إذ نشب نزاع بين مجموعة «بحوري» التابعة لما يعرف بلواء «علي بن أبي طالب» في الهيئة مع مجموعة القيادي «رواد الغوطاني» التي اقتحمت قرية بحوري شمالي مدينة إدلب، وقد تطور هذا النزاع إلى اشتباكات بينهما، مما أدى إلى وقوع إصابات واحتجاز عناصر.
ويعود سبب النزاع، في حد كبير، إلى توجيه مجموعة «رواد الغوطاني» اتهامات لعناصر «علي بن أبي طالب» بأنهم قُطاع طرق، فيما اتهم عناصر «علي بن أبي طالب» عناصر «الغوطاني» بأنهم مجرمون يقتحمون القرى، ويروعون الناس، ويطلقون النار بشكل عشوائي.
وبعد أن حقق الجيش العربي السوري بمساعدة حلفائه انتصاراً كبيراً، أدى إلى اندحار تنظيم داعش الإرهابي في سورية، أصبح قادة «هيئة تحرير الشام» أكثر استعداداً لتقديم التنازلات، كما أن هيكلية الحركة تغيرت. وبعد القتال مع العديد من المجموعات الأكثر اعتدالاً منها، استوعبت هذه الحركة الكثير من المقاتلين القادمين من الحركات المهزومة، والذين وصل بعضهم إلى قيادات المجموعة. إضافة إلى ذلك، رحبت «هيئة تحرير الشام» بمزيد من المقاتلين الذين تم طردهم من جنوب سورية.
على خط مواز، تعاني «هيئة تحرير الشام» حالياً من أزمة انشقاقات وخلافات داخلية، وخلافات مع الفصائل المسلحة الأخرى في إدلب، وبدأت تلك الأزمات منذ عام 2017، عقب الاقتتال مع فصائل مسلحة في إدلب، كما حدث مزيد من التآكل في قوة الهيئة بسبب النفوذ التركي، حيث حاول الأتراك إقناع هيئة تحرير الشام بالخروج من إدلب، المحافظة الشمالية الغربية التي تمتد من قرية أطمة (شمال إدلب، شرق الحدود التركية) إلى دارة عزة (شمال غرب حلب)، وصولاً إلى طريق حلب-غازي عنتاب السريع. وعندما فشل هذا الأسلوب، تبنت أنقرة نهجاً جديداً عن طريق تشجيع الانشقاقات داخل الجماعة، وزرع بذور الشقاق في صفوفها وهذا ما دفع المقاتلين إلى الانشقاق والانضمام إلى الجماعات الجهادية الأخرى. لذلك من المحتمل أن تستمر هذه الانشقاقات ، نتيجة التحديات التي تواجهها الهيئة، أو من خلال الرغبة في إبعاد بعض الشخصيات المتشددة، فيما يبدو أنه رغبة لدى الهيئة لإظهار نفسها بمظهر فصيل معتدل.
الإدارة الأميركية والتركية، أكثر المتفاجئين بعظمة صمود سورية، لذلك تتلعثم سياساتهما الآن في سورية، بعد أن كانتا قد أعطتا الضوء الأخضر للقوى المتطرفة والمليشيات المسلحة للدخول الى سورية ونشر الفوضى والدمار هناك، من هنا لا تمتلك «هيئة تحرير الشام» خيارات كثيرة للتعامل مع المعطيات الجديدة، وهو ما يعود في قسم منه إلى نجاح الجيش السوري في استرداد العشرات من القرى في الشمال على وقع الانهيار السريع للميليشيات، ما دفع أنقرة إلى إعادة حساباتها في ما يخصّ تمويل ودعم فصائل ثبتت عدم فاعليتها الميدانية. لذلك نستطيع أن ندرك وبسهولة إلى أي مدى نحن ذاهبون... إلى لحظة الانتصار بوتيرة أعلى وبخطوات أوثق من ذي قبل بكثير.
إجمالا....إن عام 2021 سيكون مرحلة مفصلية في تاريخ سوريا لكونه يحمل في جعبته الكثير والكثير من المفاجآت التي ستغير شكل المنطقة، لذلك نتوقع في الأسابيع المقبلة أن يحصل تحول كبير بالساحة السورية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة السورية، كما أن هناك بعض الدول التي ستخسر رهانها بالحرب على سوريا، فالأحداث والوقائع الميدانية تشير إلى إنهيار كبير بين صفوف القوى المتطرفة والجماعات المسلحة الأخرى، يقابله صمود الشعب السوري وإصراره على تحرير دولته من الإرهاب وتحطيم كافة مشروعات هيئة تحرير الشام وأوهامها في وطننا الكبير «سورية»، بعد أن حسم الجيش السوري أمره في التصدي للعدوان ومواصلة القتال حتى تحقيق النصر الذي يُبنى على نتائجه الكثير في المشهد الإقليمي والدولي.
سوريا: ماالذي يحدث في معقل « تحرير الشام» الأخير ؟
- بقلم خيام الزعبي
- 10:22 28/12/2020
- 708 عدد المشاهدات
خلافات جديدة تضرب ما يعرف بـ«هيئة تحرير الشام» وهي المجموعة المتطرفة التي تسيطر على منطقة إدلب، وآخر معقل للمعارضة السورية المسلحة،