علما وأن المطلوب من المشاركين هو الاتفاق وفي غضون أسبوع، على مجلس رئاسي يتكون من رئيس ومن مساعدين وتحديد شروط الترشح وتشكيل حكومة موحدة أو تكليف رئيس حكومة وتحديد موعد لإجراء انتخابات نزيهة في حيز زمني لا يتعدى 18 شهرا.
ما يمكن استنتاجه تبعا للتسريبات الواردة من داخل قاعة اجتماعات منتدى الحوار والمفاوضات الجارية فإن الأجواء مريحة وتبعث على التفاؤل، وتشير التسريبات إلى أنّ الحوار يتقدم وفق ما تأمل في ذلك الأمم المتحدة، التسريبات أشارت إلى أنّ كل من شارك .ويشارك في المنتدى لديه رغبة في إنجاز خطوة شجاعة لصالح ليبيا لكن ثمة عقبات تهم الضمانات سيما في ملف الترتيبات الأمنية وتوزيع المناصب والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.
عقبات مهما تعقدت فإن الأمم المتحدة تعمل على تجاوزها والبناء على المنجز خلال الأسابيع الأخيرة مثل التوقيع على وقف إطلاق النار وإنجاح لجنة 5+5 الأمنية مباشرة في مفاوضاتها من مدينة غدامس في البداية ثم لاحقا من داخل مدينة سرت التي يشملها حل منطقة منزوعة السلاح وفق مقترح الولايات المتحدة الأمريكية.
آمال مرتفعة
ومن بوادر الإنفراج في الأزمه الموقف الموحد والرؤية الموحدة لحل أزمة ليبيا لدول الجوار، وقد برز الدور المصري حيث احتضنت مصر اغلب المفاوضات الأخيرة وانتهت كل تلك المفاوضات بالتوافق سواء أكانت سياسيه أو عسكرية، كذلك نجد أن المغرب والجزائر لعبتا دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء المحليين، وصولا إلى الدور التونسي من خلال الجهد الذي قام به الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي والرئيس الحالي قيس سعيد، دون نسيان دور دول الإقليم والحراك الدبلوماسي المكثف الذي مهد لهذه النجاحات المرجوة .
أما على الصعيد الأدوار الدولية فقد نشطت الدبلوماسية الفرنسية مستغلة تراجع الدور الإيطالي، مع العلم أن ايمانويل ماكرون هو الذي دعا لانعقاد الحوار الليبي الليبي بالجزائر أو تونس.كما أن المرونة المصرية أعادت ثقة حكومة الوفاق والإسلام السياسي في طرابلس ودفعت بعدة وفود رفيعة المستوى لزيارة القاهرة، منها زيارة فتحي باشاغا وزير داخلية الوفاق، وزيارة سرية للسراج للقاهرة أمس. عموما بوادر انفراج فعليه تلوح في أفق سماء ليبيا سوف تتجسد بداهة عبر مخرجات منتدى الحوار السياسي الجاري بتونس الآن.
ومن جهته دعا رئيس البرلمان العربي،عادل بن عبد الرحمان العسومي أمس من العاصمة المصرية القاهرة الليبيين الى طي صفحة الخلافات والتوافق لتشكيل سلطه تنفيذيه جديدة تحظى بإجماع ليبي وتحديد موعد للانتخابات .وأثنى العسومي على دور تونس في سياق مساعدة الفرقاء الليبيين على إقرار حل سلمي ينهي سنوات المعاناة.
تنديد باغتيال محامية
على صعيد آخر تتواصل حملات التنديد الصادرة عن المنظمات الدولية على خلفية اغتيال الناشطة والمحامية حنان البرغثي بشارع 20 بنغازي، حيث أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا شديد اللهجة عبر فيه عن التضامن مع أسرة الهالكة وطلب من الجهات المعنية بشرق ليبيا التعجيل بكشف ملابسات الجريمة التي وصفها البيان بالبشعة وتقديم الجناة للعدالة.
كما استنكرت البعثات الدبلوماسية لدي ليبيا عملية الاغتيال داعية إلى تحقيق عاجل في الجريمة، وكانت القيادة العامة للجيش الليبي الذي يقوده المشير حفتر استدعت على وجه السرعة اللجنة الأمنية ببنغازي للمساءلة . ثم وفي وقت لاحق أعلنت القيادة العامة عن إجراءات وقرارات ضد رئيس اللجنة الأمنية اللواء الناظوري ووزير داخلية الحكومة المؤقتة بوشناف ومدير أمن بنغازي وتتعلق الإجراءات بالإيقاف والإحالة على التحقيق.وكانت مصادر أمنية من داخل بنغازي أكدت القبض على الجناة مشيرة إلى انطلاق الحقيق معهم.