انسحاب قوات حفتر من سرت التي ستنعقد فيها من هنا فصاعدا الاجتماعات العسكرية والأمنية. وكان وزير داخلية حكومة الوفاق المعترف بها دوليا قد زار القاهرة والتقى مع المسؤولين المصريين ومن ضمنهم الرئيس عبد الفتاح السيسي وتم الاتفاق على حزمة من النقاط منها سحب قوات الوفاق من شمال سرت نحو مصراتة كبادرة حسن نية.
ونقل شهود عيان من شمال سرت وجنوب مصراتة أن قوات حكومة الوفاق بدأت فعلا بالانسحاب، تنفيذا لاتفاق القاهرة بين فتحي باشاغا والمسؤولين المصريين .ويرى متابعون بأنّ موقف دفاع الوفاق المستجد أمس والذي اشترط انسحاب قوات حفتر قبل ذهاب وفدها المفوض، من شأنه عرقلة اتفاق القاهرة المذكور، ويشوش على مسار تحضير انطلاق منتدى تونس للحوار السياسي الليبي الليبي.
لكن هؤلاء المتابعين أكدوا أن ما صدر عن دفاع الوفاق ليس بتلك الأهمية التي يخشى منها عرقلة تنفيذ اتفاق رجل قوي صلب الوفاق أي وزير الداخلية باشاغا مع مصر.
ورحب الجيش الليبي،أمس الجمعة، بانعقاد اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في مدينة سرت الليبية خلال الأيام المقبلة، مشترطا خروج المرتزقة وانسحاب قوات خليفة حفتر. وجاء ذلك وفق بيان القوات المساندة بغرفة عمليات سرت الجفرة، التابعة للجيش، عقب يومين على ختام مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة، برعاية الأمم المتحدة في مدينة غدامس الليبية للمرة الأولى في البلاد. وذكر البيان أن «القوات المساندة في غرفة عمليات سرت الجفرة ترحب بعقد اجتماع للجنة 5+5 في مدينة سرت الأيام القادمة، وتؤكد على ضرورة خروج مرتزقة الفاغنر (الروسية) والجنجاويد وانسحاب حفتر من المشهد ومحاسبة كل المجرمين».وتابع: «لا نقبل فتح الطريق أو التواصل مع أي منطقة تحت سيطرة المرتزقة الأجانب، الذين سفكوا دماءنا ودمروا عاصمتنا طرابلس، وزرعوا الألغام التي أودت بحياة المدنيين والأطفال، وخلفوا المقابر الجماعية، ودمروا البنية التحتية».وأضاف: «لا مكان لحفتر في المرحلة القادمة وضرورة محاسبة من ارتكب جرائم الحرب وقتل المدنيين».
عراقيل متوقعة
كما أكدت القوات «تبعيتها للأوامر الصادرة عن القائد العام ووزير الدفاع ورئيس الأركان بخصوص اجتماع لجنة 5+5، للحفاظ على سيادة الدولة وبسط نفوذها على كامل التراب الليبي»، حسب البيان ذاته.وحققت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) خطوة ثانية مهمة نحو بناء الثقة بين الفرقاء الليبيين، بعد أن وضعت في مدينة غدامس، 2-4 نوفمبر الجاري، آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق نار دائم، الموقع في جنيف، 23 أكتوبر.
هذه المرة الأولى منذ 2019، التي يجتمع فيها الفرقاء الليبيون داخل بلادهم، في مدينة غدامس (450 كلم جنوب غرب طرابلس)، ومن المتوقع أن تتواصل هذه الاجتماعات في مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) مستقبلا.والأسبوع الماضي، توصلت الأطراف الليبية إلى وقف لإطلاق النار، ضمن مباحثات اللجنة العسكرية، التي تضم 5 أعضاء من الحكومة، ومثلهم من طرف قوات حفتر. إلى ذلك أعلنت الخطوط الإفريقية أن مسافرين قادمين من بنغازي على متن رحلتها أمس تعرضوا للاعتقال التعسفي من طرف إحدى المليشيات في العاصمة طرابلس وان المليشيات اشترطت إفراج القيادة العامة للجيش الذي يقوده المشير حفتر عن معتقلين تابعين لها يقبعون داخل سجن الكويتية ببنغازي، واستنكرت منظمات حقوقيه ما أقدمت عليه إحدى مليشيات طرابلس في حق مواطنين مدنيين لا علاقة لهم بالصراع المسلح أو حتى الصراع السياسي وطالبت تلك المنظمات بالإفراج عن الموقفون بصفة فورية.