطت الضوء الأخضر للاحتلال الصهيوني ليواصل جرائمه بحق دول المنطقة سواء في فلسطين المحتلة أو في سوريا، مستغلا حالة اللاستقرار التي تشهدها البلاد منذ تفجر الأزمة في مارس من عام 2011 .
رسائل «إسرائيلية»
ويعدّ هذا العدوان هو الأول من نوعه مع تسلم بايدن مهامه رسميا في البيت الأبيض .ويبدو أنّ الإسرائيليين ينتظرون أن تكشف إدارة بايدن عن سياساتها في الشرق الأوسط.
وفي خضم هذه التطورات ، لا تزال مساعي حل الأزمة السورية وطيّ صفحتها بالطرق السياسية والدبلوماسية متواصلة، وقد أكد في هذا السياق المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، ان هناك حاجة إلى تعاون دولي لحل الأزمة السورية، مشددا أن الحل لن يتأتى بفرض إرادة لاعب أو مجموعة بمفردها. داعيا الأطراف إلى البدء في صياغة دستور سوريا. وسط تساؤلات بشأن مواقف الإدارة الأمريكية الجديد بشأن هذا الملف وغيرها من الملفات الحارقة، وكيف ستتلقفها تل أبيب.
في هذا السياق يقول المحلل والكاتب السوري د. خيام الزعبي بأن نتنياهو أراد من خلال هذه الغارات أن يوجه رسالة للإدارة الجديدة . كما كان نتيناهو قد استقبل حفل تنصيب جو بايدن، بطرح بناء 2600 وحدة استيطانية غير شرعية في الضفة الغربية وأماكن أخرى، ويضيف :» لعب بايدن في السابق دوراً مهماً في تجميد البناء في القدس، حين كان نائباً لأوباما، وثارت أزمة سياسية أثناء زيارته لإسرائيل في عام 2010، حين نشرت لجنة التخطيط والبناء في القدس آنذاك خطة لبناء 1800 وحدة استيطانية جديدة في حي «رمات شلومو»، مما تسبب في غضب بايدن وكبار المسؤولين في إدارة أوباما، بسبب اعتبارهم أن ما جرى ضربة جديدة لبايدن الذي كان يحاول دفع استئناف المحادثات السياسية مع الفلسطينيين ، وأدت تلك الخطوة إلى أزمة دبلوماسية حادة مع الولايات المتحدة،» وبالتالي فان هذا التصعيد الإسرائيلي في فلسطين المحتلة يهدف -حسب محدثنا- إلى تعزيز التجمعات اليهودية في القدس الشرقية.
وبموازاة ذلك ضربت حكومة الاحتلال عرض الحائط جميع القوانين والأعراف الدولية وتنكرت لجميع الاتفاقات الموقعة وتجاهلت حقوق الشعب الفلسطيني، من خلال سياسة الاستيطان وسرقة الأرض الفلسطينية، وذلك بشرعنة خمس بؤر استيطانية عشوائية وهي «عشهئيل، أفيغيل، أفنات، كيدم عرباه وماتسوكي دراغوت» ، والإعلان عنها «مستوطنات جديدة»، بالإضافة إلى فتح مناقصة لبناء آلاف الوحدات السكنية في مستوطنة «غفعات همتوس» واستثمار المليارات في الشوارع والبنى التحتية التي ستؤدي إلى مضاعفة عدد المستوطنين، فهي مستمرة في خططها العنصرية والممنهجة لتهويد القدس والمقدسات الإسلامية، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة ويشبع مشاعر الكراهية والعنصرية والتطرف والتعصب.
حرب إقليمية ؟
وعن الغارات الصهيونية الجديدة يضيف الزعبي «بأن «إسرائيل» اليوم، أصبحت لغماً خطيراً في الجسد العربي كله، فهي كيان فوق القانون الدولي، وهي حالة شاذة عن السياق الإنساني العالمي بمجمله، وهي حظيرة عسكرية خالصة، لا وجود في نهجها لعرف أو مبدإ أو قيمة، فقد منحها الدعم اللامحدود من جانب القوى الكبرى، حتى وهي تغتصب أرض الآخـــرين، والصمت الدولي المريب عن جرائمها عبر العقود، منحها قناعـــة راسخة، بأن منطق القوة العسكرية وحده، هو سبيلها للبقاء والهيمنــة».
وتوقع الزعبي بان تؤدي الاعتداءات الصهيونية المتكررة سواء في فلسطين او في سوريا وغيرها إلى تعاظم عمليات المقاومة بشكل جوهري، من خلال اندلاع انتفاضة جديدة تعتمد المقاومة على الشعبية، وتهدف بشكل أساسي إلى نزع الشرعية الدولية عن إسرائيل. مشيرا إلى أن المنطقة مقدمة على مشهدين لا ثالث لهما إما تسوية مرضية بشروط محور المقاومة وحلفائه الدوليين أو حرب إقليمية ولن تكون «إسرائيل» في مأمن منها أبدا، بحسب قوله.
ماالذي تحمله الغارات «الإسرائيلية» على سوريا وماهي أبعادها ؟
- بقلم روعة قاسم
- 10:36 25/01/2021
- 639 عدد المشاهدات
في الوقت الذي كانت الأنظار تتّجه فيه إلى الرئيس الأمريكي الجديد والسياسات التي سيتبناها في عديد الملفات الشائكة في المنطقة خاصة