هذا الوباء القاتل الذي سببّ أكثر من مليون و700 ألف حالة وفاة.
ومع مسارعة عديد الدول حول العالم بالبدء في اقتناء اللقاحات المضادة لفيروس كورونا والتي طورتها عديد الشركات العالمية الطبية مثل شركتي بيونتك و فايزر، في خضم سباق محموم، ظهرت السلالة الجديدة من فيروس كورونا لتعيد مجددا شبح الجائحة الى دائرة الضوء مجددا بعد ان كاد الكابوس ينتهي .
فقد حذرت منظمة الصحة العالمية، من الانتشار السريع للسلالة الجديدة وذلك بعد رصد حالات لها في بريطانيا وهولندا والدنمارك وأستراليا، و قررت عدة دول تعليق الرحلات الجوية معها.
وأعلن في البداية عن هذه السلالة الجديدة من كورونا في بريطانيا ، حيث حذرت الحكومة البريطانية منظمة الصحة من قدرة السلالة الجديدة على زيادة سرعة انتشار الفيروس، كما أوضحت أنها أصابت 60٪ من الحالات الموجودة في لندن. وأفاد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أنه في حين لا يوجد أي اثبات على أن السلالة الجديدة تنتج عوارض أكثر شدة، إلا أنها أكثر انتقالاً بنسبة 70٪ من السلالة الأساسية.
أولى التداعيات الاقتصادية لظهور هذه السلالة الجديدة انخفاض الجنيه الإسترليني واليورو بعد أن تسببت السلالة جديدة سريعة الانتشار من فيروس كورونا في إغلاق أغلب مناطق بريطانيا وعطلت نشاط الشحن الدولي .
ويأتي ذلك في خضم غموض شديد يكتنف مصير التجارة والتبادل اثر مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ولعل السؤال الأخطر والأدهى اليوم هو هل ستؤثر اللقاحات الجديدة على هذه السلالة الجديدة ؟
ويؤكد في «الحقيقة» عديد الاخصائيين في منظمة الصحة الى حد الآن أنه ليس هناك جواب فعلي على هذا السؤال الصعب، وان السلالة الجديدة التي رصدت حالات منها في جنوب شرق انغلترا وفي الدنمارك وهولندا واوستراليا هي أكثر انتشارا وفتكا .
وهذا ما دفع أعضاء منظمة الصحة العالمية في أوروبا إلى إعادة تشديد القيود. وبالفعل فقد سارعت عديد الدول مثل المانيا الى الحد من عدد الرحلات مع بريطانيا ويبدو ان دولا أخرى مثل إيطاليا وغيرها ستسير على الخطى نفسها ..
وفي خضم كل هذه المستجدات يبدو أن الخروج من زمن الأوبئة ومن عام كورونا قد يطول انتظاره ، مما يتطلب تكاتفا ووحدة إنسانية في التعاطي مع هذه المسألة والكارثة الصحية التي هددت كل الدول دون استثناء . ورغم كل المخاطر الا أنها تحولت الى أداة جديدة وشكل من أشكال التسابق والصراع على النفوذ والقوة والتفوق من خلال التفوق الطبي والصحي والعلمي .
لقد طالبت أمس منظمة «وان» الدولية التنموية شركات الأدوية والدول بتوزيع لقاحات كورونا بشكل عادل في جميع أنحاء العالم، ومنها الشركة الألمانية «بيونتيك» التي طورت لقاحا مضادا لكورونا بالتعاون مع شركة «فايزر» الأمريكية وشركات أخرى وينتقل العالم اليوم من مرحلة التسابق على تطوير اللقاحات الى السباق المحموم على اقتنائها لمواجهة هذا الخطر الذي هدّد البشرية جمعاء ولا زال يطور نفسه ويخرج في سلالة جديدة تفرض المزيد من التحديات ومواصلة الأبحاث العلمية والطبيبة من أجل تجاوز المرحلة وطيّ صفحة الوباء بآلامها ومآسيها وكوارثها.