ان جدول اعمال اللجنة الامنية المشتركة خلال اللقاء المرتقب في مطلع هذا الاسبوع حاسم بكل المقاييس بالنظر الى أهمية البنود المعروضة للنقاش .
ووفق اللواء المحجوب فانه من المنتظر التوصل الى تنفيذ اتفاق فتح الطريق الساحلي الرابط بين غرب وشرق ليبيا على مستوى شمال سرت وجنوب مصراتة، وتكليف قوة أمنية مشتركة لتأمين الطريق وإبعاد قوات الجيش وقوات الوفاق والمرتزقة لمسافة 5كلم.
وحسب تصريح المحجوب فإن أكبر عقبة أمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار هي سحب المرتزقة وصعوبة رضوخ أنقرة لما نص عليه ذلك الاتفاق .
القوات الأجنبية
وكان الاتفاق الموقع بجينيف بين العسكريين الليبيين في الثالث والعشرين من اكتوبر الفارط أمهل القوات الاجنبية والمرتزقة فترة 90 يوما للانسحاب، مهلة تنتهي قريبا ولحد الآن لا توجد مؤشرات من الدول المعنية بسحب قواتها ومرتزقتها والدول المعنية هي تركيا وروسيا. ويرى مراقبون بان حكومة الوفاق قد تطلب من انقرة تخفيض قواتها والمرتزقة السوريين كبادرة حسن نية لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في مقابل ذلك ينتظر ان تقوم روسيا بذات الخطوة.
كما لاحظ المراقبون بأن لقاء القمة بين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان المرتقب في نهاية شهر جانفي الجاري قد ينتج عنه تفاهمات تتعلق بحل معضلة سحب القوات الأجنبية من ليبيا، فأنقرة مطالبة بخطوات جادة وأفعال ملموسة لحلحلة أزمة ليبيا وفق ما يطالب به الاتحاد الاوروبي واستجابة للدعوات الأمريكية.
اما في ما يتعلق بروسيا فهي تريد العودة بقوة كلاعب محوري في إقرار حل سلمي للمحنة الليبية. وتقوم الرؤية الروسية بالأساس على تشريك جميع الحساسيات بما فيها شريحة ممثلي نظام القذافي وقد التقى امس مبعوث خاص لبوتين مع ممثلين عن سيف الاسلام القذافي حيث جرى التأكيد على عدم إقصاء أي طرف.
مشهد أمني معقد
بالعودة إلى موضوع فتح الطريق الساحلي والنقاط ذات الصلة، تجدر الإشارة إلى ان القوات الموالية لحكومة الوفاق تتمركز بمناطق القداحية وزمزم وابوقرين وهذه القوات هي كتائب الصمود بقيادة صلاح بادي المتشدد والمطلوب دوليا وكتيبة حطين التابعة لوزير الداخلية باشاغا. وهذه القوات ترفض وقف إطلاق النار وتريد التقدم نحو سرت في خطوة اولى، ثم وفي مرحلة ثانية الاتجاه نحو الهلال النفطي.
مقابل هذا يتمركز الجيش الليبي ممثلا في اللواء 128 وكتيبة طارق ابن زياد والقوات الخاصة الصاعقة وقوات اخرى مساندة بمنطقة الوشكة والمناطق المذكورة تعتبر مناطق تماس بين الطرفين. الجدير بالتنويه كذلك ان حوالي 4 آلاف مرتزق سوري وضباط اتراك متواجدون بجانب مليشيا الصمود وحطين، اما من جانب الجيش فتتواجد عناصر الشركة الأمنية الروسية _ فاغنر _ وتساند قوات حفتر وحدات الدفاع الجوي المتمركزة بقاعدة القرضابية ، مشهد أمني معقد يجعل طريق بلوغ تنفيذ بند فتح الطريق الساحلي أمرا ليس باليسير لكنه ممكنا باعتبار وجود إرادة دولية لتثبيت وتحصين وقف إطلاق النار للتسريع بإيجاد سلطة تنفيذية جديدة.