قال الكاتب الليبي محمد علي المبروك لـ«المغرب» أنّ أغلب الأطراف الأساسية التي أرسلت ممثلين عنها لحضور ملتقى الحوار السياسي بتونس تحاول تجنب بند عدم تولي للحاضرين الذي اعتمدته الأمم المتحدة ، وهي أطراف تنظر إلى مصالحها ولا تنظر لمصلحة ليبيا . وأضاف أنّ هذا الحوار الذي بجري قد يرجع بالأزمة إلى نقطة الصفر بسبب غياب الإرادة الوطنيّة عند الأطراف السياسيّة المعنية.
• لو تقدمون لنا قراءتكم للملتقى السياسي الليبي في تونس وإلى أي مدى سيكون له تأثير على واقع الأزمة الليبية؟
الحوار دخل مرحلة هي في الحقيقة مرحلة تمييع بسبب طبيعة أطراف الحوار، كانت أفضل مرحلة في الحوار هي مرحلة اللجنة العسكرية لأنهم يتمتّعون بعقول راشدة ووضعوا مصلحة ليبيا أوّلا، وفي هذه المرحلة التي فيها أطراف سياسية يغيب عنهم الرشد العقلي وتغيب عنهم مصلحة ليبيا وتحظر عندهم المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية.
أقول ذلك لان اغلبهم كان من أصحاب القرار في ليبيا ولدينا منهم تجارب مريرة،الوضع الليبي معقد لأن ما يحضر فيه المصالح الخاصة وقد بدأوا في اتصالات ببعضهم البعض لتقسيم المناصب ليس على أساس الكفاءة والمقدرة بل على أساس المحاصصة.
الآن في حوار تونس هناك ممثلين لأطراف وليس أطراف اساسية مع وجود أطراف أساسية لان بعثة الأمم المتحدة اشترطت عدم تولي منصب لمن يحضر الحوار.وأغلب الأطراف الأساسية التي أرسلت ممثلين عنها حتى تتجنب عدم تولي المناصب هي أطراف تنظر إلى مصالحها، ولا تنظر لمصلحة ليبيا وهي في الحقيقة عصابات سياسية ودينية وعصابات مناطقية ولا علاقة لها بإدارة البلدان ولكن هذا هو الواقع الليبي.
• مالذي سيتمخض عنه الملتقى وهل سيحمل الجديد في سياق حل الأزمة الليبية؟
لا أعتقد أن الملتقى سيأتي بجديد لان قوى في الداخل الليبي ترفض هذا الحوار ومنها عصابات مسلحة مشرعنة وأطراف عدة لديها القوة على الأرض إلا إذا تدخلت الأمم المتحدة بقوة لفرض نتائج الحوار. وكان الأولى بالأمم المتحدة أن تتوقف عند حوار اللجنة العسكرية الذي كان حوارا راشدا وتستطيع منه تشكيل مجلس عسكري يذهب فورا إلى انتخابات رئاسية ونيابية.
هذا الحوار الذي بجري أتوقع أن يرجع بالحوار إلى نقطة الصفر بسبب غياب الإرادة الوطنية عند الأطراف السياسية.
• ماهو المطلوب برأيكم اليوم لإنقاذ ليبيا والتوجّه نحو مسار سياسي ينتهي بانتخابات وانتقال ديمقراطي ؟
الوضع الليبي معقد ومن يملك الأمر هي جماعات مسلحة متعددة التوجهات وهي جماعات مضادة لأي حوار ،ولإنقاذ ليبيا يجب اعتماد لجنة الحوار العسكري كمجلس عسكري حاكم مؤقتا لما ثبت عليه من إرادة وطنية ويسعى من فوره وبمتابعة من الأمم المتحدة لانتخابات رئاسية ونيابية مع تفكيك كافة الجماعات المسلحة وفرض سلطة الدولة، فالسلطة الموجودة الآن هي سلطة الجماعات المسلحة شرقا وغربا .
• كيف ترون دور البعثة الأممية في ليبيا والدور الخارجي بصفة عامة في ليبيا منذ 2011 ؟
دور البعثة فيه تخبط واضح لأنها تذهب إلى أطراف غير مؤثرة وتترك الأطراف المؤثرة وكأنها تقصد إطالة الحالة الليبية ،وللحقيقة أفضل مبعوث أممي إلى ليبيا كان غسان سلامة وقد خسرته ليبيا فعلا لأنه دفع بالكثير من الأشياء نحو صالح ليبيا وشعبها والأمر بالوقائع والأدلة.
ومن ذلك حزمة من الإصلاحات الاقتصادية الذي كانت تحت إشرافه وحماية الأموال الليبية عبر الأمم المتحدة، وقد حدّ أيضا من اختلاس وتهريب الأموال في فترة بعثته. إضافة لحدّه من تدخلات دولية عديدة في الشأن الليبي.
• لو تصفون لنا ملتقى تونس في كلمات ، ورؤيتكم لما بعده ؟
أطراف سياسية تهرول لحيازة المناصب علها تجد فرصة للكسب في مرحلة انتقالية متكررة وتدور ليبيا في دوائر المراحل الانتقالية دون أن تتوقف عند مستقر ولاشيء لما بعده حقيقة لان الحوار حوار غافل ، غفل عن الأطراف المؤثرة الفاعلة واختزل في أطراف غير فاعلة.
الكاتب الليبي محمد علي المبروك لـ«المغرب»: «هذا الحوار لن يأتي بالجديد لأن هناك قوى في الداخل الليبي ترفضه، ولن ينجح إلاّ إذا تدخلت الأمم المتحدة بقوة لفرض نتائجه»
- بقلم وفاء العرفاوي
- 09:29 10/11/2020
- 790 عدد المشاهدات
• «كان أولى بالأمم المتحدة التوقّف عند حوار اللّجنة العسكريّة الذي كان حوارا راشدا»